«قاسيون» في لقاء مع أوليغ شينين، رئيس مجلس اتحاد الأحزاب الشيوعية (الحزب الشيوعي السوفييتي)

شيفاردنادزة.. نهاية سياسية غير مجيدة لأحد أسوأ الخونة

فليحذر الباقون.. يوم الحساب آت عاجلاً أم آجلاً!

■ التغييرات في العالم بعد 1917 لارجعة عنها

■ لم تتوقف بل ازدادت عملية تفسخ الرأسمالية

■ الأوساط المالية الاجرامية العالمية نظمت أحداث 11 أيلول

■ نعلن التضامن الكامل مع الشعب السوري في نضاله من أجل الحفاظ على استقلاله الوطني وسيادته

■ المسؤولون عن انهيار الاتحاد السوفييتي سيذهبون الى السجن

■ جورجيا.. انقلاب خطط له الغرب، مستحيل التحقيق دون دعم الجماهير

■ مركز وقلب عملية التغيير القادمة، لايمكن أن يكون إلاّ روسيا

● «موسكو» مراسل «قاسيون» (27/11/2003)

التقى مراسل صحيفة «قاسيون» في موسكو الرفيق أوليغ شينين رئيس مجلس اتحاد الأحزاب الشيوعية (الحزب الشيوعي السوفييتي)، وكان الحوار التالي:

■ ماهي رؤيتكم للوضع العالمي، في ظل المتغيرات المتسارعة، وما يُسمى بهيمنة القطب الواحد بعد عام 1991؟

●● بغض النظر عما يقوله المؤرخون البرجوازيون وخدم البرجوازية، من علماء وصحفيين، لم تتحقق هيمنة القطب الواحد بعد عام 1991، كل الأحداث الأخيرة تؤكد أن التغييرات التي حدثت في العالم بعد ثورة أكتوبر  الاشتراكية العظمى ونشوء الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية لا رجعة عنها.

إن الحياة على الأرض لم تصبح أكثر أمناً واستقراراً، والذي حدث عكس ذلك، بسبب الميل الشديد لدى الإمبريالية للحروب العدوانية، وبسبب زيادة الفساد والإجرام في العالم.

إن انهيار المنظومة الاشتراكية لم يوقف عملية تفسخ الرأسمالية، بل حفزّها، إن الإمبريالية تسير نحو نهايتها الحتمية، لأنها شددت ووسعت الأزمة العالمية وفقدت القدرة على السيطرة على الوضع العالمي.

إن الاعتداء البربري ضد يوغسلافيا في نهاية القرن الماضي دون موافقة الأمم المتحدة، كان مجرد عملية استطلاعية للعمليات العسكرية اللاحقة، وتجريب للقوى (مافوق الإمبريالية) ولكن ثلاثة أشهر من القصف (لم تجلب النصر)، وسقطت بلغراد فقط لأن النظام الروسي الكومبرادوري الحليف خان السلاف. اليوم يوغسلافيا غير موجودة على خارطة العالم، ولكن مؤقتاً بلا أدنى شك، ولكن أيضاً ليس بين الأحياء رئيس وزرائها الخائن. إن أصحاب العالم الجديد لا يعرفون ما العمل مع الجمهورية اليوغسلافية التي لا يمكن إركاعها، ففي 16 تشرين الثاني جرت المحاولة الثالثة بدون نجاح لانتخاب رئيس صربي موال للغرب تكون مهمته دفع البلاد باتجاه «الديمقراطية» على الطريقة الأمريكية.

إن عالمة الاقتصاد «كولياغينا» تؤكد أن هناك مجموعة تحاول أن تدير العالم وتعمل بشكل سري مكونة من الأوساط المالية الإجرامية العالمية الما فوق قومية. بما فيها من أوساط متطرفة دينية تضع هدفاً لها: السيطرة العالمية التامة، هذه القوى بالذات هي التي نظمت أحداث 11 أيلول التي أعلنت بدء اقتسام جديد للعالم، مماسمح بتكوين العقيدة العسكرية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية المستندة لفكرة «ملاحقة الإرهابيين في كل العالم». إن الإرهاب المعاصر كأحد أشكال الصراع الطبقي، هو نتاج للاستغلال الفاحش والفقر واللامساواة التي تسببها الرأسمالية، وما ينتج عنها من عنف وجوع وتخلف. وهو استمرار مباشر لها، ولايمكن القضاء عليه في ظل هذه التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية.

