الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله

الملف اللبناني.. كلمة السيد حسن نصر الله بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان.. النصر آت لا محالة.. وقد أصبح قريب المنال..

ألقى السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله كلمة حماسية هامة في اليوم الثاني للمعارك المشتعلة بين رجال المقاومة وقوات العدوان الصهيونية قال فيها:

في أول خطاب لي معكم بعد تنفيذ عملية الوعد الصادق وما تبعها من أحداث أود في البداية أن أتوجه بالتبريك والتعزية إلى عوائل الشهداء الذين قدموا أعز أحبائهم في هذه الأيام القاسية والصعبة، وقد قدموهم في أشرف مواجهة ومعركة عرفها العصر الحديث، بل عرفها التاريخ.

.. وأتوجه أيضا بالتحية إلى أهلنا الصامدين في جميع المدن والقرى الثابتين في أرضهم كما هم راسخون في إيمانهم، وأتوجه بالتحية أيضا إلى إخواننا المجاهدين المقاومين الصابرين المرابطين في كل الخطوط والمستعدين دائما للتضحية في سبيل ما يؤمنون، والذين كانوا ولا يزالون يحملون دماءهم على الأكف ورؤوسهم شامخة.

في أول خطاب في هذه الأيام بعد عملية الوعد الصادق، أود أن أقول بضع كلمات، كلمة للشعب اللبناني، وكلمة للمقاومين، وكلمة للصهاينة، وكلمة للحكام العرب، ولن أقول كلمة للمجتمع الدولي لأنني لم أؤمن يوما من الأيام كما كثيرون من أمتنا أن هناك شيئا اسمه مجتمع دولي..

الشعب اللبناني الصامد.. الانتصار منكم وإليكم..

أولا أقول للشعب اللبناني: يا شعبنا العزيز الذي احتضن المقاومة وانتصرت به وانتصر بها عام 2000 في 25 أيار هذا الشعب اللبناني الذي صنع أول انتصار عربي تاريخي في الصراع مع العدو بالرغم من عدم تكافؤ القوى أساسا وبالرغم من تخلى غالبية الأشقاء العرب والإخوة المسلمين وسكوت العالم كله هذا الشعب اللبناني صنع معجزة الانتصار التي أذهلت العالم والتي أذلت الصهاينة هؤلاء الصهاينة الذين ينظرون لهذا الشعب نظرة خاصة ومميزة لأنه أنجز في تاريخ الصراع معهم إنجازا خاصا ومميزا. 

المعركة اليوم لم تعد معركة أسرى وتبادل أسرى، قد يقال إن للعدو الصهيوني رد فعل.. رد الفعل على أي عملية أسر تحصل في أي مكان من العالم لأي جيش أو لأي دولة لها حدود ولها ضوابط، ما يجرى اليوم ليس رد فعل على عملية أسر، وإنما هو تصفية حساب مع الشعب والمقاومة والدولة والجيش والقوى السياسية والمناطق والقرى والعائلات التي ألحقت الهزيمة التاريخية بهذا الكيان المعتدي الغاصب الذي لم يعتد على الهزيمة. إذاً هي حرب شاملة يشنها الصهاينة لتصفية حساب كامل مع لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان وجيش لبنان ومقاومة لبنان انتقاما وثأرا مما تم إنجازه في الخامس والعشرين من أيار عام 2000. أيها الشعب العزيز الصامد والمجاهد والشريف والذي أعرف أنه بأغلبيته الساحقة عقلا وقلبا وإرادة وثقافة وفكرا وحبا وعشقا وتضحية هو شعب كرامة وعزة وشرف وإباء، وليس شعب عمالة وخضوع وذل وهوان وخنوع.. أقول لكم إننا في المواجهة نحن أمام خيارين.. ليس كحزب الله وليس كمقاومة بل لبنان دولة وشعبا وجيشا ومقاومة وقوى سياسية نحن أمام خيارين.. إما أن نخضع اليوم للشروط التي يريد العدو الصهيوني إملاءها علينا جميعا وبضغط وبدعم أميركي ودولي وللأسف عربي.. وإما أن نخضع لشروطه الكاملة التي تعني إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي وفى الهيمنة الإسرائيلية. بكل صراحة هذا هو حجم الموضوع.

كنت أعدكم بالنصر دائما.. إنني أعدكم بالنصر مجددا.. عندما كانت عناقيد الغضب سنة 1996 أو تصفية الحساب 1993، في البداية كانت يده أعلى وكانت ظروفنا أصعب، أما اليوم فالوضع مختلف، وثقوا بي تماما أن الوضع مختلف. ما هو مطلوب فقط هو أن نصبر وأن نصمد وأن نواجه وأن نتوحد، وأنا أعرف وأراهن أن غالبية شعبنا هو شعب صامد ومجاهد ومضح وليس بحاجة إلى تحريض، وإن ما أقوله هو من باب استكمال فكرة وتثبيت الخيار وتأكيد هذا المعنى.

لإخواني وأحبائي وأعزائي ومن يراهن عليهم اليوم كل لبناني وكل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم وحر وكل شريف في هذا العالم وكل مستضعف ومعذب وكل عاشق للصمود وللشجاعة للشهامة للقيم للشرف الذي يتجسد فيهم ويجسدونه من خلال وجودهم في ساحات المواجهة ومن خلال قتالهم لهذا العدو قتال الشجعان الأبطال أقول لهم: أنتم اليوم بعد الله سبحانه وتعالى رجالنا ورهان أمتنا، أنتم عنوان شرفنا وكرامتنا، بكم يبقى هذا الشرف بكم تحفظ هذه الكرامة الإنجاز في عام /2000/ أنتم كنتم الأصل فيه بعد الله سبحانه وتعالى اليوم انتم معنيون قبل غيركم أن تحافظوا على إنجاز النصر وعلى إنجاز التحرير وعلى إنجاز الصمود والكرامة، وهذا يتطلب منكم كما كنتم بالفعل وكما أثبتم في هذه الأيام أنكم موضع كل رهان وكل حسن ظن.

أيها المستوطنون الصهاينة: أعذر من أنذر!

لشعب الكيان الصهيوني في هذه الساعة أقول له ستكتشف سريعا أيها الشعب كم أن حكومتك الجديدة وقيادتك الجديدة حمقاء وغبية ولا تعرف تقدير الأمور، وليست لديها أية تجربة على هذا الصعيد, أنتم أيها الصهاينة تقولون في استطلاعات الرأي أنكم تصدقونني أكثر مما تصدقون مسؤوليكم ..هذه المرة أدعوكم جيدا لأن تسمعوني وان تصدقوني ..اليوم نحن صبرنا بالرغم من الاعتداء الذي حصل ليلا على الضاحية الجنوبية وتراكم الاعتداء على كل قرية وحى وشارع وبيت في لبنان، لا فرق بين الضاحية الجنوبية ومدينة بيروت وأي بيت في جنوب لبنان أو البقاع أو الشمال أو جبل لبنان أو أي زاوية في زوايا لبنان هذه المعادلة انتهت لن أقول اليوم إذا ضربتم بيروت سنضرب حيفا.. لن أقول لكم إذا ضربتم الضاحية سنضرب حيفا، هذه المعادلة إن أردتم أن تسقط فلتسقط.. نحن وإياكم.. أنتم أردتم حربا مفتوحة..

نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها.. حربا على كل صعيد إلى حيفا، وصدقوني إلى ما بعد حيفا وإلى ما بعد ما بعد حيفا.. الذي سيدفع الثمن لسنا وحدنا، لن تدمر بيوتنا وحدنا.. لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده. هذا الزمن انتهى .. هذا كان قبل عام 1982 وقبل 2000 هذا الزمن انتهى! أنا أعدكم أن هذا الزمن انتهى.. وبالتالي عليكم أيضا أن تتحملوا مسؤولية ما قامت به حكومتكم وما أقدمت عليه هذه الحكومة من الآن وصاعدا. أنتم أردتم حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة! حكومتكم أرادت تغيير قواعد اللعبة، فلتتغير قواعد اللعبة.. أنتم لاتعرفون اليوم من تقاتلون؟! أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وأهل بيت رسول الله وصحابة رسول الله.. تقاتلون قوما يملكون إيمانا لايملكه أحد على وجه الكرة الأرضية.. اخترتم الحرب المفتوحة مع قوم يعتزون بتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وأيضا يملكون القدرة المادية والإمكانات والخبرة والعقل والهدوء والحلم والعزم والثبات والشجاعة.. والأيام المقبلة بيننا وبينكم إن شاء الله.

أيها الحكام العرب: لا أحد يراهن عليكم !

لا أريد أن أسائلكم عن تاريخكم فقط كلمة مختصرة نحن مغامرون .. نحن في حزب الله مغامرون نعم.. ولكننا مغامرون منذ عام 1982 لم نجر إلى بلدنا سوى النصر والحرية والتحرير والشرف والكرامة والرأس المرفوع.. هذا هو تاريخنا هذه هي تجربتنا.. هذه هي مغامراتنا. في عام 1982قلتم عنا وقال العالم إننا مجانين، وأثبتنا أننا العقلاء، أما من هم المجانين هذا شأن آخر، لا أريد أن ادخل في سجال مع أحد، أقول لهم: راهنوا على عقلكم وسنراهن على مغامراتنا، والله ناصرنا وهو معيننا، ولم نراهن في يوم من الأيام عليكم!! راهنا على الله وعلى شعبنا وعلى قلوبنا وعلى سواعدنا وعلى أبنائنا، ونحن اليوم نقوم بنفس الرهان والنصر آت إن شاء الله. المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن.. الآن في عرض البحر في مقابل بيروت البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين انظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الإسرائيليين الصهاينة!!!.. هذه البداية وحتى النهاية كلام طويل وموعد .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

آخر تعديل على الجمعة, 18 تشرين2/نوفمبر 2016 21:00