جولة في مواقع الأنترنيت والصحافة الخارجية
يبدو أن طيش وغلواء سياسات إدارة بوش الحالية يوسع من دائرة منتقديها في الداخل الأمريكي لتشمل حتى كبار منظري سياسات الهيمنة الأمريكية الذين يجدون في تطرف بوش ومحافظيه الجدد تهديداً لما عملوا من أجله على الرغم من أن ما يفعله بوش هو استكمال لما قدموه.
ومن بين هؤلاء زبينغيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي السابق لدى الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وصاحب كتاب رقعة الشطرنج العظمى ونظرية قوس التوتر سيئة الصيت التي أفتى فيها منذ سبعينات القرن الماضي بضرورة تفتيت الكيانات الوطنية في وسط آسيا وشرق أوربا وأفريقيا إلى مكوناتها الأولى بوصفها مناطق تتمتع بتعدد عرقي وديني وطائفي ينبغي تحويلها إلى دول أحادية الأعراق والأديان والطوائف وذلك من خلال تأجيج النعرات العرقية والطائفية وإشعال الحروب الأهلية وصولاً حتى إلى الامتناع أو التأخر في تقديم المساعدات في الكوارث مثل المجاعات والزلازل وغيرها، هو ما شهد العالم بواكيره في يوغسلافيا وأندونيسيا وبات يتهدد المنطقة العربية برمتها مع دول الاتحاد السوفييتي سابقاً بما فيها روسيا الاتحادية، ناهيك عن دول أخرى في آسيا وأفريقيا مثل الفلبين ونيجيريا، وحتى الكوارث منذ مجاعة وفيضانات الموزامبيق وصولاً إلى زلزال باكستان.
وبينما يريد أمثال بريجنسكي فيما يبدو ضمان هيمنة «سلسة» للإمبريالية الأمريكية من خلال ذاك النمط من القضاء التدريجي على أكبر عدد ممكن من سكان المعمورة بهدف ابقاء على النمط غير العادل لتوزيع الثروة المنتجة عالمياً لصالح النخب الرأسمالية الاحتكارية فإن بوش يوسع من دائرة العداء العالمي للسياسات الأمريكية بما يهدد استمرارية تلك الهيمنة. ونورد فيما يلي مقاطع من مادة كتبها بريجنسكي مؤخراً تحت عنوان «الغوغائية أسلوب جورج بوش في الحكم»، وهي في كل الأحوال تعبر بمفرداتها التي نوردها دون تدخل عن وجهة نظره التي إن ناهضت بوش تبقى تعبر عن صاحبها من موقعه واحداً من أبرز منظري الهيمنة الأمريكية ولكن بطريقته الخاصة التي تعتمد هي الأخرى أسلوب التجميل وخلط المفاهيم وحرب المصطلحات.
■ قاسيون