سلطة عباس والاستقواء بالإسرائيلي

تحت عنوان «شريط أبو مازن، وتقرير غولدستون، والابتزاز الإسرائيلي» أبرزت صحيفة «معاريف» الصادرة الاثنين الماضي، أن إسرائيل هددت محمود بالكشف عن شريط يظهر فيه عباس وهو يحاول إقناع إيهود باراك، بمواصلة الحرب على قطاع غزة، وذلك في حال رفض عباس تأجيل البحث في تقرير غولدستون. وأشارت الصحيفة إلى أن القرار المفاجئ للسلطة الفلسطينية بتأجيل البحث في التقرير في مجلس حقوق الإنسان في جنيف يعود إلى التهديد الإسرائيلي بالكشف عن محتويات هذا الشريط لوسائل الإعلام وللجنة الأمم المتحدة.

وحسبما نقل موقع عرب 48 عن الصحيفة فقد تم عرض شريط يتضمن لقاءً بين محمود عباس وباراك، ووزيرة الخارجية في حينه تسيبي ليفني، حيث يحاول عباس إقناع باراك بمواصلة الحرب على قطاع غزة، في حين كان الأخير «متردداً» والأول متحمساً.

كما جاء أنه تم عرض شريط صوتي يتضمن مكالمة هاتفية بين الطيب عبد الرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية، وبين رئيس مكتب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي، حيث يقول فيه عبد الرحيم إن «هذا في الوقت المناسب للدخول إلى مخيمات اللاجئين جباليا والشاطئ، وأن سقوط هذين المخيمين يؤدي إلى إنهاء سلطة حركة حماس في قطاع غزة ويجعلها ترفع العلم الأبيض»، وأن عبد الرحيم لم يمانع في سقوط ضحايا مدنيين لأنهم  «كلهم انتخبوا حماس.. وهم اختاروا مصيرهم وليس نحن».

ولفتت «معاريف» إلى أن إسرائيل تفضل التزام الصمت حيال أبو مازن لكونها لا تريد المس به أكثر مما حصل.

وبينما ذكرت أن السلطة الفلسطينية تحاول في السنة الأخيرة الدفع باتجاه إقامة شبكة خليوية أخرى في الضفة الغربية لتضاف إلى تلك التي يقف على رأسها نجل أبو مازن، نقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الجيش يعارض الشبكة الخليوية الجديدة بادعاء التصادم في الموجات، ولذلك اقترح الجيش السقف الأدنى من الموجات الأمر الذي رفضته السلطة.

وبحسب المصدر الأمني نفسه فقد تم التلميح لكبار المسؤولين في السلطة بأنه في حال سحب طلب مناقشة تقرير غولدستون فإنهم سيحصلون على مساعدة في إقامة الشبكة الثانية.

وكانت الصحيفة ذاتها قد نشرت في شهر أيار ما مفاده أن مسؤولين إسرائيليين قد عبروا عن غضبهم من سياسة السلطة الفلسطينية مؤخراً بكل ما يتصل بمحاولات محاكمة ضباط الجيش والقيادة الإسرائيلية في المحكمة الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وقالت الصحيفة، في حينه، إن هناك وثيقة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، قدمت لوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، جاء فيها أن موقف السلطة الفلسطينية هذا يأتي بالرغم من أن كبار المسؤولين في السلطة ضغطوا بشدة على إسرائيل، خلال الحرب على قطاع غزة، من أجل إسقاط حركة حماس.

وبحسب «معاريف»، فقد جاء في الوثيقة المذكورة: «نلاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك توجها مقلقا في أداء السلطة الفلسطينية في عدد من المواضيع، بشكل لا يتماشى مع التعاون والتفاهمات القائمة بين إسرائيل والسلطة»...!