ألغام المقاومة ترعب المحتلين
وصفت صحيفة «يوس إيه توداي»، كيف تقوم المقاومة بتبادل الخبرات بهدف تعزيز قوة بعضها بعضاً في مواجهة عدو مشترك هو الاحتلال الأمريكي للعراق، وذلك فيما ازدادت في الآونة الأخيرة التفجيرات قوة وتعقيداً، لأن خبرة المقاومين في أرجاء العراق قد تنامت بتشارك المعلومات وتبادل المدربين من الخبراء، برأي الصحيفة.
وفي شرح تقني أضافت الصحيفة أن «الألغام هي السلاح الرئيسي المستخدم ضد القوات الأميركية في العراق. وهي قابلة للتفجير عن بعد أو تلقائياً عند مرور مركبة عليها». وقد ارتفع عدد الألغام المصنوعة محلياً، المتفجرة أو المكتشفة قبل انفجارها، إلى أكثر من 1000 لغم في الشهر الماضي، بعد أن كان الرقم لا يتعدى ال600 قبل نحو عام في شهر أيلول من العام 2004، وفقاً لقيادة قوات الاحتلال في العراق.
ويقول «بن فينزكي» المسؤول في مركز إنتل، الشركة المتخصصة في «مكافحة الإرهاب» ومقرّها واشنطن والمتعاقدة مع الجيش الأميركي لدراسة استراتيجيات المقاومين: «ما نراه هو ازدياد في التطور القياسي لتصميم «أدوات التفجير المرتجلة (Improvised Explosive Device)... إنها تتنامى لدرجة لم نرَها من قبل». يضيف «فينزكي»: «في بعض الأحيان يتم إرسال خبراء المتفجرات من خلية (مقاومة) إلى مناطق أخرى لتعلّم تقنيات جديدة، ثم يعودون لتدريب غيرهم على ما تلقّنوه». وقد تمكّن أحد الجنود الأميركيين من الاستيلاء على شريط فيديو يتضمّن برنامج أبعاد ثلاثية يظهر التفاصيل والأجزاء الدقيقة من هيكل لغم، كيفية صنعه واستخدامه، والمكان الأمثل لزرعه من أجل إحداث آثار أكبر...
ويؤكد الضابط الاستخباراتي في فريق اللواء الثالث العامل في منطقة شمالي بغداد، «دين والان»، أن «هناك دون شك برنامجاً لتبادل المعلومات وأن المقاومين يستخدمون أساليب التدريب من شرائط فيديو وغير ذلك، لتلقين أكثر تقنيات صناعات القنابل تأثيراً»، في حين يؤكد الضابط الاستخباراتي في كتيبة المشاة الثالثة المسؤولة عن بغداد وضواحيها، العقيد «شاون ويد»، أن: «ما يثير القلق أنه بمجرد أن تكتسب جماعة (مقاومة) تكنولوجيا مؤثرة، لا تلبث هذه أن تصبح داروينية تقريباً... سوف يتشاركونها مع مجموعات أخرى».
وتضيف الصحيفة أن هذه المتفجرات تتحمّل مع السيارات المفخخة المسؤولية عن نصف العمليات في العراق، وفقاً لفرقة مكافحة المتفجرات. ويؤكد العقيد في الجيش الأميركي دانيال أللين أن «الاعتداءات بواسطتها هي وسيلة المقاومة الرئيسية».
في حين تقول الصحيفة إن 78% من ألفي جندي أميركي لقوا حتفهم في العراق قتلوا جراء هجمات بالمتفجرات.
وحتى الآن، فإن معظم العبوات المستخدمة في منطقة شمالي العراق يتم التحكم فيها عن بعد، عبر هاتف خلوي أو جرس باب أو أي أداة لاسلكية. غير أن بدء استخدام متفجّرات الضغط التي تنفجر بمجرد مرور مركبة فوقها، رتّب على الأميركيين مهمة مواجهة تقنية جديدة أكثر ما يميزها أنها توفر للمقاومين تجنّب المجازفة بأرواحهم. كما أنها متفجرات قديمة منذ الغزو في العام 2003، ولا زالت كميات منها توجد في الرمادي والفلوجة وبغداد.
وتقول «يو إس إيه توداي»: إن المقاومين في منطقة بعقوبة تخلوا هذا الربيع عن استخدام ألغام الضغط بعد أن اكتشفت القوات الأميركية والعراقية ثمانية من هذه المتفجرات قبل انفجارها، بسبب ضعف تركيبها. ثم ما لبثت هذه الألغام أن ظهرت مجدّداً بعد أن اكتسب المقاومون خبرة أشدّ في صنعها وزرعها.
ويعلّق الضابط دين والان على ذلك بنوع من الحيرة قائلاً «هؤلاء الناس إما يتلقون تدريبات إضافية، أو أن أشخاصاً جدداً قد انتقلوا إلى منطقتهم ليلقنوهم كيف يفعلون ذلك بطريقة صحيحة». يضيف أن جماعات المقاومة تتبادل المعلومات عبر الأسطوانات الممغنطة الذكية وعبر الورق، أو عبر تبادل خبراء القنابل والتفجيرات.
وتتابع الصحيفة إن جماعة في بعقوبة تعدّ من أهم بناة المتفجرات المعقدة، وتتابع في سردها أنه من الممكن أن تكون جماعات المقاومة العراقية متباينة في كل شيء تقريباً، ما عدا في أمر واحد أكيد.. تبادل الخبرات في سلاح المقاومين الأول: المتفجرات. ضد المحتل الأمريكي.