اللقاءات السرية للسيدات العربيات في البيت الأبيض!! أمريكا تسعى لتشكيل طابور خامس.. من النساء العرب رايس تكيل الشتائم للاستشهاديين الفلسطينيين أمام السيدات العربيات!!!

في مؤتمر ضم العديد من الشخصيات النسائية العربية، عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن مؤتمر دعيت إليه 49 سيدة عربية من الناشطات في العمل النسائي والصحفي جئن من 14 دولة عربية بعد استثناء الدول التي تصنفها أمريكا بأنها دول شريرة وراعية للإرهاب مثل ليبيا والسودان والعراق.

أكدت الولايات المتحدة من خلال المؤتمر سعيها الدؤوب لتغيير نظام الحكم بالعراق ولو بالقوة، بالإضافة إلى القيام بهجمات أكثر شراسة في المرحلة المقبلة لتغيير معظم الأنظمة العربية الحاكمة وأخطرها ما يعتمد علي «القوة الناعمة النسائية» باختراق المثقفين وفي مقدمتهم الصحفيات في دول المنطقة، ومحاولة تغيير أفكارهن ومد جسور «التعاون» بينهن وبين الإدارة الأمريكية ليبدين وكأنهم طابور خامس لها.

خمسة مليارات دولار للسيطرة على العقول

وفي هذا الإطار تقدمت ابنة نائب الرئيس الأمريكي تشيني إليزابيث بفكرة حازت إعجاب الإدارة الأمريكية التي تحاول ليس السيطرة على المنطقة العربية فحسب وإنما تسعى للسيطرة على العقول وفرض ثقافتها بالقوة على الدول العربية، حيث تم إقرار برنامج تحت عنوان «الإصلاح الديمقراطي بمنطقة الشرق الأوسط» رصدت له الإدارة الأمريكية خمسة مليارات دولار تشرف عليه اليزابيث بنفسها، بزعم تحسين أوضاع المرأة والديمقراطية والتعليم، بالإضافة، إلى برنامج آخر رصدت له عشرين مليون دولار بهدف توسيع هامش الديمقراطية والمشاركة في الإصلاح بالمنطقة والذي يعتمد على استضافة شخصيات عربية معروفة بانتمائها النقابي والحزبي والثقافي وتبادل الآراء بينها وبين الخبراء والمستشارين بالإدارة الأمريكية وكان آخرها جولة بين 19أكتوبر و7 نوفمبر تم فيها دعوة سيدات عربيات.

وقد نُظم للمدعوات رحلات على مدى 14يوما زرن فيها خمس ولايات هي ديترويت ونيوهامشير وفلوريدا ونورث كارولينا وواشنطن.

وفي واشنطن عقد بين المدعوات وبين اليزابيث تشيني وعدد من زوجات نواب الكونجرس من المنتميات إلى جماعات الضغط الصهيونية بحضور شارلوت بيرس مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للعلاقات العامة.

بدأت السيدات العربيات سرد حالات الإحباط السياسي والقهر التي يعانين منها في بلادهن.

وتناولت وسائل الإعلام الأمريكية اللقاء خاصة صحيفة «الواشنطن بوست» في عددها الصادر في الرابع من نوفمبر، حيث كتب بيتر سلفين مقالاً بعنوان «الإعداد للديموقراطية» لخص فيه الهدف من الندوة وجاء فيه أن قرابة خمسين امرأة عربية تحدثن في واشنطن عن إحباطهن من السياسات في دولهن، ويشعرن بالإحباط والقهر في ظل الأنظمة العربية القائمة زاعمة أنه يتم قمع رغباتهن في العمل السياسي، وأعربت السيدات عن استيائهن من سياسة بلادهن التي تمنعهن من مزاولة أي نشاط، ووضع حكوماتهن العراقيل بينهن وبين وصولهن للسلطة.

وقد آثار هذا المقال ذعر النساء العربيات اللواتي احتججن لدى إليزابيث تشيني على الصحفي الأمريكي باعتباره «يتحدث عن أشياء لم يشاهدها مباشرة»، وقلن إن المقال كاذب ويحمل انعكاسات خطرة عليهن في بلادهن إذ إنهن لم يحضرن إلى واشنطن لكي يشتكين من حكوماتهن وإنما لشرح أوضاع النساء الصعبة. وقد ذكر ذلك الاستاذ محمد جمال عرفة في مجلة المجتمع 1528..

نريدكن معنا

وتوالت الكلمات من المدعوات وتساءلت أستاذة جامعية تونسية «هل من الأفضل للمرأة في المجتمعات غير الديمقراطية مثل بلادنا أن تبقى بالمنزل؟» وعلى الفور جاءت إجابة اليزابيث تشيني بالعربية: لا.. لا، وأكملت حديثها بالإنجليزية نريدكن معنا وعليكن مواصلة العمل فأنتن الخيار الوحيد أمامنا لبداية عملنا وبرامجنا الخاصة بدعم الديمقراطية والإصلاح في العالم العربي وأعتقد أن كل هذه المعوقات والاضطهاد السياسي من قبيل حكوماتكم ستتغير؛ فإدارة الرئيس بوش ترى أنه حان الوقت للتغيير وإدخال الديمقراطية ببلادكم لهذا دعوناكن.

