وفي المكسيك «الحملة الأخرى» تستمر...

في الذكرى الثانية عشرة للانتفاضة الزاباتية في إقليم شياباس (جنوب شرق المكسيك)، أطلق قائد الجيش الزاباتي للتحرير الوطني ماركوس تحدياً سياسياً يتضمن تجميع اليسار غير المشارك في البرلمان والمناهض للرأسمالية، وهو أمرٌ يذكّر بموقف الرئيس البوليفي الجديد إيفو مورالس.

و«الحملة الأخرى» حسب منظميها رحلة تدوم ستة أشهر في كامل أرجاء المكسيك للقاء «قوى اليسار المعادية للرأسمالية»، وقد بدأت باجتماع ضمّ قرابة عشرة آلاف هندي أحمر في سان كريستوبال دي لاس كاساس، العاصمة التاريخية لشياباس.

ويريد ماركوس تأسيس «جبهة»، تحالف ما على شكل تنسيق، يشابه ما جرى في بوليفيا، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المكسيك التي لا يكون فيها تشكيل حركة يسارية راديكالية جديدة قائماً على فرق الأنصار أو في إطارٍ من عدم الشرعية.

ليس هنالك حالياً إمكانية لمقارنة قوة الحركة المنتصرة في بوليفيا مع قوة الزاباتيين الذين لا يستطيعون الاعتماد على وجود نقاباتٍ معارضة قوية. لكن جوهر نضال الحركتين اللتين تأسستا على أساس مطالبة السكان الأصليين والفلاحين متقارب. كما أنّ الرئيس البوليفي الجديد دعا القائد الزاباتي لحفل تنصيبه، الذي سيجري في الثاني والعشرين من كانون الثاني.

أما جيراردو غونزالث فيغويروا، المنسق السابق للمنظمات غير الحكومية من أجل السلام، فيعتبر أنّ ماركوس يريد تعبئة مجتمع مدني ناشئ ومتضامن، بل إنّه أفضل القادرين على ذلك من وجهة نظر إعلامية. لكنّه يضيف: «هو يحتاج إلى برنامجٍ نضالي لتجميع يسارٍ مجزّأ. وعناصر القوة لديه هي يأس وأزمة الأحزاب السياسية» ومواصفاته الأخلاقية. 

 

يشار إلى أن الحكومة المركزية في مكسيكو سيتي تعد حليفة تقليدية لواشنطن بسياساتها واحتكاراتها واتفاقياتها التجارية والاقتصادية حيث تخوض حركة الزاباتيين منذ أكثر من ثلاثة عقود معركة متعددة الأوجه من أجل توفير حياة لائقة لغالبية سكان إقليم  تشياباس الذي يعد من أفقر الأقاليم المكسيكية وأكثرها إهمالاً من جانب الحكومة المركزية رغم امتلاكه مصادر هامة من ثروات البلاد.