جدوى الملاحين والسفينة على وشك الغرق؟؟
تحت هذا العنوان علق الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أنه مع هبوط شعبية الرئيس بوش في استطلاعات الرأي الأخيرة إلى 29% فإنه لا يصدق كيف يمكن أن تكون هذه الاستطلاعات دقيقة و«كيف يمكنكم تصور أنه ما زال هناك 29% من الناخبين يؤيدون هذه الرئاسة?»
وتابع «أظن أن الرئيس قادر على إجراء تغييرات في حكومته مثلما يحب، لكن نسبة التأييد له لن تتحسن أبدا. وما قلص التأييد الذي كانت تتمتع به هذه الإدارة هو حقيقة تكرارها لأسلوب وضع الأيديولوجية قبل مصالح الولايات المتحدة.
ويضيف «أن أكثر ما يثير الحيرة بما يخص الرئيس بوش هو التالي: إذا عملتَ لفترة طويلة كرئيس، ألن تريد أن يكون كادرك العامل في الإدارة من أحسن الأفراد الذين يمكن الحصول عليهم خصوصا فيما يتعلق بمسائل الأمن وقضايا الاستخبارات التي ظلت موضوعا للجدل في الكثير من القضايا ابتداء من هجمات 11 أيلول ومرورا بحرب العراق؟
وبعد أن يستشهد بقضية المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية وفضائحه مع نوابه ومعاونيه بعلم من بوش وإدارته يذكر فريدمان أن من وصفهم بأفضل خبراء وزارة الخارجية الأمريكية في شؤون العراق مُنعوا من الذهاب إلى العراق مباشرة بعد الغزو لأنهم لم ينجحوا في اختبارات ديك تشيني أو دونالد رامسفيلد الأيديولوجية، ليؤكد كاستنتاج أنه «حينما يتم تركيز السلطة بالطريقة التي اتبعها بوش تصبح أنت لوحدك المسؤول عندما تسير الأمور بشكل سلبي. وهذا هو ما يحدث الآن. ففكرة أن نسبة شعبية الرئيس سترتفع إن هو بدل وزير الخزانة مثيرة للضحك. فتبديله هو أشبه بتبديل شبح بشبح آخر.
أنا أفهم أن الولاء مهم لكن ما جدوى وجود طاقم من الملاحين موالين لك حينما تكون السفينة في طور الغرق? وكل ما يمكنك أن تحصل عليه هو أنهم سيستمرون بالإطراء عليك أثناء هبوط السفينة إلى قاع المحيط. أنا لا أفهم كيف يمكن للرئيس الذي سيتحدد كل إرثه بمعالجة قضية الأمن والاستخبارات بشكل صحيح، لكنه مع ذلك لا يتساهل بأي شيء إلا بهذين الملفين. وهذا ما يجعلني أتساءل: بم كان يفكر الرئيس عند اتخاذه لكل هذه القرارات?!»