هل يحتاج الخليج إلى درع صاروخي أمريكي؟

أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن دول مجلس التعاون الخليجي، بصدد إنشاء درع صاروخي، وذلك في إطار تعاونها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف حماية المنطقة من «التهديد الإيراني» وأنها قررت تشكيل لجنة أمنية لدراسة إنشاء هذا الدرع.

ويافطة حماية الخليج من الخطر الايراني تأتي ومنذ سنوات في سياق الاستراتيجية الامريكية الشاملة في المنطقة، عبر محاولة توجيه الانظار إلى ايران وتصويرها على أنها الخطر الرئيسي على الخليج العربي والعرب عموماً، الأمر الذي يتضمن حكماً دعوة إلى تجاهل وجود مشكلة أخرى، أو خطر آخر «اسرائيل» وما هو أخطر من ذلك هو أنها تصعيد لتفجير الفالق السني الشيعي واشغال هذه المنطقة الغنية بالثروات الاستراتيجية بصراعات ثانوية، تؤمن ديمومة النهب، الذي يغذي اقتصاديات المراكز الرأسمالية المأزومة، فالخطر الايراني وضرورة حماية الخليج العربي من جملة أهدافه التحكم بمصادر الطاقة، بيعاً واستثماراً وتحكماً بالعملة التي ستباع بها الأمر الضروري في ظروف الأزمة، وذلك للتحكم بالتطور العالمي اللاحق لعقود من الزمن، بالإضافة إلى ما يمكن أن تجنيه الشركات الأمريكية من أرباح فلكية من جراء هذه الصفقات. 
جاء الإعلان عن إنشاء الدرع من خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية السعودي مع وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، عقد في ختام اجتماع المنتدى الوزاري الأول للتعاون الاستراتيجي الخليجي – الأميركي، الذي عقد قبل أيام بالرياض، وكانت السعودية ترى في الزيارة فرصة للاتفاق مع واشنطن للتباحث حول الازمة السورية واتخاذ قرار بدعم المعارضة السورية بالسلاح الا أن الدبلوماسية الامريكية غيّرت اتجاه اللعبة ووجهت المحادثات باتجاه إنشاء الدرع الصاروخي العتيد، لاشك ان هذه الرؤية الامريكية تعبر عن وجهة نظر تقول بأن ملفات المنطقة كلها ملفات مترابطة ومتشابكة، فبعد فشل التدخل العسكري المباشر في سورية نتيجة صعود الدور الروسي الصيني والفيتو المزدوج تسعى واشنطن إلى تفعيل ملفات أخرى تخدم عملية الوصول إلى الاهداف المرسومة للاستراتيجية الشاملة في المنطقة، وصولا إلى محاولة تقزيم دور القوى الدولية الصاعدة والسعي إلى بلورة تكتل دولي جديد بعد الفراغ الناشىء إثر تراجع الدور الامريكي.
ان نفاق الطغم الحاكمة في الخليج العربي يبدو جلياً في التعاطي مع الملف الايراني وهو يزداد طرداً مع تراجع الدور الامريكي على الساحة الدولية، إذا تحاول أن تلعب دور العراب بعد الوضع الدولي الناشىء، فتخوض حرباً بالوكالة عن الادارة الامريكية، في ملفات المنطقة كإحدى ادوات المشروع.