بيان يا شعوب العرب في كل مكان انهضوا ضد عدوكم
أما عدوكم فهو ليس إسرائيل وحدها وإنما كل الأنظمة العربية المتحالفة معها. ليس لنا بعد الآن أن نتكلم عن أوراق توت أخرى تسقط.
ففي إطار تصاعد وتيرة الاستقطاب الطبقي على الصعيد العالمي نتيجة عملية العولمة الرأسمالية المتوحشة والتغيرات الجذرية التي آل إليها عالمنا منذ ثمانينيات القرن الماضي، تحول الصراع في عالمنا العربي من صراع نظم قومية ضد الاستعمار والإمبريالية قد تنتصر في بعض معاركه وقد تنكسر في أخرى فتخضع… إلى صراع بين الشعوب العربية في جانب والإمبريالية والصهيونية والنظم العربية الحاكمة في الجانب الآخر.
إن النظم الحاكمة في العالم العربي اليوم لا تخضع لشروط الإمبريالية والصهيونية بل تجمعها معها مصالح إستراتيجية مشتركة هي بالضرورة ضد مصالح الشعوب العربية. فالجيش الإسرائيلي والقواعد الأمريكية المتناثرة على الأراضي العربية هي الحليف الإستراتيجي والضامن لبقاء تلك العروش التي تضمن من ناحيتها استمرار الاحتلال ونهب الثروات والأهم من هذا وذاك أن تنصاع الشعوب العربية للمشروع الإمبريالي الصهيوني القديم الجديد للشرق الأوسط الكبير.
إننا اليوم لن نعرض لجرائم الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان فوسائل الإعلام المختلفة أقدر منا على ذلك فقط نود التنويه إلى الآتي:
-1 المقاومة في فلسطين ولبنان ليست إرهابا. الإرهاب هو ما تقوم به دولة إسرائيل ضد المدنيين العزل بحجة الدفاع عن النفس.
-2 المقاومة بكافة أشكالها والمسلحة منها على وجه الخصوص هي الطريق الوحيد للتحرير وهى حق مشروع في كافة القوانين من الأعراف الدولية ويخطئ من يتصور أن البربرية الصهيونية قد تثنى المقاومة عن عزمها فهذا العدوان الهمجي لن يزيد المقاومة إلا صلابة.
-3 إن التفاف الشعب الفلسطيني حول حماس والشعب اللبناني حول حزب الله إنما يدل على أن المقاومة هي خيار الشعوب وليس الاستسلام.
-4 إن لدى الدول العربية الكثير من وسائل الضغط السياسية والاقتصادية على إسرائيل وأمريكا إذا ما أرادت أنظمتها الحاكمة، لكنها ترفض استخدامها ليس خضوعا واستسلاما وإنما لأنها متحالفة موضوعيا مع الإمبريالية والصهيونية.
-5 إن كافة إدعاءات السياسة الغربية - والأمريكية فيها خصوصا - نحو العالم العربي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرب على الإرهاب قد باتت اليوم عارية تماما فأصبحت ليست فقط الكيل بمكيالين بل هي دجل وغطرسة وعنصرية لا تنطلي على أحد وبدأت تفقد دعائمها حتى في بلادها.
17 يوليو 2006