مناورات الدفاع الجوي الأضخم بين تل أبيب وواشنطن: المقاومة والممانعة على الدريئة..

لمدة تستمر 16 يوماً بدأت تل أبيب وواشنطن الأربعاء المناورات العسكرية المشتركة المسماة «جونيفر كوبرا»، المرتبطة بالدفاعات المضادة للهجمات الصاروخية، وسط اعتراف إعلام العدو الصهيوني بأن ذلك استعداد لمواجهة مع إيران، حيث تتضمن محاكاة لسقوط صواريخ على كيان الاحتلال.

وقال جيش الاحتلال إن «عدداً قليلاً» من القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا سينتشر بصورة مؤقتة في عدد من «المناطق الإسرائيلية» خلال المناورات، حيث يقوم قرابة ألف فرد من القوات الأمريكية بتركيب صواريخ اعتراضية على الأرض وفي البحر مثل نظام صواريخ ايجيس ونظام الدفاع الميداني (تي.اتش.ايه.ايه.دي) وصواريخ باتريوت الى جانب الدرع الصاروخية الإسرائيلية ارو 2.

ويجري الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة مناورات مشتركة كل سنتين، وتعتبر المناورات الحالية وهي الخامسة من نوعها الأضخم حتى الآن. وفي هذا الإطار رسا في الشهر الأخير عدد كبير من السفن التابعة للأسطول الأمريكي، تحمل العتاد والقوى البشرية والصواريخ. ومن الجانب الأمريكي تشارك وحدة تعمل على تفعيل صواريخ THAAD وSM-3 وباريوت متطورة من طراز PAC-3، بالإضافة إلى منظومة Aegis المرتبطة بالرصد والكشف. كما تشارك الوحدات الأمريكية العاملة على الرادار والتي نشرت في النقب في العام الماضي. ومن الجانب الإسرائيلي فسوف يتم تفعيل بطاريات صواريخ جيتس وباتريوت.

ووصفت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية المناورة بأنها الأوسع والأضخم والأكثر تعقيدا على الإطلاق بين الطرفين منذ عام 2001.  ونقلت عن مصادر عسكرية إسرائيلية «رفيعة المستوى» أن التدريب الأساسي سيكون على سيناريو هجوم صاروخي متزامن ومشترك من إيران وسورية وحزب الله وحماس على «إسرائيل».

ويرى المراقبون أن إجراء هذه المناورات في هذا التوقيت يحمل الكثير من الدلالات والأبعاد المختلفة سواء الأمنية أو الإستراتيجية أو حتى السياسية، إذ أنها لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ، ومقاربة الاستراتيجيات العسكرية بين الكيان الإسرائيلي وأمريكا سواء فيما يتعلق بلبنان أو فلسطين أو العراق. كما أنها تأتي في ظل تطورات مهمة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وظروف حرجة تمر بها ما تسمى بالعملية السلمية بالشرق الأوسط. ويعتبر بعض المراقبين العسكريين هذه المناورات بمثابة تتويج لعملية استخلاص العبر وذلك في ضوء التقارير التي تحدثت عن أن الحروب الأخيرة احتلت حيزاً هاماً في المداولات بين وزارة الحرب الأمريكية ونظيرتها الإسرائيلية وتأثيرها على عقيدة الحرب المستقبلية للأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء.

وفي سياق متصل كشف ضابط كبير في سلاح البحرية الإسرائيلي النقاب عن أن البحرية الإسرائيلية تعتزم شراء سفينتي صواريخ خفيفتين (شبح) لا يمكن رصدهما على شاشات الرادار. على أن تدخلا الخدمة في عام 2014.

وكانت تركيا قررت مؤخراً إلغاء مناورات جوية كان يفترض أن تستضيفها بسبب مشاركة إسرائيل فيها وذلك في أول ترجمة عملية للمواقف التركية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة في نهاية العام الماضي وبداية الحالي.