الجامعة العربية في العراق أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً

المقاومة تودع الأمين العام على طريقتها لدى وصوله إلى القاهرة كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، عن وجود «استجابة عالية» من الأطراف العراقية للمبادرة العربية التي أوضح أنها لا تزال رهن المزيد من المحادثات.

يأتي هذا الحديث بعد وقت طويل جداً من حديث أدلى به قبيل الغزو الأمريكي للعراق، عن هذا الغزو المحتمل فقال: إن  حصل ذلك فلكل حادث حديث، ورغم مرور الأيام بقي موقف الجامعة العربية ككتلة لفترة طويلة مشتتاً، ضمن عدة مواقف، اليوم وضمن المتغيرات الإقليمية والدولية كان من الضروري والمحتم على الجامعة العربية أن تلعب دورها متمثلاً بأمينها العام عمرو موسى، والذي أثبت خلال زيارته قدرته على التعاطي بدبلوماسية كبيرة مع الأطراف وقدرته على الفعل إن أتيحت له الظروف المناسبة.

لن تظهر نتائج هذه الزيارة في القريب العاجل وربما لن تتجسد بشكل حقيقي على أرض الواقع لكنها حققت تغييراً من نوع ما، أما الأسباب الحقيقية التي حالت وتحول أمام أي تطور حقيقي للأوضاع فلا علاقة لها بالجامعة العربية، وهو الاحتلال. فقد واجهت الأمين العام معضلة رئيسية تتركز بمفهوم المصالحة والتي تعني حسب معايير رسالته أي الاتفاق النهائي على كل شيء.. وهذا هو أمر مستحيل في ظل الاحتلال.

وثاني الأمور التي واجهت الزيارة تتجسد في غياب أو تغييب طرف هام عن هذه الزيارة وهو المقاومة والتي تزيد الأيام تأكيداً على فاعليتها وعلى تمثيلها لشريحة واسعة وفاعلة من المجتمع العراقي، والتي تزداد هيكليتها وضوحاً وباتت مفصولة بشكل واضح عما تطلق عليه الإدارة الأمريكية «الإرهاب» هذه المقاومة وإن لم تكن قد استقبلت الأمين العام  فقد ودعته على طريقتها. 

فردوس إلى ماذا؟

فبعيد ساعات قليلة من مغادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية بغداد تحولت ساحة الفردوس في وسط بغداد إلى جحيم، استهدفت خلاله ثلاث عمليات انتحارية فندقي «شيراتون» وفلسطين، حيث يقيم صحافيون وموظفون أجانب، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات.

وكانت مصادر رفضت ذكر اسمها قد أكدت أن العملية كانت بهدف اختراق أسوار فندقي شيراتون وفلسطين بتفجير السيارة الأولى في الحواجز الإسمنتية لكي تقتحم الثانية المدخل الرئيسي. وأوضح مصدر أمني أن الحرس في المكان أطلقوا النار على الانتحاريين.

  وكان شريط فيديو أظهر ما يبدو كأنها شاحنة لخلط الاسمنت انفجرت بعدما نجحت في اختراق السور الذي يحمي الفندقين.

الدستور

أما مسرحية الدستور فاستمرت فقبيل كتابة هذا المقال أعلنت السلطات الانتخابية العراقية رفض محافظتين عراقيتين لمسودة الدستور التي طرحت على الاستفتاء في 15 الشهر الحالي بغالبية فاقت الثلثين بكثير، ما يجعل من نينوى المحافظة الترجيحية التي يمكن أن تؤدي إلى إسقاطه بشكل نهائي، بعد أن رفضت محافظة الأنبار مسودة الدستور بنسبة 96,95%، وكانت نتائج محافظة صلاح الدين قد أظهرت أن 81,75 من ناخبيها رفضوا الدستور الذي يسقط حكما في حال رفضته ثلاث محافظات بغالبية ثلثي الأصوات، حسب ما ينص قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية.

بعد الدستور الانتخابات على الأبواب

فما إن انتهت القوى السياسية العراقية من مسودة الدستور التي تواصلت واستمرت حتى عشية الاستفتاء عليه حتى انهمكت في عملية أصعب وأكثر تعقيداً وهي مفاوضات الإعداد لتحالفات الانتخابات في 15 كانون الأول المقبل .

 

ويعترف العديد من الزعماء السياسيين العراقيين أن الانتخابات المقبلة ستظل محكومة بالانقسامات، وبالتالي ستظهر قوائم مقسمة طائفياً، ما يحقق أهداف الأمريكيين موحدة، في حين ستنحسر القوائم التي ستتخذ بعداً وطنياً جامعاً إلى أضيق الحدود وان نصيبها من الفوز سيكون بدوره ضيقاً، وسيوزع الناخبون  وفقاً لتضاريس الانتماءات.