العدوان يستمر ويتصاعد.. وحكام العالم يتفرجون على المذبحة!
دخل العدوان الصهيوني الإجرامي على لبنان عند إغلاق تحرير هذا العدد يومه الحادي والعشرين، وقد أخفقت كل المحاولات الخجولة التي طرحت على استحياء في إيقاف شلال الدم النازف من أوردة وشرايين الأطفال والنساء والمسنين اللبنانيين، وكان أغزرها ذلك النجيع القاني الذي سال في قانا التي سما أطفالها إلى علياء المجد للمرة الثانية خلال عشر سنوات، ليسطروا ببراعم أرواحهم الطاهرة سفر الحرية على جبهة الإنسانية المطعونة في الصميم.
لا شيء تغير بعد ثلاثة أسابيع على بدء العدوان، الطائرات الصهيونية ما تزال تغير على كل شبر في الأراضي اللبنانيين وتقتل المدنيين دون هوادة بدعم ورعاية وإمداد من الإمبريالية الأمريكية وحلفائها، والمقاومة الباسلة تقف بثبات لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسانية على حدود فلسطين المحتلة، جاعلة من صدورها متاريس ليس لحماية اللبنانيين أو العرب وحسب، وإنما لحماية الحضارة الإنسانية برمتها..
وفيما لا يزال تواطؤ حكام الدول الكبرى يعطي الشرعية للصهاينة الهمج للاستمرار في ارتكاب المجازر المروعة، يؤيدهم في ذلك غطاء تخاذلي سافر من معظم الحكام العرب مسلوبي الإرادة والأخلاق والرجولة، خرج أحرار العالم في كل القارات منددين شاجبين، وعمت المظاهرات الغاضبة والمطالبة بوقف العدوان كل العواصم في المشرق والمغرب، ووصلت حتى إلى الدول الراعية أو القائمة على العدوان..
لا الأمم المتحدة ومجلس أمنها تمكنوا من فعل شيء، ولا مؤتمر روما، ولا اللقاءات الثنائية أو الثلاثية أو الرباعية أو.. أو..، والمعتدون، الإرهابيون بامتياز، ما يزالون يريدون القضاء على (الإرهاب) العربي الذي بقي صامداً في المعركة المصيرية.. معركة الحرية الحمراء..
المجد لك يا لبنان.. المجد لكم يا أطفال ونساء لبنان.. المجد لكم أيها المقاومون البواسل الشامخون كأشجار الأرز على تلال الحرية، الصامدون في وجه الموت والدمار والذل..