استعدوا للحرب العالمية الثالثة!

تحت هذا العنوان كتب الأمريكي بول كريج روبرتس، الزميل في معهد الاقتصاد السياسي والباحث في المعهد المستقل ورئيس تحرير مشارك سابقا في صحيفة «وول ستريت جورنال» المادة التالية المنشورة في موقع «انتي وور Anti War» والتي نعيد نشرها كما هي مع إشارة بسيطة هي أن الاستخبارات المركزية الأمريكية وأسامة بن لادن هما وجهان لعملة واحدة.

على الرغم من أن كل استطلاع للرأي يظهر أن غالبية الأمريكيين سئموا من حرب بوش على العراق وأنهم مقتنعون بأن غزو العراق جعل الأمريكيين أقل أمانا، يقترح أبله البيت الأبيض شن حرب جديدة ومهاجمة إيران. وقد أمر نائب الرئيس ديك تشيني القيادة الاستراتيجية الأمريكية بالفعل بتقديم خطة هجوم بأسلحة نووية تكتيكية.

ويرفض بوش مقابلة سندي شيهان (والدة أحد الجنود الأمريكيين القتلى في العراق والتي أطلقت من أمام مزرعته في كروفورد – تكساس حملة منذ السادس من الشهر الجاري اتسعت لأنحاء الولايات المتحدة تطالب بانسحاب القوات من العراق)، وبدلا من ذلك يستغل وقت إجازته في مزرعة كروفورد بالحديث مع التلفزيون «الإسرائيلي» حول الحرب. وخلال مقابلة أجراها تلفزيون «إسرائيل»مؤخرا مع الرئيس الأمريكي قال بوش عن الموقف من إيران: «إن جميع الخيارات الآن على الطاولة».

وتعتبر «إسرائيل» الليكودية آخر حليف متبق لبوش في حربه على ما يسمى «بالإرهاب الإسلامي». و«إسرائيل« المدججة بالأسلحة النووية والتي لم توقع على معاهدات الحد من الأسلحة النووية هي التي تتهم إيران وتؤكد أن برنامج إيران الخاص بالطاقة النووية لا يمثل سوى قناع لإنتاج الأسلحة من ورائه. ويخشى حزب الليكود أن تكون الأسلحة الإيرانية عقبة أمام خطط «إسرائيل»الرامية إلى طرد الفلسطينيين وتوسيع حدودها.

وقد وقعت إيران على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وترغب في أن تراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية برنامج طاقتها النووية. ولكن بوش ينكر جميع الحقائق والتطمينات ويريد أن يهاجم إيران استنادا إلى لا شيء سوى جنون الارتياب «الإسرائيلي». ويستطيع بوش أن يتجاهل الشعب الأمريكي لأن الديمقراطيين انهاروا كلية كحزب معارض شأنهم في ذلك شأن حزب المحافظين في بريطانيا. ويشار حاليا باطراد إلى الحزب الجمهوري باعتباره حزب  «الجمهوليكود».

والعائق الوحيد أمام بوش هو النقص في القوات الأمريكية. فمع تورط القوات الأمريكية في مأزق العراق، يؤكد القادة العسكريون الأمريكيون أن ثالث مناوبة لجنودنا المراهقين والمحبطين في العراق لا يمكن تفاديها إلا بعدة انسحابات للقوات الأمريكية من العراق بحلول الربيع المقبل.

وعموما، وفي الحادي عشر من آب الجاري اعترض بوش على حديث العسكريين حول تخفيض عدد الجنود الأمريكيين في العراق. وفي اليوم التالي، أعلن قائد الشؤون اللوجستية الأمريكية في العراق أن عدد هجمات أفراد المقاومة العراقية على القوات الأمريكية بطول خطوط الإمداد تضاعف خلال العام الماضي، الأمر الذي يوضح بجلاء أن الولايات المتحدة لا تحقق مكاسب بل لا تستطيع حماية نفسها.

ويحق لسندي شيهان أن تطرح سؤالها التالي على بوش: ما هي القضية النبيلة التي يخدمها كل هذا الدمار وهذه المعاناة؟

ويتعمد بوش الاختباء من السيدة شيهان لأنه يعرف أن القضايا الوضيعة والخسيسة فقط هي التي تحظى بالخدمة حاليا من خلال وجود القوات الأمريكية التي تحتل العراق.

وطبقا لوكالة الاستخبارات الأمريكية »سي آي إيه« فإن المستفيد الأساسي من الحرب هو أسامة بن لادن ومساعيه لتجنيد المؤيدين. وفي الوقت الذي تتعثر فيه جهود أمريكا لتجنيد العسكريين ويعلن جنرالات الولايات المتحدة أن الحرب قصمت قوات الاحتياط والحرس الوطني تتسع قاعدة المقاومة في العراق.

فهل يستطيع المرء أن يدرك خطورة وجود رئيس للولايات المتحدة منفصل إلى هذا الحد عن الواقع إلى حد يدفعه إلى التفكير في مهاجمة إيران، وهي بلد تساوي مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة العراق  في حين انه يفتقر إلى القوات التي تكفي للسيطرة على بغداد وحماية الطريق من بغداد إلى المطار؟

وعلى الرغم من جميع «الاجتياحات» التي تقوم بها القوات الأمريكية لمعاقل المقاومة العراقية يقول القادة العسكريون الأمريكيون: إن هجمات المقاومة تتضاعف.

 

إن إدارة بوش مخبولة ولا شك، وإذا لم يقض الشعب الأمريكي عليها عن طريق المطالبة بعزل بوش فإنها ستتسبب في وقوع حرب كبرى. وربما يرضي هذا بعض الإنجيليين المسيحيين (المحافظين الجدد)، ولكن الحرب العالمية الثالثة لن ترضي أي شخص آخر.