هل سيكون قريع أفضل حظاً من عباس؟

قدم رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس استقالة حكومته للمجلس التشريعي الفلسطيني، والذي قبلها وعين رئيسه أحمد قريع بدلاً عنه.

من أتى بعباس؟

من المعروف أن واشنطن وتل أبيب سعتا معاً إلى إضعاف الرئيس عرفات وعزله ووجدت إسرائيل أن الوسيلة الوحيدة لذلك هي تشكيل حكومة فلسطينية لها استقلالية عن سلطة الرئيس ويمكن التعامل معها براحة، وكان محمود عباس الشخص المطلوب لتحقيق هذه المهمة وقد لقي هذا الاقتراح قبولاً من الإدارة الأمريكية، وبدأت الضغوط الأمريكية والإسرائيلية ومن الحكام العرب السائرين في ركاب واشنطن على الرئيس عرفات حتى وافق على تشكيل حكومة برئاسة أبو مازن، غير أن هذه الحكومة لم تعش إلا ثلاثة أشهر حيث ظلت تترنح تحت ضربات مختلفة حتى سقطت سقوطاً مريعاً.

قريع في المواجهة

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون حكومة أحمد قريع القادمة أفضل حظاً من سابقتها وقادرة على حل المشكلات التي ستواجهها؟

إن حكومة قريع تنتصب أمامها عدة مهام:

   1 إيلاء الجبهة الداخلية الاهتمام الأول، أي الاتجاه نحو تمتينها وتصليبها لا تفكيكها وضعضعتها تلبية لسواد عيون حكام إسرائيل وواشنطن، وهذا يقتضي العودة إلى رص الصفوف ووضع استراتيجية صحيحة لمواجهة الضغوط المختلفة.

   2 تحديد المطالب الفلسطينية بوضوح وهي: الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 4 حزيران 1967، وعودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم، وإلغاء المستوطنات الإسرائيلية والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

   3 استخدام جميع الوسائل المؤدية إلى تحقيق هذه الأهداف بما فيها المقاومة المسلحة.

   4 الاتصال بجميع القوى الدولية التي تناصر قضية الشعب الفلسطيني العادلة وكسب تأييدها ودعمها.

سبيلان لا ثالث لهما

إن حكومة أحمد قريع إذا ما قدر لها التشكيل والحياة ستقف أمام سبيلين: 

■ إما الصمود المستند إلى جبهة داخلية فلسطينية متراصة.

■ أو السقوط، كما سقطت حكومة سلفه لأنها ستواجه الضغوط ذاتها.

إن جميع الدلائل تشير إلى أن الشعب الفلسطيني أمام نضالات شاقة وتضحيات جمة لتحقيق أهدافه وسيكون سلاح المقاومة هو الأنجح والأجدى في المعركة القاسية.

■ عادل الملا

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.