بيـان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني مجزرة قانا الثانية: وصلت رسالة «رايس» - «أولمرت» إلى أطفال لبنان!! كل لبنان هو قانا، وقانا هي لبنان
سلام إلى أطفال قانا، سلام إلى أرواح قانا، سلام إلى صمود ومقاومة قانا. لقد وصلت رسالة رايس ـ أولمرت إلى قانا، لتستقر فوق دماء أطفالها التي تروي تراب الوطن لتزهر نصراً آت لا محالة.
هي وحشية كيان صهيوني ـ عنصري خبرناها لدى هذا العدو منذ نكبة فلسطين لغاية اليوم.
هو الكيان الإرهابي الذي لا يقيم وزناً لميثاق الأمم المتحدة، ولا للأعراف والمواثيق والاتفاقات الدولية والإنسانية.
أما العالم فهو مسجون داخل قفص الإدارة الأميركية وجبروتها، صحيح، أن شعوب العالم تتحرك دعماً وتضامناً مع لبنان وشعبه ومقاومته وقضيته العادلة، ورفضاً للعدوان الإسرائيلي الوحشي، إلا أن حكومات هذه الشعوب الملتحقة بالنظام العالمي الأميركي مصابه بالعمى والصم والبكم، ساعية إلى استجداء دور أو موقع ما في ميزان القوى الجديد المحكوم السيطرة عليه من قبل إدارة بوش المتطرفة والمتلطية وراء شعار "محاربة الإرهاب" لفرض الديمقراطية الأميركية المزعومة بالحديد والنار والموت والدمار وآخر فصول هذا الإرهاب يتجسد اليوم في العدوان الإسرائيلي ـ الأميركي على لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات.
وإذا كان هذا الدور الغربي مفقود، فإن الحال مع أنظمة الدول العربية ـ الرجعية مخزي ومشين بحق شعوبها وأمتها وعروبتها وقوميتها، فدورها مرسوم بعناية، وهو توفير ما يمكن تقديمه لمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، لا فرق، وتأمين مقومات تنفيذه، دون أن يرف لهم جفن أمام هول ووحشية العدوان الإسرائيلي على لبنان، وفلسطين، وقبلهما العراق و....الخ.
هو عدوان أميركي ـ إسرائيلي مدروس ومتقن سلفاً، وهو عدوان شامل يستهدف لبنان برمته لأحداث تغيير جذري فيه لمصلحة المشروع الأميركي في المنطقة والمُتعثر بفعل مقاومة وصمود الشعب اللبناني والفلسطيني والعراقي، وكل القوى الرافضة لهذا المشروع .
إن المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني يدعو مجدداً وأمام وحشية واستهدافات العدوان الإسرائيلي ـ الأميركي، وأمام عظمة المقاومة الباسلة، وصمود الشعب اللبناني إلى:
1. تعزيز وتمتين الوحدة الوطنية دعماً للصمود الشعبي واحتضاناً للمقاومة الباسلة لإفشال المخطط الأميركي ـ الإسرائيلي وأهدافه العدوانية على لبنان والمنطقة برمتها، وفي هذا المجال يطالب الحكومة اللبنانية أن تكون الانعكاس الحقيقي لصمود ولمقاومة شعب لبنان الأبي، وان تبادر فوراً إلى اتخاذ كل ما يلزم من مواقف سياسية تنصهر مع تطلعات هذا الوطن، بما فيها طرد السفير الأميركي وإغلاق باب التفاوض إلا وفق ما يوظف ويؤطر هذه التضحيات التي تجلت بأروع صورها في كل شبر من لبنان، للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار، ووقف كل الاعتداءات الإسرائيلية المدعومة أميركياً على لبنان دون أي شرط أو قيد.
2. كما يدعو المكتب السياسي شعوب العالم إلى التعبير عن إدانتها واستنكارها للعدوان الأميركي ـ الإسرائيلي وللمجازر اليومية التي ترتكب بحق أطفال ونساء لبنان، وطرد سفراء أميركا وإغلاق السفارات والممثليات الإسرائيلية في بعض الدول العربية، واتخاذ كل المواقف والإجراءات التي من شانها إفشال هذا العدوان وإسقاط أهدافه على المنطقة والعالم.
أطفال لبنان لم يخافوا الموت، وقانا تقدم القربان مجدداً، والمقاومة هي الكرامة، والكرامة تعني النصر، والنصر ينتزع بالصمود والمقاومة، لا بالشروط والمساومة.
■ بيروت في 30 تموز 2006