فقراء العالم والسياسات الدولية/ استعراض مقاربات أجنبية 2005 التاريخ لا يدون زيارات المسؤولين ولكن يسجل أعداد الضحايا

تحت هذا العنوان اتفق باراك أوباما العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي مع سام براونباك نظيره الجمهوري أنه وعلى مدار العامين الماضيين بذلت إدارة بوش جهودها لتحسين الظروف المعيشية لسكان دارفور، حيث تولى روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية متابعة تطورات الأزمة منهياً جولته الرابعة إلى المنطقة خلال سبعة الأشهر الأخيرة في حين بلغ إجمالي ما أنفقته الولايات المتحدة من مساعدات للاجئين والمشردين واحداً مليار دولار.

وبينما رأى المذكوران أن هذه المعونات ساهمت في درء وقوع المزيد من حالات الوفيات نتيجة المرض أو المجاعة وأن الجيش الأميركي ساهم في نقل قوات الاتحاد الإفريقي إلى منطقة دارفور وتمويل عملها إلا أنه وعلى الرغم من ذلك تنتقل الأوضاع الإنسانية والأمنية والسياسية في دارفور من سيئ إلى أسوأ. وقالا إنه إذا لم تغير الإدارة الأمريكية الطريقة التي تعالج بها تلك الأوضاع المتدهورة، فقد يزداد تفاقمها إلى درجة تخرج فيها عن السيطرة!!؟

واستشهد المتعارضان الحزبيان افتراضاً بأن أعداد المشردين ماتزال في تزايد مطرد وصل إلى ما يربو على 20 ألف شخص خلال الأسابيع القليلة الماضية هذا بالإضافة إلى أن هناك ملايين من المدنيين يعانون من أوضاع متردية داخل معسكرات مغلقة حيث يقاسي سكان دارفور الأمرين في ظل غياب قوات أمن فاعلة أو عملية سياسية تضبط حالة الفوضى والتدهور، والنتيجة المتوقعة هي اتجاه هؤلاء السكان إلى حمل السلاح وزيادة أعداد الوفيات.

ومع تدهور الأوضاع تزايدت حالات الاغتصاب التي تنفذها ميليشيا الجانجويد في حين أدى انتشار عمليات السلب والنهب وقطع الطريق إلى إغلاق طرق حيوية إلى جانب إجلاء عدد من العاملين في تقديم المساعدات الدولية.

ومع أن قوات الاتحاد الإفريقي التي يبلغ قوامها 7 آلاف جندي في دارفور قد ساهمت الى حد كبير في خفض حدة العنف إلا أنه بات واضحا في الأسابيع الأخيرة أن هذه القوات تفتقد الموارد اللازمة والقوة البشرية لاستمرارها في أداء مهمتها وتأمين منطقة تبلغ مساحتها ما يناهز مساحة فرنسا.

وبعد كل هذا التقديم يكشف الكاتبان عما أراداه من هذا الاستعراض للواقع الإنساني المرير في دارفور حيث وجدا أن الأهم من ذلك هو أن تقود واشنطن جهودا لتكوين قوات دولية متعددة الجنسيات كبيرة الحجم حيث أصبح واضحا أن هناك حاجة لوجود قوات تابعة للأمم المتحدة أو تحت قيادة الناتو، وأضافا أنه على الإدارة الأمريكية أن تستخدم القنوات الدبلوماسية لتغيير الموقف الصيني والسوداني المعارض لوجود مثل هذه القوات وكذا إقناع قوات من الخارج في الاشتراك بالمهمة .(بدون تعليق؟؟!)

لا تتخلوا عن الجوعى!

نداء أطلقه جيمس موريس المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة محاولاً فيه استجداء عطف الدول الغنية والقطاع الخاص ومستعرضاً معاناة برنامجه هذه الأطراف دون أن يشير بطبيعة الحال إلى دور الرأسمال الاحتكاري والسياسات الإمبريالية في إفقار البشرية أصلاً.

