مأزق بوش!
استبق الرئيس الأمريكي جورج بوش جولته الآسيوية، وحضوره اجتماعات قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ - آبك في بانكوك، استبقها بتصريحات حول جملة هواجسه ومطالبه سواء من حلفائه التقليديين مثل حكومات اليابان واستراليا والفليبين وكورية الجنوبية أو خصوم الأمس منافس اليوم كالصين.
فالرئيس بوش الذي أشار إلى إعجابه برئيس الوزراء الياباني مؤكداً عمق الصداقة التي تربطهما أكد أنه طلب من جونيتشيرو كويزومي تقديم أموال للمساعدة فيما بات يسمى بإعادة إعمار العراق وأعرب عن امتنانه لتعهد الحكومة اليابانية بإرسال ما قيمته 1.5 مليار دولار نقداً من أصل خمسة مليارات مقررة لهذا الشأن على امتداد الأعوام الخمسة المقبلة.
إلا أن الغموض بقي يكتنف أكثر القضايا إثارة للجدل على قائمة الطلبات الأمريكية ألا وهي وضع خطة محددة لإرسال قوات يابانية للعراق حيث تخشى حكومة كويزومي إثارة قلق الناخبين قبل الانتخابات العامة المقررة في تشرين الثاني المقبل.
بوش القلق على الوضع غير المستقر لدولاره رغم تسجيله ارتفاعات طفيفة مقابل الين واليورو، والمعتمد على صيغ الحماية العسكرية والتبادلية التجارية الدولية الضخمة أكثر منها على الصيغ الاقتصادية والإنتاجية الأمريكية الداخلية قال أيضاً: إنه سينتهز فرصة زيارته لآسيا للضغط على الصين واليابان لوقف محاولاتهما خفض قيمة عملتيهما وهو الإجراء المتبع من قبلهما لحماية أسواقهما الداخلية.
وفي موضوع آخر أضاف بوش أن من صالح اليابان خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وذلك في محاولة ضغط جديدة من جانبه على بيونغ يانغ ومحيطها الإقليمي، بينما لجأ تحت لافتة مكافحة الإرهاب الممجوجة للإشادة بالشراكة القائمة بين بلاده وحكومة جون هاوارد في استراليا وكذلك بالجهود التي تبذلها مانيلا في هذا السياق .
غير أن ما قوبل به بوش في الفليبين مثلاً كان مزيجاً بين ترحيب رسمي يتوسل المزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية واحتجاج شعبي عارم على نتائج انعكاس السياسات الأمريكية على الفليبين والعالم أجمع.
فبينما ربط المسؤولون العسكريون الفليبينيون إجراءاتهم وتدريباتهم الأمنية الاستثنائية بمكانة بوش ومنصبه، أدانت منظمة غابرييلا وهي تحالف جمعيات نسائية فلبينية السياسات الأمريكية في النهب الاقتصادي والإرهاب العالمي التي أحدثت دماراً هائلاً في حياة النساء والأطفال، في حين قام متظاهرون في شوارع مانيلا بإحراق الأعلام الأمريكية ومجسمات تصور الرئيس بوش والرئيسة أرويو التي سعت بدورها إلى استغلال زيارة بوش لاكتساب دعم من الخارج على وهم مساعدتها في الفوز بفترة رئاسية ثانية في انتخابات العام المقبل.
ولكن وبينما تتدنى شعبية أرويو باطراد تنتقد أوساط فلبينية واسعة سياسة تدخل واشنطن في الشؤون الفليبينية مثلما تشتكي من التلوث الكيمائي الناجم عن انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في البلاد.
وفي تركيز عال على بروتوكولات تنظيم القمة من صور العائلة وارتداء قمصان تايلاندية تقليدية باهظة الثمن خلص زعماء القمة إلى تكرار العزف على وتر تمسكهم بمكافحة الإرهاب الدولي في حين أكدت لافتات التظاهرات الشعبية الضخمة التي استقبلت بوش في تايلاند واستراليا وأندونيسيا وكذلك تلك التي خرجت بمناسبة القمة في سيؤول أكدت أن بوش هو الإرهابي الأكبر وأنه مع مجمل السياسات الأمريكية يشكل العدو رقم واحد للبشرية.
■ عبادة بوظو
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.