الموصل: تخبط أمريكي.. محاولات تركية.. وتقدم عراقي
تدخل معركة «تحرير الموصل» أسبوعها الثالث من العمليات العسكرية المتواصلة، والتي تحقق فيها القوات العراقية تقدمات هامة، وصفتها حكومة البلاد بأنها أسرع مما كانت تتوقع، وفيما يلي نورد أهم المحطات الميدانية والتحركات السياسية المتعلقة بالعملية.
بحسب البيانات العسكرية العراقية، استطاع الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، بإسناد من قوات حليفة، تحرير قرابة 72 قرية وناحية محيطة بمدينة الموصل، منذ انطلاق المعارك حتى تاريخ 24/تشرين الأول. وبحسب وزارة الدفاع العراقية، فإن القوات الأمنية كبدت تنظيم «داعش» خسائر بالأرواح بلغت 722 إرهابياً، فيما ألقت القبض على 23 آخرين حاولوا الفرار.
الاقتراب من حدود المدينة
بالمقابل، يحاول تنظيم «داعش» إبطاء تقدم القوات العراقية من خلال فتح جبهات ثانوية، والسيطرة على أحياء عدة من مدينة الرطبة غرب البلاد، حيث نقلت وسائل إعلام، عن ضابط في «غرفة عمليات الأنبار» قوله أن المسلحين شنوا في 23/تشرين الأول هجوماً عنيفاً على المدينة الواقعة على بعد 310 كم غرب الرمادي من محاور عدة.
وقد سبقها فجر الجمعة 21/تشرين الأول، هجوم مباغت على مدينة كركوك التي تخضع لسيطرة «القوات الكردية»، بهدف تخفيف الضغط عن مدينة الموصل، وأسفرت العملية عن مقتل 74 مسلحاً من تنظيم «داعش»، وسيطرة القوات الأمنية على منطقة الموقف داخل المدينة.
على الصعيد الإنساني، قامت القوات المشتركة بتأمين طريق جنوب الموصل بدءاً من ناحية القيارة إلى ناحية حمام العليل، وبدأت العوائل النازحة بالعودة إلى منازلها في المناطق المحررة جنوب الموصل.
تصريحات حول العملية
يوم الأربعاء 26/تشرين الأول، أعلنت قيادة العمليات المشتركة انطلاق «محور الحشد الشعبي» خلال الأيام المقبلة، لكن دون تفاصيل تذكر، مع العلم أن مسألة مشاركة «الحشد الشعبي» ظلت حتى بعد انطلاق عملية تحرير الموصل مثار خلاف بين القوى السياسية العراقية، وبين بغداد وواشنطن من جهة أخرى.
من جهته، أكد رئيس إقليم «كردستان العراق»، مسعود البارزاني، أن قوات «البيشمركة» لن تدخل مدينة الموصل خلال عملية تحريرها من تنظيم «داعش»، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس «التحالف الوطني»، عمار الحكيم، الأسبوع الماضي: أن قوات «مكافحة الإرهاب العراقية» هي التي ستدخل الموصل، فيما ستقوم «البيشمركة»، بالمساهمة في تطويق المدينة.
وتستمر المحاولات التركية لإثبات الحضور في قلب المعركة، ولو إعلامياً، عبر تصريحات يومية لمسؤولين أتراك، تجدد الموقف التركي حيال المعركة، والقائل بـ«شرعية المشاركة التركية في العمليات العسكرية، انطلاقاً من مفهوم الحفاظ على الأمن القومي التركي».
في هذا السياق، يقول وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في حوار متلفز، أنه في حالة نشوء تهديد ضد تركيا «سنستخدم جميع إمكاناتنا، بما في ذلك إطلاق عملية برية»، مشيراً إلى أن بلاده «لن تسمح لعناصر حزب العمال الكردستاني بالتمدد شمال العراق».
اللافت في هذه المسألة هو التخبط الأمريكي في التعامل مع «الحليف» التركي. ففي الوقت الذي يعلن فيه وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، عن اتفاق بين السلطات التركية والعراقية حول مشاركة القوات التركية في معركة «قادمون يا نينوى»، يخرج مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص بـ«التحالف الدولي»، بريت ماكغورك، بتصريح يفيد بأنه لا تنسيق مع التحالف أو الحكومة العراقية بشأن وجود القوات التركية.
وفي سبيل تثبيت الوجود التركي على الأرض، قصفت القوات التركية الأحد الماضي باستخدام المدفعية والدبابات مواقع تنظيم «داعش» في منطقة بعشيقة شمال العراق.
تنويه
في العدد الماضي «781»، تكرر محتوى مادة «ضالة مصر في جيوب الكبار» ليرد أيضاً في مادة «واشنطن على حافة الهاوية اليمنية». تعتذر أسرة تحرير «قاسيون» عن هذا الخطأ التقني غير المقصود، علماً بأنها عملت على تصويبه في يوم صدور العدد ذاته على الموقع الالكتروني للصحيفة «kassiounpaper.com».