تهويل جديد أمام دافع الضرائب الأمريكي: تحذيرات من «بيرل هاربر» فضائي

في تبرير جديد لضخامة حجم الإنفاق العسكري الأمريكي تقول الأوساط المقربة من الإدارة الأمريكية ومجمعها الصناعي العسكري الاحتكاري إن اعتماد أمريكا على الجو يمنحها تفوقا عسكرياً ولكنه يجعل أقمارها الصناعية عرضة لبيرل هاربر في الفضاء أي أن هذا التفوق قد يصبح مهدداً في المستقبل ما يعني ضمن المنطق الاستباقي الأمريكي ضرورة حماية تلك الأقمار، أي بالأحرى ضرورة إنفاق مبالغ إضافية على ذلك السباق الوهمي في ميدان التسلح.

وقال الرجل الثاني في القيادة الإستراتيجية الأمريكية الجنرال روبرت كيلير خلال جلسة استماع أمام الكونغرس أن الأقمار الاصطناعية "أحدثت ثورة في الطريقة التي نحارب بها اليوم" وهي تشكل "نقطة قوة استراتيجية هائلة بالنسبة للولايات المتحدة". وخلال الجلسة ذاتها، قال مايكل اوهانلن الخبير في مؤسسة "بروكينغز" انه على مدى سنوات، ساهمت الأقمار الصناعية في عمليات المراقبة والاستطلاع، اما اليوم فهي تستعمل بشكل متزايد في "الحرب المباشرة".

وذكر الجنرال كيلير على سبيل المثال مقتل أبو مصعب الزرقاوي "بغارة موجهة بفضل نظام جي بي اس الأمريكي عبر الأقمار الاصطناعية".

و"جي بي اس" هو نظام صممته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بهدف تركيز نقطة على الكرة الأرضية مباشرة وعلى مدار الساعة، وهو يعتمد على 28 قمرا اصطناعيا في المدار.

وأوضح كيلير انه "خلال اجتياح العراق عام 2003، "وحتى لو كانت تهب عاصفة رملية كبيرة، كانت القيادة قادرة على استخدام نظام جي بي اس وأقمار اصطناعية أخرى لتوجيه القوات".

والأقمار الاصطناعية العسكرية هي مهمة جدا بالنسبة للنظام الدفاعي الأمريكي المضاد للصواريخ الذي يتم وضعه حاليا. وبفضل هذا النوع من الأقمار الاصطناعية، سيتمكن البنتاغون من الحصول على إشارات حول تحضيرات لإطلاق صاروخ  «معاد» ورصد إطلاق مثل هذا الصاروخ.

وقال اوهانلن إن الأمريكيين هم الوحيدون الذين يستطيعون استخدام الأقمار الاصطناعية في عمليات عسكرية ولكن هذا التفوق قد يصبح مهددا في المستقبل، لأن هذا الوضع "لن يستمر" إلى ما لا نهاية.

ويضيف الجنرال كيلير أن "أعداءنا يدركون اعتمادنا على هذه الوسائل الفضائية"، مضيفا أن بعض الدول "تحاول منافسة الولايات المتحدة، فيما تسعى دول أخرى إلى كشف نقاط الضعف في الأنظمة الفضائية الأمريكية".

وفي تحريض آخر يقول اوهانلن إن أخطر دولة هي الصين، علما أن يقول إن تقدم بكين في هذا المجال لا يزال "محدودا" وسيبقى كذلك في السنوات المقبلة، ولكن يخشى من أن يصبح الفضاء مجالا عسكريا....!!

ويرى كل من الجنرال كيلير ومايكل اوهانلن أن هذا يعني انه يجب حماية الأقمار الاصطناعية الأمريكية عبر تطوير أسلحة خاصة لهذا الغرض وهو ما يذكر بما قاله دونالد رامسفلد قبل أن يصبح وزيرا للدفاع حول احتمال حصول "بيرل هاربر في الفضاء" في حال لم تتم حماية المصالح الأمريكية بشكل أفضل.

وفيما يتضح من خلال هذه الطروحات محاولة واشنطن تصدير أزماتها حتى إلى الفضاء بقي أن نذكر أن بيرل هاربر تشير إلى الهجوم الذي تعرض له سلاح البحرية الأمريكية من جانب سلاح الجو الياباني إبان الحرب العالمية الثانية وتكبد فيه الأمريكيون خسائر فادحة.