متاريس الحزب الحاكم عند حاجز الثلثين!

سياسة القمع الأمني للمرشحين والناخبين والقضاة، التي طبقتها قوات الشرطة المصرية بعد أن بدا أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لأكثر مما جرى الاتفاق عليه تحت الطاولة برعاية أمريكية، جاءت بالنتائج المرجوة، وجاءت قوائم الناجحين في الجولة الأولى من المرحلة الثالثة، وعلى عكس المراحل السابقة، خالية من أسماء مرشحي جماعة الإخوان المسلمين، والبالغ عددهم 47 مرشحاً، حيث بقي مصير 35 منهم معلقا بانتظار جولة الإعادة.

وستكون نتائج هذه الجولة حاسمة، بالنسبة للإخوان وبالنسبة للحزب الوطني الديموقراطي الذي يقيم حواجزه ومتاريسه عند حدود «الثلثين» - أي ثلثي مقاعد البرلمان - التي تمكنه  من تمرير القوانين والتشريعات، وهو أمر متوقع حدوثه عبر انضمام مستقلين إليه، ولا مجال هنا للمفاجآت، فهذا هو الخط الأحمر الذي لا يمكن لأحد تجاوزه!!

غير أن هذا الانتصار في نهاية المطاف، لن يمنح الحزب الوطني أغلبية كاسحة، كما ظلت تدعي قياداته طيلة فترة الانتخابات، كما أنها المرة الأولى، خلال الحقبتين الماضيتين، التي يبقى فيها حصد الحزب الوطني للغالبية معلقاً حتى جولة الإعادة من المرحلة الثالثة، وهو ما يدل على الشراسة التي تميزت بها الانتخابات الحالية عن سابقاتها، خاصة وأنها شهدت وفاة شخصين وسقوط عدد من الجرحى أثناء الاشتباكات التي حدثت في بعض الدوائر خصوصاً في دلتا مصر.

 

وقد جاءت نتائج فرز الأصوات لتشهد سقوط أكثر الشخصيات جدلاً بين المرشحين، وهو رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، ورئيس اللجنة التشريعية في مجلس الشعب محمد موسى. وسيخوض جولة الإعادة عدد من الشخصيات ، بينها رئيس حزب الكرامة حمدين صباحي، ورئيس الحزب العربي الناصري ضياء الدين داوود، ورئيس نقابة المحامين سامح عاشور، وفؤاد بدراوي من حزب الوفد، ورئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في المجلس المنتهية ولايته محمد المرسي، وسكرتير عام حزب الوفد محمود أباظة الذي يخوض الانتخابات ضد شقيق مسؤول ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي.