أصابع التفتيت والاقتتال الأمريكية توغل في تحركها.. اقتراح بتشكيل قوة مشتركة بالعراق
بالتزامن مع ما جاء من أنقرة حول تحولات في مواقف زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من جهة، والنفخ الأمريكي في بوق التنازعات بين مكونات الشعب العراقي تحت الاحتلال، من جهة أخرى، اقترح قائد قوات الاحتلال الأمريكية في العراق تشكيل «فرق أمنية أمريكية عراقية كردية مشتركة» لحماية المناطق «المتنازع عليها بين العرب والأكراد من هجمات المسلحين»!!
وصرح الجنرال ريموند أوديرنو في مؤتمر صحفي بمقر قيادته القريب من بغداد أن الترتيب الأمني الثلاثي سيكون- في حالة الموافقة عليه- شبيهاً إلى حد ما بمهمة أمريكية لحفظ السلام بين القوات المتنافسة في نزاع قابل للانفجار بشأن الأرض والسلطة والنفط.
وأضاف أن هذه الترتيبات لن تبقى لفترة طويلة وتهدف «لبناء الثقة بين القوات العراقية والكردية» (البشمركة).
وذكر أوديرنو أنه ناقش هذا الاقتراح مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس إقليم شمال العراق مسعود البارزاني، وأن كلا منهما طلب منه بحث الفكرة على أن تبدأ لجنة ستشكل لهذا الغرض في مناقشة الاقتراح الشهر القادم.
وأضاف أنه لم يواجه أية معارضة من الطرفين بشأن «إقامة نقاط تفتيش ثلاثية مشتركة بين الجيش العراقي وقوات البشمركة بإشراف الجنود الأمريكيين»، مؤكداً أن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة تسعى «لإصدار أي قرار بأن هذه المنطقة المتنازع عليها تابعة لحكومة إقليم كردستان أو للحكومة العراقية».
وكـأن واشنطن لا مصلحة لها في تأجيج الفتن بين مكونات الشعب العراقي اتهم أوديرنو تنظيم القاعدة بانتهاز الانشقاقات بين العرب والأكراد لمهاجمة مناطق لا تخضع لحماية تذكر قرب الموصل وذلك بهدف إشعال «فتيل العنف» بين الطرفين، في إشارة إلى الخلاف الحاد على بعض المناطق في الشمال وتحديداً مدينة كركوك الغنية بالنفط إلى جانب بعض القرى والبلدات قرب مدينة الموصل.
من جهة أخرى، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن مجلس الوزراء وافق على مشروع قانون الاستفتاء العام على الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، وأقر إحالة مشروع القانون على مجلس النواب.
وقال الدباغ إن تشريع قانون خاص بتنظيم الاستفتاء- المقرر إجراؤه بالتزامن مع الانتخابات التشريعية يوم 16 كانون الثاني المقبل- «أمر ضروري ولا بد منه لتحديد كيفية اعتبار الاستفتاء ناجحاً من عدمه».