وضمن البرنامج «التعليمي الديمقراطي» نظمت لقاءات للسيدات العربيات مع السيدات الفائزات في انتخابات الكونجرس حيث طالبت عضوات الكونجرس السيدات العربيات بمقاومة الأنظمة الملكية والديكتاتورية التي تحكم بلادهن، ولضمان أكبر استفادة حشدت الخارجية الأمريكية عدداً هائلا من المترجمين من العرب الأمريكان وكذلك المصريين والفلسطينيين لتوصيل الكيفية التي يريدها الأمريكيون من النساء العرب للاستمرار في كفاحهن ضد الاضطهاد السياسي الموجه نحوهن وكذلك الحصول على المعلومات بدقة حول طرق تفكير ومنهجية كل عضوة منهن.

جسور التعاون بين النساء وأمريكا

وقد سمعت النساء العربيات تأكيدات من كولن باول وزير الخارجية الأمريكي تؤكد بأن البرنامج الأمريكي يهدف إلى مد جسور التعاون بين الإدارة الأمريكية وبين النساء العربيات المقهورات على - حد زعمه - في الأنظمة العربية لتحقيق الهدف الطموح الذي تسعى إليه الإدارة الأمريكية.

ومن جانبها ذكرت الصحف الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي أوضح للوفد النسائي أن مسألة تغيير صدام وعرفات محسومة وأن ذلك جزء من مشروعات الإصلاح الديمقراطي بالمنطقة، وأنه في حالة عدم استجابة الأنظمة العربية فإن نظام المعونات المالية للدول العربية سيتغير في إشارة إلى العنجهية الأمريكية في طريقة التعامل مع الدول والمنح المقدمة لبعض الدول العربية.

وقد طالب أحد المسؤولين بالخارجية الأمريكية النساء العربيات بتخفيف حدة العداء بين العرب والسياسات الأمريكية بشكل خاص في الشارع العربي مقترحاً استضافة المزيد من السيدات العربيات سواء من البرلمانيات أو المثقفات والصحفيات، مؤكدا بكل وقاحة ضرورة الحفاظ على أمن إسرائيل والدفاع عنها وضمان حصول أمريكا علي البترول بأرخص الأسعار.

وقد اعترضت بعض النساء العربيات على التهجم الأمريكي على القضية الفلسطينية مما دفع الإدارة الأمريكية إلى تنظيم اجتماع لحوالي 30 امرأة عربية من الوفد الأردني واليمني مع إحدى السيدات الأمريكيات وتدعى «كأتي ألين».

خلافات حادة

وقد ظهرت بوادر الخلاف مع احتجاج الوفد المصري والسوري واللبناني والفلسطيني علي تقسيم الوفد الفلسطيني إلي قسمين هما «غزة» و«الضفة الغربية» وبعد تهديد هذه الوفود بالانسحاب غيرت الإدارة الأمريكية التسمية إلى وفد الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما حدث ما يشبه الصدام في اجتماع كولين باول حيث اعترضت الصحفية المصرية هبة عمر بشدة على ما جاء في حديثه موضحة له أنه يتعامل مع الأمور بوجهة نظر تتناقض تماماً مع حقائق الواقع.

كما اعترض الوفد اللبناني بشدة على محاولة الأمريكان سواء في اجتماعات كوندوليزاريس أو كولين باول أو بنت ديك تشينى توجيه أي اتهام لحزب الله أو للحركات الفلسطينية بالإرهاب وهو نفس موقف الوفد السوري من الاتهامات الموجهة لبلده برعاية الإرهاب؛ لأنها تحتضن قيادات ومكاتب الجهاد الإسلامي.

 

وأشارت الصحفية المصرية هبة عمر أنهن ذهبن في إطار برنامج أعدته الخارجية الأمريكية تحت عنوان النساء  كقيادات سياسية تشرف عليه اليزابث تشينى بصفتها نائبة مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى، لدعم مهارات النساء للوصول إلى المراكز القيادية وكشفت هبة لـ ( لها أون لاين ) عن التوتر الشديد الذي ساد لقاءاتهن بكل من كولن باول وكوندوليزاريس والاعتراضات الحادة من أعضاء وفد مصر.. وبعدها سورية ولبنان وفلسطين على السياسات الأمريكية وشعاراتها عن الديمقراطية التي يخضع كل شيء فيها للمساومة، مشيرة هنا إلى تصادمهن مع كوندوليزاريس بسبب إدانتها للانتفاضة والفدائيين الفلسطينيين ووصفها لهم بالإرهابيين، وعلى الفور هددن بالانسحاب متضامنات مع الوفد الفلسطيني ومع إحدى عضواته التي استشهد أحد أبناء عمومتها قبل دخولنا الاجتماع مباشرة فما كان من كوندوليزا إلا أن اعتذرت وطالبتها بتقليل عدد الشهداء.