ملامح انكسار المشروع الأمريكي الشرق أوسطي

■ بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية واختلال موازين القوى لصالح الإمبريالية العالمية وخاصة الأمريكية المتوحشة تحول العالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى غابة ـ حيث لم يعد من ضابط لحركتها ومنظم لاندفاعاتها سوى مصالحها ومصالح من تمثلهم من شركات ومؤسسات ـ وخاصة مؤسساتها  العسكرية.

■ بدأت تتصرف وكأنها القوة التي تقهر الجميع، أمماً وشعوباً وحكومات دون أن تقهر.

■ صحيح أن الشعب الأمريكي طيب محب للسلام شأنه شأن جميع الشعوب المحبة للسلام والأمن غير أن الطغمة الحاكمة بما تملك من دعاية ووسائل إعلام تمكنت وفي أكثر من مرحلة تاريخية من تضليله وزجه في متاهات إنسانية لامصلحة للشعب الأمريكي بها.

■ إن أصحاب القرار في البنتاغون ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض وفي أماكن أخرى من صنع القرار هم المسؤولون عن ماآلت إليه الأمور في العالم من اضطراب وخوف وقلق من إرهاب وفوضى لاتحمد عقباها ومن آثار ستضر بالحضارة الإنسانية وتهدد أمن واستقرار الشعوب في المنطقة والعالم وخاصة أولئك الذين تبنوا المشروع الصهيوني العالمي وجعلوه قدس أقداسهم مبرراً لوجودهم أي (جورج بوش ـ ديك تشيني ـ كونداليزا رايس) وغيرهم وأخضعوا المنطقة لمعايير الصهيونية وجعلوها مقياساً لتطور الأمم والشعوب ورقيها  ومبرراً لبقائها أو فنائها إذا اقتضى الأمر.

■ إن الصهيونية العالمية ورأس مالها المالي المعولم الحاقد يريد تدمير كل من حوله والانتقام منه بجميع الوسائل الممكنة.

■ إن مصالح الصهيونية العالمية وتناغمها وتكاملها مع الإمبريالية الأمريكية جعلت السياسة الأمريكية رأس حربة في وجه كل من يقف بوجه إسرائيل الممثل الصغير في المنطقة لمصالح الصهيونية ويبرر فعل أي شيء حتى لو اقتضى الأمر إبادة شعوب بكاملها وقتل أمم وتغيير أنظمة وقد يستخدمون في سبيل تحقيق أهدافهم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل وفد فعلتها سيدتها ومولاتها الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية وكذلك في حربها ضد الشعب الفيتنامي البطل لأنه حتى حظر استخدام الأسلحة المحظورة دولياً يصبح مسموحاً لأن هذا الحظر مرهون بقوة الممانعة الدولية وبما أن الممانعة الدولية غير موجودة وبحدودها الحالية غير قادرة على الردع إذا صار كل شيء بالنسبة لهم ممكناً ومباحاً.

وما أسهل تبريره وتبرير أفعالها عندئذ ـ ألاتستحق الديمقراطية مثلاً ـ إبادة الشعب المتخلف المعادي للديمقراطية . . .؟

نعم تستحق الديمقراطية هذا وأكثر . . . .؟!!

وسيقبل العالم هذا المنطق شاء أم أبى !!!!

هذه هي الرسالة التي حملتها وتبنتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مزيداً من الانتقام مزيداً من الانتقام مزيداً من التمدد . . . هذه هي الحضارة والمدنية التي تروج لها الولايات المتحدة!!!

طبعاً  من دون رتوش تذكر لأن الرتوش من مهام قوى تعمل معها من الأطراف وقوى أكثر ظلامية وعدائية على شعوبها مقابل فتات تقدم له أو مقابل إبقائهم في أماكنهم.

وهذا مايصح على الإمبريالية الأوروبية الدائرة في فلك الولايات المتحدة والتي تستجدي منها مكاناً لشركاتها ولممثليها.

■ تلك هي رسالة أمريكا بكل وضوح.

■ فما هي رسالة شعبنا وشعوب العالم . . . ؟؟؟

■ لقد أصبحت الشعوب القطب الآخر المواجه للمشروع الأمريكي الصهيوني العالمي حيث أن الشعوب وحدها تتمنع من الدخول في حظيرة الولايات المتحدة أو تتحول في أحسن الأحوال إلى مزرعة وهي غير مملوكة أو برسم بيع.

إن عهد الوصاية والعبودية قد ولى وماتقبله النظم لاتقبله الشعوب وإنها هي القادرة على تحقيق نصرها بيدها من خلال قدرتها على العمل والتضحية والتفاني في خدمة أوطانها.

حيث يصبح الوطن أسرة واحدة متحابة متجانسة موحدة الإرادة والعمل في مشروع وطني نضالي شعبي يلتقي مع جميع أحرار العالم ويتكامل معهم في وحدة إنسانية تحمي الإنسان وتاريخه وحضارته من هؤلاء الأشرار الذين حولوا العالم إلى أرقام والدول إلى مزارع والإنسان إلى عبد سيده ومولاه هذا الدولار القذر الذي سيكون سرطاناً في جسد الإنسانية لفنائها.

إن استمرار الصمود والتلاحم الشعبي سيجعل من انكسار المشروع الأمريكي الصهيوني حقيقة واقعية.

إن القوى الحية في شعبنا السوري لن تعييها الوسيلة لإيجاد أشكال ووسائل مختلفة من النضال لإلحاق الهزيمة بأعداء الوطن.

 

■ راتب أحمد سعيد