لماذا التفجير في النجف ومن المستفيد منه؟

أثار التفجير الذي جرى أمام مقام الإمام علي في مدينة النجف العراقية موجة من الغضب لدى العراقيين جميعاً، كما لقي استنكاراً خارجياً  واسعاً، وقد تساءل الجميع: لماذا جرى هذا التفجير في هذا الوقت، ومن يقف وراءه ومن المستفيد منه؟ وهل يقوي جبهة المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الأمريكي البريطاني أو يضعفها؟

فقد ذكرت وكالات الأنباء أن سيارة مفخخة فجرت أمام ضريح الإمام علي في النجف عقب الخروج من المسجد بعد أداء صلاة الجمعة، أدى إلى اغتيال رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر الحكيم و82 آخرين. كما جرح نحو 229 شخصاً، وقد حملت الأوساط السياسية والدينية والشعبية القوات الأمريكية مسؤولية هذا الحادث المفجع.

وقد دعا مقتدى الصدر في تصريح له، الشعب العراقي إلى التظاهر ضد هذه الجريمة النكراء قائلاً: إن الأمريكيين لا يدافعون عن الشعب، ولا يتركونه يدافع عن نفسه، ولذلك فهم أعداء لنا. وأضاف: إن هذه الأعمال مرفوضة ويجب وضع حد لها.

أمد الاحتلال طويل

وفي هذا الوقت بالذات يؤكد الرئيس بوش بأن أمد الاحتلال سيستغرق زمناً طويلاً بحجة وضع  حد «للإرهاب»، أي المقاومة الوطنية لقوات الاحتلال، وقد دعا قائد القيادة الأمريكية الوسطى جون أبي زيد إلى زيادة عدد القوات «غير» الأمريكية في العراق، بعد أن أخفقت واشنطن في استدراج عدد كبير من الدول لإرسال قوات من عندها إلى هذا البلد لتكون بمثابة دريئة تحمي قواتها من ضربات المقاومة، ولتكون كبش  المحرقة بدلاً من قواتها.

أما في نطاق الأمم المتحدة فقد أكدت ألمانيا وفرنسا والعديد من الدول العالمية على ضرورة إعطاء الأمم المتحدة درواً أساسياً في تحرير العراق وشعبه وإعادة السيادة والاستقلال له، ولكن واشنطن ترفض ذلك، بل تريد أن تكون القوات المرسلة باسم الأمم المتحدة تحت إشرافها وإدارتها وهذا ما لاترضى به أكثرية أعضاء مجلس الأمن التي عارضت قبلاً غزو العراق بدون موافقته.

إن وضع قوات الاحتلال الأمريكي في العراق يزداد صعوبة يوماً بعد يوم، وفي الوقت نفسه تتصاعد خسائره البشرية والمادية التي لا تعترف قوات الاحتلال إلا بجزء يسير منها، بل أكثر من ذلك تخفي قتلاها في العراق ولا ترسل إلى واشنطن إلا أسماءهم ووثائقهم، وهذا يفرض على واشنطن تخصيص أموال إضافية  شهرية تقدر بالمليارات، مما ينعكس سلباً على وضع الرئيس بوش وبطانته في داخل الولايات المتحدة ويزيد الانتقادات الموجهة لسياسته في العراق، ويجعل مسألة نجاحه في رئاسة ثانية موضع نظر.

 

إن هذا التفجير الذي جرى في النجف، لايفيد إلا أعداء الشعب العراقي، إذ يجب أن توجه كل الجهود والبنادق نحو قوات الاحتلال الأمريكي التي جاءت إلى العراق  لا لتخرج منه بل لتبقى فيه زمناً طويلاً، لتحقيق هدف واحد وهو نهب ثروات العراق وخاصة الثروات البترولية، لتحل بواسطتها الاحتكارات الأمريكية أزمتها المستعصية وعلى جميع العراقيين أن يتحدوا في جبهة واحدة، ويرفعوا راية النضال الذي لاهوادة فيه لطرد القوات الأجنبية من بلادهم وبناء عراق مستقل وبناء مجتمع تسوده الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والتأكيد بأن العراق للعراقيين جميعاً لا لقومية أو طائفة أو مذهب ديني معين.