الطائرات الأمريكية ترمي الوجبات الجاهزة لقتلى قذائفها..
بعد أن قسّم اثنان من أكبر الإرهابيين على وجه البسيطة، العالم إما مع الولايات المتحدة أو ضدها حسب جورج بوش، أو إما مع «الإسلام» على طريقة نظيره أسامة بن لادن أو ضده، تتواصل حرب الغارات الجوية الأمريكية البريطانية على أفغانستان موقعة أعداداً متزايدة من الضحايا بين قتيل وجريح حتى في الأحياء المدنية السكنية التي تُقصف ثم يقول البنتاغون إن ذلك جرى خطأً(!!)
ويزعم البيت الأبيض أن القصف الجوي يستهدف معسكرات التدريب الخاصة بمنظمة القاعدة وقواعد الدفاع الجوي الطالبانية والمطارات المنتشرة في أرجاء أفغانستان.
وهكذا فقد تعرضت كل المدن الأفغانية الرئيسية لقصف جوي كثيف تركز في قندهار معقل طالبان جنوباً إلى جانب العاصمة كابول ومدينة جلال آباد شرقاً ومزار الشريف شمالاً وهرات غرباً.
وبينما توشك الغارات المتواصلة على أفغانستان على شل قدرة الدفاع الجوي الطالباني بما يضمن فتح كامل الأجواء الأفغانية أمام الطائرات المغيرة أتى القصف أيضاً على شبكة الاتصال الهاتفي الضعيفة أساساً في البلاد مبقياً بعض خطوط الاتصال بيد بعض قادة طالبان.
سكان قرية /قدم/ غربي جلال آباد والتي تعرضت قريتهم المدنية لقصف جوي أمريكي عنيف اعتبرته وزارة الدفاع الأمريكية خطأً غير مقصود رغم أنه أبادها عن بكرة أبيها رامياً أشلاء القتلى في أرجاء حطام بيوتها قالوا لمجموعة من الصحفيين الأجانب الذين زاروا المكان بعد الغارة الأمريكية: «انظروا القتلى من أقاربنا هنا.. والوجبات الجاهزة التي تلقيها الطائرات الأمريكية هنا»(!!)، وذلك في إشارة إلى ما تصفه واشنطن «بالمساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني الذي لا تريد به سوءاً» والتي تقول عنها منظمات الإغاثة الدولية أنها قد تلحق أضراراً صحية جسيمة بالأفغانيين عند تناولها لأنها عبارة عن فيتامينات مركبة وأغذية لم تعتد عليها أمعاء الأفغانيين وقد تفضي إلى اضطرابات صحية كما جرى عند أبناء البوسنة سابقاً.
من جانبه أكد الملا محمد عمر أو ما يسمى بالزعيم الروحي لحركة طالبان أنهم لن يستقبلوا الغزاة الأمريكيين بالورود بل سيلقنونهم درساً قاسياً. وجدد عمر رفض الحركة تسليم بن لادن رافضاً كل الخطط الغربية الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة داخل ما بات يسمى «أفغانستان ما بعد طالبان».
إلى ذلك تتواصل المواجهات بين كر وفرّ دون حسم كبير بين قوات طالبان وقوات المعارضة الشمالية حيث يجري الاستيلاء على بعض المواقع من طالبان لتعيد الاستيلاء عليها من جديد وذلك في مواجهات يدفع ثمنها «المواطن» الأفغاني العالق بين سندان الحرب الأهلية ومطرقة حرب التدخل الأمريكية فلا يجد مخرجاً إلا بالفرار وأسرته إلى خارج البلاد لاجئين على أبواب الدول المجاورة.