ما هي الكارثة الجديدة التي ستصيب المنطقة؟
أية كارثة تنتظر المنطقة بعدما ظهر كل من أسامة بن لادن ومن يسمى أبا مصعب الزرقاوي على شاشات التلفزة والإنترنيت ليتوعد كل منهما الأمريكان والصهاينة بالويل والثبور؟؟
زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وبعد غياب طويل، اعتبر أن مقاطعة حكومة حركة حماس دوليا تؤكد وجود حرب صليبية صهيونية على المسلمين، لكنه انتقد في الوقت نفسه «حماس» بسبب انتهاكها أحد المحرمات بانضمامها إلى ما أسماه «المجالس الشركية» ودخولها البرلمان، ولم ينس أن يدعو المسلمين إلى الجهاد في إقليم دارفور السوداني!
أما أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق، فقد تعهد بتصعيد الهجمات وإلحاق الهزيمة بالقوات الأميركية، وقال في أول تسجيل مصور له من داخل العراق: «والله لنهزمنّ أميركا في العراق ولنخرجنها من أرض الرافدين مهزومة ذليلة حقيرة».
أولاً، يجب التأكيد أن كل عمل مقاوم وشريف استهدف الصهاينة والأمريكيين وأنزل بهم الخسائر البشرية أو المادية، وجعلهم يندمون على اللحظة التي فكروا فيها بغزو المنطقة، سواء في العراق أو فلسطين أو في لبنان، أو حتى في أفغانستان، لا علاقة لكليهما به..
أما كل عمل إجرامي استهدف المدنيين الأبرياء سواء في العراق أو في أفغانستان، أو حتى في الهند وباكستان، وكان أكبر المستفيدين منه الصهاينة والأمريكيين، فكثير من الدلائل تشير بأنه قد يكون لهذين (المجاهدين) يد طولى فيه!!
أما بعد، فلقد اعتاد الناس، بعد كل تصريح يصدر عن هذين الرجلين الغامضين في سلوكهما وأهدافهما، أن يترقبوا حدوث ما لا تحمد عقباه، فتوقيت ظهور كل منهما ارتبط تاريخياً بكل المحن التي تعرضت لها المنطقة في السنوات الخمس الأخيرة، وكأن تصريحاتهما تقوم بالقصف التمهيدي الأمريكي الذي يشرعن العدوان، وهذا ما كان بدءاً بأحداث الحادي عشر من أيلول التي كانت الذريعة لتمرير كل المخططات الأمريكية ليس فقط في المنطقة وإنما في العالم بأسره، مروراً بغزو أفغانستان واحتلال العراق، وإعادة انتخاب بوش الابن، وتهديد السلم الأهلي في مصر ولبنان والخليج العربي والسودان، وأخيراً وليس آخراً التلويح بالعدوان على إيران واحتمال التدخل في دارفور والتصعيد الشديد ضد حماس لإسقاطها، بالإضافة طبعاً للهجمة الأمريكية العنيفة على سورية..
فما هي الكارثة الجديدة التي ستصيب المنطقة في هذه الأجواء المضطربة؟ وما هي الذريعة الجديدة التي سيحصل عليها الأمريكان مجاناً ليخطوا خطوتهم الإجرامية التالية؟؟
وحذر الزرقاوي الجماعات المسلحة الأخرى بالعراق من عواقب التخلي عن العمل المسلح والانسياق وراء ما اعتبرها مشاريع مضللة للاندماج بالجيش والشرطة بالعراق. وقال إن "من ينخرط في مثل هذه الأجهزة العميلة فوالله ليس لهم عندنا إلا السيف البتار وبيننا وبينهم ليال ووقائع تشيب لهولها الولدان".
وأضاف أن هناك تعتيما إعلاميا على حقيقة ما يجري في العراق، مؤكدا أن هناك "ملاحم وبطولات تهب علينا نسائمها تترى" معتبرا أن الأمة الإسلامية يجب أن تفخر بذلك وتحمد الله على ما اعتبر أنها إنقاذ لأهل السُنة في العراق.
وفي إشارة للأوضاع في فلسطين، قال الزرقاوي "نحن نقاتل في العراق وعيوننا على بيت المقدس الذي لا يسترد إلا بقرآن يهدي وسيف ينصر".