وقال موريس لقد دخلنا عصر الفضاء منذ عقود، بيد أن البشرية ما زالت ضحية للفيضانات، والأوبئة، والحروب، والمجاعات، والأمراض الفتاكة كما لو كانت ما تزال في العصر الحجري.

وأضاف: لقد تابعنا جميعا على مدى السنوات القليلة الماضية سلسلة متواصلة من الكوارث الطبيعية والكوارث التي جلبها الإنسان على نفسه. وفى بداية عام 2005، كانت مساعدات برنامج الأغذية العالمي لضحايا المد البحري «تسونامي» ما زالت مستمرة. وبعد أن انتهينا بالكاد من تسونامي، دخلنا في غمار عملية طارئة أخرى من أجل تقديم المساعدات إلى ما يزيد عن مليون شخص من الناجين من زلزال كشمير المدمر. وفي الفترة ما بين هاتين الكارثتين بذلنا قصارى جهدنا لتقديم المساعدات لمئات الآلاف من المتضررين الذين أصابهم الجفاف والآثار المدمرة لجحافل الجراد في النيجر، والملايين الآخرين المتأثرين بالعنف المستمر في إقليم دارفور، بالإضافة إلى إعصاري كاترينا وستان. لم يكن هناك وقت للراحة في ذلك العام الممتلئ بالتحديات التي لم يواجه البرنامج مثلها قط مجتمعة منذ الحرب العالمية الثانية.

والحقيقة أن عام 2005 كان عام كوارث خاصة للملايين من سكان العالم النامي. ومن المحزن أنه بعد أن أعقبت كارثة تسونامي موجة غامرة من السخاء وتدفقت الأموال غزيرة من الحكومات، يبدو أن القطاع الخاص والأفراد انتابهم اليأس من تقديم المساعدات الإنسانية فلاحظنا مع اقتراب نهاية العام انخفاضا حادا في التبرعات الموجهة لعمليات الطوارئ الكبيرة الأخرى.

وبينما يعرف الجميع أن ضحايا الكوارث الأخرى لا يختلفون كثيرا في معاناتهم عن ضحايا تسونامي، فلم يتوافر عنصر الصدمة لدى الناس مثلما حدث مع تسونامي. لقد تعودنا على مشاهدة الصور المأساوية على شاشات التليفزيون؛ صور الكوارث المختلفة من الجفاف والفيضانات وانزلاق الكتل الصخرية والزلازل وحتى الحروب. ما زلنا نشعر بالشفقة تجاه الضحايا، ولكن الأمر لم يعد ملحا أو عاجلا. وينعكس شعور الأفراد هذا على سرعة تحرك الحكومات، فباتت التبرعات تتدفق غالبا على نحو أبطأ مما تتطلبه الحاجة. ولذا وبعد مرور ثمانية أسابيع على زلزال باكستان الذي أسفر عن مقتل أكثر من سبعين ألف شخص في شمال البلاد والجزء الخاضع لسيطرة باكستان من إقليم كشمير، لم تتعد الاستجابة لمناشدة الأمم المتحدة العاجلة 30 بالمائة من الأموال المطلوبة. وتكررت هذه القصة من قبل، فلم ينتبه العالم إلى كارثة النيجر إلا بعد أن أذاعت قناة «بي بي سي» لقطات مخيفة حصل عليها برنامج الأغذية العالمي لأطفال يتضورون جوعا في النيجر. وبعد ذلك تدفقت التبرعات بيد إنها للأسف وصلت متأخرة للغاية بالنسبة لكثير من هؤلاء الأطفال الذين قضوا نحبهم في انتظار المساعدات.

وكما هو الحال مع أي عملية إغاثة طارئة أخرى قمنا بها احتاجت عملية الإغاثة في باكستان إلى ملايين الدولارات. وقدرت الأمم المتحدة الأموال المطلوبة للأشهر الستة الأولى بعد الأزمة بنحو 550 مليون دولار أمريكي. لقد باتت عمليات جمع التبرعات تستهلك الكثير من الوقت. وعند وقوع الكوارث الضخمة يصبح الوقت رفاهية لا ننعم بها.

