«... والأيادي الملطخة»
* ... لن أشغل وقتكم بالكتابة عن المرشحين.. لا باعتبار ما كان بل باعتبار ما سيكون.. وقد باركت لهم من الزاوية الفائتة «والمبروك ممتد.. إلى نهاية الدور التشريعي التاسع ـ وقد ركبوا له مصعداً ـ مرفوع إلى جميع الأعضاء المرشحين المنتخبين ورئيس المجلس وأمانته وهيئته.. بارك الله بهمتكم.. مواطنين شرفاء.. مقاتلين في سبيل الحق والحرية ونصرة المظلوم.. رافعين أصواتكم بالصياح المدوي..
«سندعس على رقبتك أيها الفساد..
سنبصق في وجهك أيتها البطالة..
أما أنت أيها الغلاء.. ويحك.. يا بن خضراء الدمن لسوف نهينك.. ونجعلك مسخرة..»
ولن نترك صاحب حاجة ولا صاحب مظلمة ولا صاحب شكوى إلا وننصفه.. بل لسوف نفتتح ديواناً «لرد المظالم» كما فعل الخليفة العادل النبيل الديمقراطي قولاً وفعلاً «عمر بن عبد العزيز بن مروان حفيد الفاروق عمر رضي الله عنهما»
* .. لن أشغل وقتكم.. لأنكم تعرفون ما سيكون من السادة «الأعضاء» الغيورين على مصالح الشعب.. وخاصة أولئك الذين تكلفت حملاتهم الملايين من فوق الطاولة.. والعشرات من تحت الطاولة.. وهم حتى الآن لم نعرف عنهم أنهم أووا مشرداً أو شغلوا عاطلاً.. أو دفعوا ضريبةً أو افتتحوا «عملاً منتجاً»، أموال تتكوم وتتكدس «وتهرب وتسرّب.. إلى بنوك وبيوتات مالية بعضها أمريكي وجلها يهودي.. والمخفي أعظم»
ومع ذلك نقول: بأنهم سيدخلون المجلس ويرفعون الصوت.. والصدى.. وسمعت أنّ أحدهم سيفتتح عهده بموال عتابا يشكر فيه الناخبين على نفسهم وحسن خيارهم
* .. بكل الأحوال.. إذا أردت أن أكتب جملة واحدة جدية في هذا «المآل» فإنني أقول ما يلي:
«إنكم تصعدون.. إلى مجالس الشعب منذ عام 1972 وتدخلونه وتقسمون اليمين.. وتظهر صوركم التلفزيونية الصامتة في مجلس الشعب ـ وأحياناً تكون ناطقة.. وإننا لنرجو منكم ولو لمرة: أقنعونا أن هذا المجلس «الشعب» بقضاياه وهمومه وأحلامه وطموحاته الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. تعنيكم ولو لثانية واحدة.. وحينها.. افقؤوا في عيون حاسديكم حصرمة».
.. وبالمناسبة: لماذا لم يذكر أحدٌ منكم في بياناته أو شعاراته الانتخابية.. أو تحت صورته الباسمة كلمة ذات مغزى كمثل:
«سنناضل من أجل استرداد الجولان المحتل»
.. ألا يوجد «جولان محتل» في ذهن أحد منكم أو في برنامجه أو شعاره.. اللهمّ إلا في ملصق وحيد قبالة المعرض القديم «بعنوان كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار» للمرشح علاء عرفات..
«هذا سؤال لا أكثر.. أما الجواب عليه..
فيستحق أن تسألوا عليه بأدوات مختلفة.. قد يستغرب المواطنون.. أما أنا فإنني لن أستغرب.. لأنني أعرف.. ما في البير.. وما تحت غطاه»
.. ومن ثم
* .. فإن بعد المجلس نأتي إلى هذا الخبر، فإسرائيل تفكر بالإفراج عن بعض «من تلطخت أيديهم بدماء الإسرائيليين» مقابل «شاليط»..
