تمخض جبل «غولدستون» وولد «تقريراً»..!

ريتشارد غولدستون هو صاحب تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول «الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».


أسوأ ما في هذا التقرير الذي لم يرض قادة الكيان والفلسطينيين على حد سواء، هو أنه ساوى بين جيش الاحتلال وحركة حماس معتبراً أن كلاً منهما ارتكب «أفعالاً تصل إلى جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية» علماً بأن العدوان الصهيوني الأخير على القطاع والذي استمر ثلاثة أسابيع خلف قرابة 1400 شهيد فلسطيني وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المشردين ودمر البنية التحتية في مقابل مقتل 3 مستوطنين وعشرة جنود حسب الأرقام الإسرائيلية المعلنة.

ولكن تقرير غولدستون المؤلف من 574 صفحة قال إن «العملية العسكرية الإسرائيلية استهدفت شعب غزة بأكمله من أجل معاقبة السكان» مضيفاً أن «استمرار الحصار وإغلاق المعابر عقوبة جماعية تمثل جريمة ضد الإنسانية».

واكتفى بالإشارة إلى أن «إطلاق قذائف من الفوسفور الأبيض على منشآت لوكالة الاونروا والقصف المتعمد لمستشفى القدس بقذائف متفجرة وفوسفورية والهجوم على مستشفى الوفاء هي خروقات للقانون الإنساني الدولي».

وعلى الرغم من أن الهمجية الصهيونية تفقأ كل العيون فقد جاء في التقرير أن «إسرائيل لم تتخذ الاحتياطات اللازمة المنصوص عليها في القانون الدولي للحد من الخسائر في الأرواح البشرية وفي الإصابات التي تطاول المدنيين والخسائر المادية»..!

وبعد ذلك اكتفى غولدستون بـ«توصية» مجلس الأمن الدولي بأن «يطالب» إسرائيل ببدء تحقيقات «مستقلة وتتفق مع المعايير الدولية» بشأن تلك الجرائم التي ارتكبتها، مضيفاً أنه إذا لم تقبل «إسرائيل» بذلك فيجب على مجلس الأمن أن يحيل الوضع في غزة إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وسبق له قبل شهرين بأن اكتفى بـ«الإعراب عن أسفه» لأن سلطات الاحتلال لم تسمح له ولفريقه بدخول «جنوب إسرائيل» أي قطاع غزة لمعاينة الوقائع ونتائج «العملية العسكرية الإسرائيلية» على الأرض..!

غولدستون.. بعض البيانات الشخصية:

• يهودي من جنوب أفريقيا يبلغ من العمر 71 عاماً وسبق له أن مثل الادعاء في محكمة جرائم الحرب الخاصة برواندا ويوغسلافيا

•  ترأس على مدى 25 عاما جمعية «أصدقاء الجامعة العبرية في القدس» بجنوب أفريقيا, وهو حتى الآن عضو في مجلس محافظي تلك الجامعة, التي يحمل منها شهادة الدكتوراه الفخرية.

•  زار مرات عدة الكيان الإسرائيلي حيث تعيش نيكول، إحدى ابنتيه، والتي أكدت بدورها في أعقاب صدور التقرير أن والدها خفف الاتهامات لإسرائيل وأنه لولا والدها لكان التقرير أشد وأخطر على «دولة إسرائيل» لأنه «يريد المساعدة في إيجاد حل لدولة إسرائيل» مضيفة «أعرف بصورة أكيدة أنه يعتقد أنه يفعل ما هو أفضل بالنسبة للجميع، والجميع يعملون لمصلحة  دولة إسرائيل».

•  صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أكدت أن غولدستون يعرف نفسه على أنه صهيوني، وهو رئيس فخري لعدة هيئات في «إسرائيل» بينها مجلس إدارة شبكة مدارس «أورط».

• وحسب المصادر فقد ظهر غولدستون برفقة «زملائه» في مجلس محافظي الجامعة العبرية في الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لقيام الكيان الصهيوني أي ذكرى النكبة وذلك خلال حفل عشاء مع رئيس الكيان مجرم الحرب الصهيوني شمعون بيريز.

•  ومن بين خريجي هذه الجامعة أرييل شارون، وإيهود أولمرت، وإيهود باراك وإفرايم كتسير، وإسحق نافون، وموشيه كتساف وموشيه ديان...!