لابد من وضع حد للبلطجة الأمريكية والسعار الإسرائيلي

تتصاعد يوماً بعد آخر روح العداء للولايات المتحدة الأمريكية وقاعدتها إسرائيل لافي العالم العربي فقط، بل في جميع أنحاء العالم، وتقوم الاحتجاجات الجماهيرية الصاخبة ضد الوجود الأمريكي وضد السياسة الأمريكية وتطالب بوضع حد للأعمال البربرية الإسرائيلية المدعومة من واشنطن.

ولذلك ليس مستغرباً أن تجد السياسات الأمريكية ـ الإسرائيلية العدوانية استنكاراً وعزلة عربية ودولية تزداد اتساعاً مع تصاعد المواقف الأمريكية العدوانية ضد العراق والمهدد بشن حرب عدوانية على هذا البلد الشقيق وعلى تحريض الكيان الصهيوني ودعمه بجميع الأشكال لمتابعة جرائمه المتواصلة منذ سنتين ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

فواشنطن ولندن وجدتا نفسيهما بمجلس الأمن وحيدتين ولم يوافق أحد على شن  عدوان على العراق باسم مجلس الأمن وأصر الأعضاء على السماح للجهود السلمية عن طريق إعادة المفتشين الدوليين للقيام بمهامهم المنوطة يهم وخاصة بعد أن عرف العالم أجمع أن الهدف من الحرب ضد العراق ليس القضاء على نظام صدام حسين، بل السيطرة على النفط العراقي، وإذا ما قدر لهذا الهدف أن يتحقق، فإنها  لن تتوقف عند هذا الحد بل ستندار نحو البلدان المجاوة كإيران وسورية ولبنان، وحتى السعودية ومصر للسيطرة على المنطقة البترولية بأكملها.

كما أن أوروبا ـ باستثناء بريطانيا ـ تعترض على الخطط العدوانية الأمريكية وهي تدرك أنها مستهدفة أيضاً لأن السيطرة على الشرق الأوسط يمكنها من الضغط على حلفائها والتحكم بهم وتسيرهم كما تشاء دون أن تأخذ بعين الاعتبار مصالحهم.

ومن جهة أخرى تقوم شعوب العالم بمظاهرات صاخبة بما فيها الشعب الأمريكي ضد أي عدوان محتمل على الشعب العراقي.

إن هذه السياسة أدت إلى عزلة هذه الدولة الإمبريالية الأولى في العالم والتي تستخدم الأساليب البلطجية للتخلص من أزمتها المستعصية والتي تريد أن تحلها على حساب شعوب العالم ومصالحهم. وقد بين استطلاع للرأي أجرته مؤخراً مؤسسة «بيو» أن الرصيد الأمريكي في الشرق الأوسط على وشك الإفلاس.

فشل وعود شارون

من يتابع أخبار الأرض الفلسطينية المحتلة،ونضالات الشعب الفلسطيني الباسل في سبيل استرجاع حقوقه، يرى أنه لا يمر يوم واحد منذ اندلاع انتفاضة القدس، إلا ويسقط شهداء وجرحى، ويعتقل مناضلون وأناس عاديون وتدمر البيوت على رؤوس أصحابها وتخرب المزروعات وتقطع الأشجار ويحاصر الناس في مدنهم وقراهم، ومع ذلك فإن المقاومة لم تندحر ولن تتوقف ما دام هناك احتلال، مما انعكس سلباً على إسرائيل ذاتها داخلياً وخارجياً.

1. فالأمان الذي وعد به شارون للإسرائيليين لم يحصل والحياة الاقتصادية تأزمت وازدادت البطالة، والمستثمرون الأجانب أحجموا عن القدوم لإسرائيل لاستثمار أموالهم فيها، لفقدان الأمن، والسياح تناقص عددهم كثيراً، حتى الإسرائيلي الخارج من البلاد للسياحة يخشى على نفسه وحياته من المفاجآت.

2. كما أن هذا العدوان المستمرـ رغم صمت أكثر الحكام العرب وتواطئهم ـ  قد خلق موجة عارمة من الحقد والغضب الساطع على المحتلين الصهاينة. لقد بدأت إسرائيل تشعر بأنها محاطة ببحر من الكره الشديد الذي لا يمكن إطفاؤه إلا بخروجها من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

3 . أما على النطاق العالمي فيكاد يكون  هناك إجماع على وجوب توقف إسرائيل عن عدوانها وأعمالها التدميرية والانسحاب من الأراضي التي احتلتها والقبول بوجود دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967.

إن استمرار الكيان الصهيوني في جرائمه وعدوانه على الشعب الفلسطيني سيفضي إلى الفشل الذريع، لأن الشعب الفلسطيني سيتابع خيار المقاومة الشاملة ومقاومته للاحتلال بجميع الوسائل فليس ثمة طريق آخر، سوى توطيد الوحدة الوطنية الطريق الوحيد لدحر الاحتلال.

إن البلطجة الأمريكية والسعار الإسرائيلي لن يوضع لهما حد إلا بتوحيد جهود الشعوب وقواها الخيرة في العالم لمنع شرور هاتين الدولتين ووضع حد لأعمالهما  المعادية أما السكوت على جرائمهما فلن يجلب إلا الخراب والدمار والإذلال.

محرر الشؤون العربية:

■ عادل الملا

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.