إن أفغانستان والعراق، هي تأكيد على ذلك، إن حجم تجارة المخدرات غير القانونية تقدر بـ(500) مليار دولار بما يساوي (8%) من التجارة العالمية، وهذا أكثر مما تعطيه تجارة السيارات النفط والمعادن، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن نصف إنتاج المخدرات حتى 2001، كان يجري في أفغانستان وهو في ازدياد حتى اليوم، يصبح واضحاً أن الإجرام العالمي يجني القطاف اليوم من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وهو قد ثبت مواقعه وعلاقاته مع هذه البلاد.

إن بنية هذه المؤسسات العالية الدقة والتنظيم قد فعلت فعلها في بداية الحرب على العراق بسرقة الثروات الثقافية التاريخية، والتي  تقدر قيمتها بأرقام فلكية لايمكن حصرها. وحسب التوقعات، فإن هذه البنى الإجرامية العالمية تسعى لضرب الاقتصاد الأمريكي والعالمي من أجل إعادة التقسيم الجديد للعالم، لذلك فإن الأسعار المنخفضة للنفط لا تلائمها، وبالعكس، فهي بحاجة إلى فوضى في العراق وإحداث عدم استقرار في الشرق الأوسط عبر جر البلدان المجاورة إلى النزاع العسكري. ومن جديد تلعب الصهيونية العالمية دور رأس حربة العدوان، والهدف إضعاف الأمم المتحدة ومجلس أمنها اللذان يرقصان أصلاً تحت إيقاع طبول الرأسمال العالمي من أجل إعادة النظر بنتائج الحرب العالمية الثانية وفرض نظام عالمي جديد على طريقتهم، وبالتالي القيام بخطوة حاسمة باتجاه الوصول إلى السيطرة العالمية بلا منازع. لذلك فإن تقوية وتوسيع جبهة النضال ضد هذا الشر العالمي، هو أحد المهام الرئيسية للحركة الشيوعية والعمالية.

ويعمل الثنائي واشنطن وتل أبيب في كل مكان، وهذا الثنائي يرغب جداً بمنع نزع السلاح الذري من إسرائيل ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة. واليوم يثور الصقور بسبب المقاومة المتصاعدة لمخططات الهيمنة، ويتهمون سورية مباشرة بعدم تحقيقهم لنجاحاتهم، ويهددونها بالعصا العسكرية. إن الشيوعيين السوفييت يعلنون عن تضامنهم الكامل مع شعب سورية، يؤيدون بلا قيد أو شرط نضاله من أجل الحفاظ على استقلاله الوطني  وسيادته.

في المؤتمر 19 للحزب الشيوعي السوفييتي قال ستالين: «في السابق كانت تُعتبر البرجوازية طليعة الأمة، لأنها كانت تدافع عن استقلال وحقوق الأمة، معتبرة إياها فوق كل شيء، اليوم لم يبق أي اثر لهذا المبدأ القومي. البرجوازية اليوم تبيع حقوق واستقلال الأمة بالدولارات. وتخلت عن علم الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية». وفعلياً، قبل نصف قرن، عرض ستالين تلك الظاهرة التي تسمى اليوم بـ«العولمة»، فقط عبر اندماج النضال الوطني مع النضال من أجل الاشتراكية، يمكن تسريع احتضار الإمبريالية العالمية. لذلك من الضروري تقوية وتطوير العلاقات مع بلدان اشتراكية مثل كوبا وكوريا الشمالية، وكذلك مع بلدان مثل الهند والصين والعالم العربي وأمريكا اللاتينية. فقط بالجهود المشتركة يمكن تحقيق تغييرات عالمية على أساس مهام ضمن الأولويات التالية:

■ تخفيض النفقات العسكرية، واستخدام القدرات البشرية والمادية المتحررة جراء ذلك في مصلحة البشرية من أجل اجتثاث البؤس والفقر.

■ تغيير المقاييس الاقتصادية السابقة، وتحديد نمو الاستهلاك المادي الترفي.

■ تكييف العمليات التكنولوجية مع الضرورات البيئية.