ويوجد لدينا بعض الوسائل التي تمكننا من العمل مباشرة لمساعدة المتضررين قبل أن تصل تبرعات المانحين حيث يملك برنامج الغذاء العالمي صندوقا يطلق عليه «حساب الاستجابة العاجلة»، وهو صندوق متجدد الرصيد ويقدر بأكثر من 70 مليون دولار أمريكي، وخلق خصيصا لمثل هذا الغرض. ولكن هذا الرصيد الآن في طريقه إلى الانتهاء، ولا يتعدى المبلغ المتاح حاليا 28 مليون دولار أمريكي، الأمر الذي يجعلنا في موضع خطير وحرج ويزيد من مخاوفنا إذا حدثت كارثة أخرى في المستقبل القريب. من منا يستطيع أن يعرف ما الذي سيجلبه لنا 2006؟ وهذا يعني أن ما ننوي فعله هو مناشدة الجهات المانحة السخية للتبرع بالمزيد من الأموال.

هونغ كونغ مرة أخرى

وفي أول رد فعل أفريقي على اتفاق منظمة التجارة العالمية الذي تم التوصل إليه في هونغ كونغ، قال اتحاد عمال جنوب أفريقيا (كوساتو) واسع النفوذ، إن هذا الاتفاق شكل فشلاً ساحقاً وأن أفقر قارة في العالم ستدفع ثمن تصلب الدول الغنية، مؤكداً أنه "من الأفضل أن تكون بقرة في اليابان تحصل على دعم قدره سبعة دولارات يوميا على أن تكون إنسانا يعيش في أفريقيا".!!

ويقول المدافعون عن دول الجنوب إن سلسلة الإجراءات التي أعلن عنها في هونغ كونغ لدعم الدول الفقيرة، لم تكن بمستوى وعود التنمية التي أعلنتها منظمة التجارة العالمية قبل أربع سنوات في جولة مفاوضات الدوحة، حيث قال النقابي الفرنسي جوزيه بوفيه إن الدول النامية يتم خنقها بصورة مستمرة، وأنها تعرضت لضغوط كبيرة لإرغامها على توقيع الاتفاق مؤكداً أن الدول الغنية التي ستلغي دعمها للصادرات الزراعية بحلول 2013 كحد أقصى كسبت مزيدا من الوقت وأن التنازلات التي تقدمت بها هذه الدول أقل بكثير من المطلوب.

من جانبها قالت جمعية «أكشن أيد» أن الدول النامية أجبرت على اجتراع المرارة والقبول بفتح قطاع الخدمات بصورة كاملة، مضيفة أنه في قطاع البيع بالتجزئة ستكون سلسلة المخازن الكبرى الأمريكية "وولمارت" والفرنسية "كارفور" الرابحتين الكبيرتين في هذه العملية.

وتتوقع الجمعية على مستوى المفاوضات في هذا القطاع أن تواجه الدول النامية ضغوطا كبيرة للسماح لهذه المتاجر بفتح فروع لها في هذه البلدان. وتضيف أن الخاسرين سيكونون الفقراء في الدول النامية الذين يبيعون منتجاتهم في الشارع والأسواق والمتاجر الصغيرة، وستصبح لقمة عيشهم مهددة.

 

 بدورها اعتبرت جمعية "كورديناسيون سود" التي تضم 120 منظمة غير حكومية فرنسية أن إعلان هونغ كونغ لا يسهم في التنمية بل يحضر لحرب زراعية عالمية.معربة عن خيبة أملها العميقة إزاء الإعلان النهائي الذي تبنته منظمة التجارة العالمية، لكونه يتفادى المسائل الحيوية بالنسبة لثلاثة مليارات نسمة يعيشون بدولارين فقط يومياً.

آخر تعديل على الثلاثاء, 01 تشرين2/نوفمبر 2016 11:33