الحوار  الفنزويلي: مدخل للخروج من النفق؟

الحوار الفنزويلي: مدخل للخروج من النفق؟

شهدت فنزويلا في الأشهر الأخيرة، قيام المعارضة اليمينية بتنظيم مظاهرات عدة ضد حكومة الحزب الاشتراكي الفنزويلي والرئيس نيكولاس مادورو، تخللتها أعمال عنف وسقوط جرحى وإحباط محاولة انقلاب على الطريقة الأوكرانية، بالإضافة إلى تسبب القطاع الخاص والشركات الكبرى بأزمة اقتصادية متصاعدة في البلاد.

 

أصبح الحوار بين الحكومة والمعارضة خياراً لحل الأزمة السياسية في فنزويلا، بدلاً من التصعيد، وصب الزيت على نار الأزمة كما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تفعل في السابق. ورغم عدم تحقيق خطوات كبيرة في هذا الطريق إلّا أن انطلاق الحوار بحد ذاته له أهمية محلية وإقليمية وعالمية من حيث البدائل المطروحة.

جولة حوار جديدة

نقلت وسائل إعلام عالمية عدة، مثل: روسيا اليوم، ورويترز يوم الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 وقائع من جولة الحوار الجديدة بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة، بوساطة من بلدان لاتينية، ومن الفاتيكان، بهدف تخفيف حدة المواجهة السياسية، وسط أزمة اقتصادية تمر بها البلاد.

في ختام جولة المباحثات، أصرت المعارضة على إجراء استفتاء بشأن استمرار الرئيس نيكولاس مادورو في السلطة، بينما لم تبد الحكومة البوليفارية أي إشارة تذكر للموافقة على ذلك. 

وكانت الحكومة وفي إطار إظهار حسن النوايا قد أفرجت عن مجموعة صغيرة من ناشطي المعارضة المسجونين في أعقاب بدء المحادثات الأسبوع الماضي فيما أجلت المعارضة من جانبها محاكمة سياسية في الكونغرس لمادورو وألغت مسيرة إلى قصر الرئاسة.

تأييد روسي لاتيني 

في تأييد روسي لجولة الحوار الفنزويلي الجديدة قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره من جمهورية الدومينيكان في سوتشي جنوب روسيا، بعد لقاء جمعه مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة «سيلاك» لدول أمريكا اللاتينية والكاريبي: إنه ينظر بتفاؤل نحو إمكانية تسوية الأزمة السياسية في فنزويلا عن طريق الحوار بين السلطة والمعارضة.

وأضاف لافروف: فنزويلا دولة صديقة لنا. ومازال الوضع هناك هشاً، لكننا نشعر بتفاؤل معين بشأن إمكانية إيجاد حل للأزمة السياسية الداخلية عبر الحوار بين الحكومة والمعارضة بوساطة الفاتيكان واتحاد دول أمريكا الجنوبية. وتابع أن لدى موسكو مخاوف من أن يحاول بعض المعارضين الفنزويليين إفشال المفاوضات مع الحكومة. وأكد أنه سمع من نظرائه خلال اللقاء في سوتشي، تأكيدهم على اهتمامهم المشترك بإنجاح هذه المفاوضات، واستعدادهم لبذل الجهود القصوى لمنع أية محاولات لإحباط هذه العملية.

وأكد لافروف: أن روسيا والدول الأعضاء في المنظمة، اتفقت على تطوير الشراكة الاستراتيجية، مضيفاً أن الوثائق التي وافق عليها الوزراء خلال اللقاء بسوتشي، ستمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه وستسمح بإضفاء طابع أكثر واقعية على التعاون في المجال التجاري الاقتصادي والسياسي والإنساني وفيما يخص التصدي للتحديات والمخاطر الجديدة.