■ إنشاء منظومات صحيةو تعليمية صحيحة وتخدم كل سكان الأرض، والتحكم بالنمو الديموغرافي.

بالطبع  لايمكن تحقيق كل ذلك دون إعادة النظر بعلاقات الملكية، دون انتصار الثورة الاشتراكية. إن الرأسمالية أصبحت خطيرة بيولوجياً تجاه البشرية، لأن آلية تحقيق الربح الأعلى المرتبطة بها، تعمل اليوم باتجاه تخريب المجال الحيوي للكرة الأرضية، الذي لايمكن تقسيمه على أساس حدود الدول.

■ ماهي برأيكم آخر تطورات الوضع في روسيا وبقية دول الاتحاد السوفييتي السابق؟

●● في روسيا تنتهي اليوم الحملة الانتخابية لمجلس الدوما (البرلمان الروسي)، وتبدأ حملة ثانية للرئاسة. وهذا يفسر غليان المشاعر. وتجري اليوم دعاية حامية جداً مع ما تحمله من وعود وعهود ثمنها  لايتجاوز القرش الواحد في يوم البازار، لأن 23 حزباً والمجموعة  التي سمح لها بالمشاركة في الانتخابات، لايخرج أحد منها عن إطار الحق البرجوازي، عن إطار الدستور الحالي الذي تسيل منه دماء الشعب. وخلال ذلك استطاعت السلطة أن تخلق وضعاً سياساً ونفسياً للمجتمع، مفاده: أن انتصار مجموعة «روسيا الموحدة» الموالية للرئيس في  انتخابات 7 كانون الثاني، أمر محسوم مسبقاً.

إن المعارضة اليسارية منقسمة ومشتتة، ويلاحظ بين الجماهير اللامبالاة و السلبية، وهو مايعكس عدم الثقة  الثابتة بالنظام لدرجة أن أنصاره يقترحون عقوبات كثيرة على عدم المشاركة في الانتخابات، فمنهم من يقترح غرامات، ومنهم من وصل به الأمر باقتراح إسقاط الجنسية عن المتغيبين عن التصويت. هذا إذا كنا لانريد أن نتحدث عن تكنولوجيا «عد الأصوات» التي وصلت إلى حد الكمال خلال العقد الماضي من خلال التزوير والتلاعب بنتائج التصويت. وقد تم خلال هذه الفترة تربية منفذين جيدين لهذه العمليات، وهذا ما سيستخدم من أجل تمرير المرشحين الذين يرضى عنهم النظام.

كثيراً مايسألون حول موضوع (يوكوس)، أنا واثق أن تصريح الرئيس حول اعتقال (خادركوفسكي) هو بداية عملية متعددة الدرجات ومحسوبة جيداً في الحملة الانتخابية السياسية، فهو إلى جانب وقوفه مع «القانون»، وضد الفساد، استطاع بوتين أن يرفع من شعبيته، ووجه ضربة قوية ضد اليمين (اتحاد القوى اليمينة، مجموعة يا بلاكا) وضد اليسار (الحزب الشيوعي الروسي)، بآن واحد،  والمعروف أن مدير (يوكوس) السابق لم يخف أنه يمول كل هذه الأحزاب. وليس صدفة أن السادة تشوبايس، يافلينسكي وزوغانوف، قد أعلنوا بشكل متوافق  موقفهم ضد اعتقال أحد رؤوس الطغم المالية «خادركوفسكي« وهكذا يكون بوتين قد قوى موقعه كرجل وسط وقوى موقع حزبه «روسيا الموحدة».