وماذا في الأمر.. «يا أولاد البلاّعة» منذ ثمانين عاماً لم تتركوا لكم يداً وقلباً وقدماً وعيناً وفكاً إلا وتلطّخ بدمائنا.. وها أنتم.. صرتم تسيدون وتميدون في العواصم العربية.. فلكم- ويا للكارثة- حلفاء في المنطقة الخضراء ببغداد «وأصحاب حتى الموت» في الأكثرية اللبنانية.. وأصحاب «من الروح للروح» في الخليج تحت الطاولة وفوقها «ولمصر مبارك أنتم أهل وجدان ولكم في موريتانيا سفارة وفي أرتيريا عمارة وفي الصومال مجزرة متنقلة.. وتونس وما أدراك ما تونس والمغرب.. حتى صرتم أكثرية في الجامعة العربية لا يقضى أمر إلا بمعرفتكم وموافقتكم..
ولا ندري إن كان السيد «عمرو موسى باعتبار ماضيه الناصري السحيق في قدمه «قد قدّم لكم قوائم بأسماء قتلاكم «العرب» الذي تجاوزوا المليون وهم مع الجرحى والمشردين يزيدون عن العشرة ملايين عربي ثم تفكرون أن تفرجوا «عن بعض من تلطّخت أيديهم»... «آخ لو تجتمعون في شخص واحد فكم ستتلطخ يداي وحينها لا تفرجوا عني.. بل لأذهب هباءً منثوراً»
... تفووه على هذا الزمان الكلب.. المسعور وعلى عدالته السفيهة.. وفي وجهه الأشوه
سنهتف.. «لنلطخ أرواحكم برمزية الشعار: فلسطين عربية وستبقى عربية من البحر.. إلى النهر.. ومن الجليل إلى العقبة..»
.. نعم هكذا «طقّوا افقعوا».. والأدهى لكم.. إنها سوف تعود.. وأنا لم أعد أرى ذلك بعيداً.. اللهم كحّل عيوننا بذلك اليوم يا أرحم الراحمين..
«سنعود.. نعم سنعود.. فلطخوا حياتنا
كيفما شئتم.. ستعود حجراً بحجر وزيتونة بزيتونة وموجة بموجة ويافا بيافا ولدّاً بلدّ وقدساً بقدس.. وأنتم «ستعبرون في الكلمات العابرة إلى مزبلة نيويورك وتتكومون تحت قدمي الآنسة «شوشولينا» هذا اسم صاحبة تمثال الحرية في نيويورك- اسم نحته لها من اسم.. الغانية الإيطالية التي فازت منذ سنوات في البرلمان الإيطالي لأنها تعرت للجمهور.. كي تقنعهم «بروعة أفخاذها الديمقراطية» وقد اقتنعوا بل «أقنعتنا جميعاً» ومن يومها «احترم ذوق الطليان فلا حق عليهم» «اخرجوا من ديارنا يا أولاد الكلب»
.. ويبقى أن:
... نقول.. إن الشيخ المعمم.. السيد الباسل المقاوم الفذ.. أبو الشهيد وأمين عام الشهداء «حسن نصر الله» سدد لكلمه «ديمقراطية بليغة» لدعاتها في لبنان وخارجة قال لهم:
ـ هلموا إلى الانتخابات.. فقالوا: لا
ـ هلموا إلى الاستفتاء.. فقالوا: لا..
ـ هلموا إلى الوحدة.. فقالوا: لا..
* .. هلموا إلى حماية الوطن ومنعته.. فقالوا: لا
فقال لهم.. لا بأس.. «نصبر إلى أن يحين موعدكم الديمقراطي»
*.. وحتى يحين ذلك الموعد سيقولون ما يلي:
«... لقد جهزنا السكاكين وفجرنا الحرب الأهلية وكنا قد بعنا السيادة والاستقلال لأمريكا وها نحن نهدي الحرب الأهلية بكل عددها وعدتها ـ وأرشيفنا يشهد ـ «لإسرائيل ومن معها ومن والاها».. وسيفوت الموعد الديمقراطي..
* أيها السيد المعمم.. أعرف أنك لا تصدقهم..
.. ولكن لمن «يواليهم.. ويحالفهم» عندنا وعند سوانا..
«ترى هل قرأتم سطور هذا الشيخ الديمقراطي البطل في وجه العدو الغاصب.. واليمامة مع أبناء شعبه»
... وهل وصلتكم ردود «أصحابكم» الديمقراطيين الفاشيست.. ألن تقولوا شيئاً.. لا بأس.. لن تقولوا.. ولات ساعة مندم؟