الولايات المتحدة تقترب من المواجهة مع إيران

اتهم الرئيس الأمريكي بشكل مبطن عملاء إيران بممارسة دور في توفير أسلحة خارقة للدروع إلى من وصفهم بـ«المتمردين» العراقيين لقتل عناصر القوات الأمريكية، لكنه تراجع عن ادعائه اتهام أي من القيادات في الحكومة الإيرانية الضلوع في هذا الأمر.

«هل يعني هذا أنك تحاول أن تحصل على ذريعة لشن الحرب على إيران؟ كلا. إنها تعني بأني أُحاول حماية قواتنا،» حسب قول الرئيس الأمريكي لوسائل الإعلام.

شملت الادعاءات هذه اكتشاف مخبأ للأسلحة والعتاد في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد. ادعى مسؤولون عسكريون أمريكيون أن ذلك كان آخر اكتشاف، ومن المحتمل الدليل الأقوى، على تورط إيران في دعم «المتمردين» المعارضين للوجود الأمريكي في العراق.

إن تصريحات المسؤولين الأمريكيين ومزاعم مخبأ الأسلحة، تعني تعزيز ادعاءاتهم بأن طهران تُزود مجموعات مليشيات طائفة (الأغلبية) في العراق بالأسلحة، حسب مقالة نُشرت في الاهرام الأسبوعية المصرية.

كما أن مخبأ الأسلحة، حسب تلك التصريحات، يتضمن عبوات ناسفة على جوانب الطرقات متطورة وسببت مقتل حوالي 170 من ألـ 3400 قتلى قوات الاحتلال الأمريكية في العراق.

تفاعل وبسرعة مع هذه الادعاءات العديد من الخبراء بالرد عليها، واتفقوا مع الرئيس الإيراني، الذي وصف مؤخراً اللهجة الأمريكية المنمقة وادعاءات بوش كمحاولة أخرى منه لإخفاء فشل إدارته في كسب الحرب على العراق، بغية تبرير وتوسيع الوجود الأمريكي في البلد الذي دمّرته الحرب، بعد حوالي أربع سنوات من فشل الاحتلال تحقيق الأهداف أهدافه المرسومة.

ولكن يظهر هذه المرة أن الادعاءات الأمريكية غريبة. كما أن ادعاء مخبأ الأسلحة أصبح يستخدم حالياً لدعم الادعاءات الضعيفة التي أطلقها بوش بتورط إيران في الشأن العراقي. وتبدو مناورة مكشوفة لا يمكن الدفاع عنها. وتهدف إلى ضرب العلاقة القائمة بين حكومة طائفة (الأغلبية) في العراق وبين إيران. 

كان خطاب بوش في العاشر من كانون الثاني أبعد من مجرد إرسال 21.500 جندي إلى العراق، بل شكّل أول علامة قوية لتعميق جهود إدارته إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط ووضعها تحت السيطرة الإمبريالية الأمريكية.

 ■ ترجمة د. عبد الوهاب حميد رشيد

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 12:16