ولكن دون أن يقصد ساعد الرئيس المعارضة اليسارية، فهو أولاً وجه ضربة قوية للطغمة المالية  المؤلفة من سبعة اشخاص مليارديرية وجرى إفهامهم أن السرقة بوقاحة ودون عقاب أصبحت خطيرة. وثانياً خلق سابقة مسؤولية عن ما يرتكبوه. فمنذ تموز، بعد اعتقال الملياردير «ليباديف»، صرخ الليبراليون كثيراً بعدم جواز الاعتقال لجرائم اقتصادية. أنا أعرف السجن جيداً وإذا كان قد سجن سابقاً أبطال الاتحاد السوفييتي مثل: فارينيكوف، باكلانوف، ستارا دوبتسوف، كروتشكوف، يازوف.. وآخرين، لأنهم دافعوا عن الدستور ووحدة الاتحاد السوفييتي، فليقبع اليوم في السجن المليارديرية الذين سرقوا الثروة الوطنية بعدة مئات من مليارات  الدولارات. وأنا متأكد أنه سيقبع في نفس السجن قريباً آولئك المسؤولين عن انهيار الاتحاد السوفييتي. ثالثاً: مع أن الرئيس لايمل من القول أن نتائج الخصخصة لن يعاد النظر فيها، ولكن قضية (يوكوس) هي عملياً إعادة نظر بجزء من هذه الخصخصة. ولكن الآن الذي يجري أن خصخصة الثروة العامة يجري إعادة النظر فيها ضمن الطبقة الحاكمة، ولكن هذا بحد ذاته خطوة باتجاه مصادرة ملكية الناهبين.

فيما يخص رئيس روسيا المقبل، فإن المسألة ليست فقط في الشخصية، ولكن في أي برنامج سيقترح، وماهي الالتزامات التي سيتبناها. إذا حدث وكتب في برنامج بوتين عن التوقيع الفوري لمعاهدة الوحدة بين روسيا وبيلاروسيا، وتأميم الثروات الباطنية للبلاد ومصادر الطاقة والنقل وقطاعات الصناعة الاستراتيجية التي تحدد أمن الوطن، وتحدد الاتجاه الاجتماعي للتطور الاقتصادي الذي يجب أن يكون الإنسان في مركزه، فالشيوعيون سيكونون من الأوائل الذين سينظرون في مسألة دعم ترشيجه لتنفيذ هذا البرنامج، ولكن يمكن القول بكل ثقة أن هذا لن يحدث. وحين ذلك، فإن الكلام حول النضال ضد الفقر و الفساد وتحديث الجيش وديكتاتورية القانون وأنسنة الاقتصاد...إلخ.. هي دعاية انتخابية فارغة.

■ ماهو تحليلكم للتغيير العاصف الذي جرى في جورجيا؟

●● إن أحداث جورجيا تعطي مادة غنية للتفكير. إن شيفاردنادزه الذي حكم الجمهورية لمدة تزيد عن الـ30 عاماً مع انقطاعات صغيرة، قد أوصل البلاد إلى حالة انهيار، وتمسك بالسلطة حتى اللحظة الأخيرة، ولكنه كان مجبراً على التوقيع على مرسوم تخليه عن منصبه.

لقد قلق بوتين جداً من أن تغيير السلطة قد جرى على أرضية ضغط (من تحت)، وهذا حسب رأيه «يتناقض مع مبادئ الديمقراطية والقانون ويضر مصالح الشعب الجيورجي».

إن النهاية السياسية غير المجيدة لأحد أسفل الخونة، لها أهمية كبرى، فهو الذي بذل جهدا ً كبيراً لانهيار المنظومة الاشتراكية في أوروبا، وللانتصار المؤقت للردة في الاتحاد السوفييتي عندما كان وزيراً للخارجية، فليحذر الباقون من معادي الشيوعية والاتحاد السوفييتي، لأنهم سيسألواعلى ما فعلت يداهم عاجلاً أم آجلاً.

أعتقد أن ما جرى في جورجيا هو انقلاب عسكري خطط له الغرب، وهذا الانقلاب كان مستحيلاً دون دعم الجماهير الشعبية، ولكن في هذه الحالة كانت القوة المحركة هي الشباب الراديكالي القومي، وليس البقايا المبعثرة للطبقة العاملة ونصف البروليتارية والبرجوازية الصغيرة، وليس صدفة أن مناطق مثل أبخازيا وأسيتيا الجنوبية قد سارعت لإعلان موقفها السلبي منهم، هذه المناطق التي تريد منذ زمن طويل الدخول في إطار روسيا، وكذلك أبخازيا التي جرت وراءها مناطق حالة الطوارئ في جورجيا.

