مليلةلكي لا ننسى.. «مليلة» المحتلة: مدينة فوق بركان..

يصف تقرير صحف غربي ما يحدث في مدينة مليلة المغربية التي يحتلها الإسبان منذ نحو قرن من الزمان، بأنه الهدوء الكاذب الذي يظلل حالة التوتر العالية التي تعيشها هذه المدينة التي حاول المستعمرون جعلها منطقة متعددة الثقافات.

المدينتان المغربيتان المحتلتان مليلة وسبتة وحسب التقرير يتمتعان قانوناً بالحكم الذاتي وفق القانون الإسباني وهما «أراض إسبانية ذات سيادة وعلم إسبانيين ومواطنين إسبان، تحتلان موقعاً جغرافياً في ما يعرف اليوم بالمغرب». وهما كما يدعي الإسبان الآثار الأخيرة لأوروبا في أفريقيا، ومليلة، التي يقطنها نحو 65 ألف نسمة، ليست نموذجا للتنوع الثقافي كما توحي به استمراريتها الهانئة.

فرغم أن قادة مليلة الإسبان يحرصون على أن تكون المدينة مثلاً براقاً للتعايش الإثني، إلا أنه تحت السطح الظاهر، ثمة توتر وشك مستتران إزاء هوية ورخاء ومستقبل المدينة الاجتماعي والاقتصادي.

ويعتبر التقرير أن الأزمة المستترة تتمحور حول ازدياد مطرد سريع للطائفة المسلمة إزاء الطوائف الأخرى تراوح نسبتها وفق تقديرات حكومية ما بين 40 و50 في المائة، وخاصة مع الهجرة التدريجية التي بدأها يهود مليلة منذ سنوات نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما جعلهم يتضاءلون إلى 2 في المائة فقط.

ويحتج العرب المسلمون في المدينة على معاملتهم بطريقة عنصرية، وتقول جنيدة سلام (28 عاماً) المغربية الأصل: إن شعارات التعايش فارغة، حيث يعاني مسلمو مليلة من ارتفاع معدل البطالة، وتدني مستوى مدارسهم الرسمية، وانخفاض تمثيلهم الحكومي في المدينة. وتدل على ذلك الحملة التي شنها نواب مليلة من اليسار واليمين بعد عام من انتخابات العام 1999 الرئاسية، لتجريد مصطفى أبرخان، أول مسلم تولى منصب رئيس المدينة من منصبه، وهو منصب أقرب إلى العمدة أو الحاكم ، وانتخاب قائد حملة الانقلاب، الرئيس الحالي خوان خوسيه إمبرودا.

 

من جهة أخرى، يشير التقرير إلى أن مليلة تعتمد على المغرب، وبالعكس، فالأولى تستورد من الثانية كل فاكهتها وخضارها وسمكها لقرب المسافة مقارنة بالأراضي الإسبانية، كما يطرقها نحو 30 ألف مغربي يومياً لبيع بضائعهم أو لشراء الإلكترونيات أو الثياب أو الصناعات الغذائية الأوروبية، يزيد عليهم ستة آلاف مغربي يعبرون إليها يوميا للعمل فيها.