يتحكم اليوم في جورجيا الرأسمال الأجنبي بشكل كامل، ودينها الخارجي هو أكثر من موازنة دولتها بعدة مرات، أعلنت منظمة التعاون والأمم الأوروبية عن استعدادها لتمويل انتخابات 4 كانون الثاني 2004، وهو ما يعني عملياً تحديد نتائجها مسبقاً. إن روسيا في هذه الحالة تلعب دور الوسيط بالنسبة للإمبريالية العالمية، وهي تحاول جزئياً أن تمارس سياستها الخاصة. كل هذا بالمحصلة يهدد بالإخلال بالاستقرار في منطقة القفقاس، وضع مشابه تكون في «بريدنيستروفيا» «مولدافيا»، ففي 25 تشرين الأول فشلت محاولة التوقيع  على اتفاقية الوحدة الجغرافية لمولدافيا، حيث أن بريد نيستروفيا ومنطقة «غاغاووزيا»، خلافاً لمولدافيا، لم تعلنا عن خروجهما من الاتحاد السوفييتي، ومع ذلك قدما تنازلات هامة لتوقيع هذه الاتفاقية، ولكن رغم ذلك فإن «كشينيوف» العاصمة لم تقبل بالنص الأخير، وقررت التشاور مع الغرب دون أن تأخذ حتى رأي أحد مستشاري بوتين، الذي قدم خصيصاً لهذا الغرض. إن هذا التجاهل المقصود هو دليل على الانهيار الكامل للسياسة الخارجية للنظام الذي يقوده منذ عامين ونصف الرئيس فارونين.

وهاكم ماقاله الرئيس الحالي لمولدافيا، فارونين قبل خمسة أشهر من انتخابه في اجتماع مجلس الأحزاب الشيوعية في 28 تشرين الأول 2000: «عندما نلتقي أنا ورفاقي في الحزب ونوابنا في البرلمان مع الناخبين، يسألنا الناس في كل اللقاءات ماهي علاقاتكم مع شيوعيي روسيا ومتى ستحلون مسألة التوحيد، سنأتي دائماً إلى روسيا، لأننا دون روسيا لا نستطيع العيش، وقد فهم ذلك الجميع في كل مكان، فهم ذلك أهل مولدافيا، إن الشعب يُباد، يموت، الكارثة عامة وطنية، نحن في القاع».

وبدون تعليق، يصبح واضحاً للإنسان الذي ليس لديه موقف مسبق أن تمرير الشيوعيين إلى السلطة عن طريق الانتخابات في هذه الجمهورية غير الكبيرة والمختنقة بالديون، كان مخططاً من قبل الرأسمال العالمي من أجل الوصول إلى الإساءة الكاملة للحركة الشيوعية والعمالية.

■ ماهو مستقبل الحركة الشيوعية في دول الاتحاد السوفييتي السابق ضمن هذه المتغيرات التي تحدثتم عنها؟

●● في هذا العام يكون قد مر عشر سنوات على تكوين اتحاد الأحزاب الشيوعية (الحزب الشيوعي السوفييتي)، إن الإعلام الموالي لزيغانوف قد نشر عدداً من المقالات، يؤكد فيها أن قيادة الحزب الشيوعي في روسيا الفيدرالية هي التي كانت في البدء مع إعادة تكوين اتحاد الأحزاب. والحقيقة أن قادة الحزب الروسي قاوموا مدة أكثر من سنتين بكل قواهم انبعاث اتحاد الأحزاب، ووافقوا بالنهاية تحت الضغط من تحت، قبل المؤتمر 30 عام 1990، وبكل مسؤولية أعلن: أن الحركة الشيوعية على أراضي الاتحاد السوفييتي لم تستطع تنظيم نضال الشغيلة لدرجة كبيرة، بسبب الموقف الهدام للقيادة العليا للحزب الشيوعي الروسي.

رغم كل المصاعب حافظنا على منظومة الأحزاب الشيوعية حاملة الأفكار الماركسية ـ اللينينية، ولكن اليوم، هذا غير كاف. إن القيام بتحولات اشتراكية في جمهوريات الاتحاد السوفييتي غير ممكن في الظروف الحالية دون روسيا. يجب البدء من روسيا، اتحاد روسيا وبيلاروسيا ومن ثم أوكرايينا، وهكذا دواليك، ولكن مركز وقلب الحركة لا يمكن أن يكون إلا روسياً. 

 

إن الشغيلة بحاجة إلى حزب حقيقي ماركسي ـ لينيني، وهكذا حزب ينتظره النجاح.