الشرع: عمر الإمبراطورية الأمريكية قصير.. وسورية مستعدة لمواجهة العدوان
أكّد نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع في محاضرة بمناسبة عيد الصحافيين أقيمت في دمشق يوم الثلاثاء 14/7/2007 أن سورية تستعد لمواجهة عدوان إسرائيلي محتمل، وإن كانت لا تريد الحرب، موضحاً أن دمشق لن تحضر المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، حتى لو دعيت إليه، وعبر الشرع عن أسفه للدور شبه المشلول للسعودية، محمّلاً بشكل غير مباشر مسؤولية فشل اتفاق مكة.
وأكد الشرع، أن «سورية لا تريد الحرب وإسرائيل تعرف ذلك، وسورية تستعد لأنها عرفت ولمست أن إسرائيل تريد أية ذريعة من أجل شن الحرب» مضيفاً: «يجب أن نكون على استعداد لرد أي عدوان إسرائيلي». وتابع: «قالت سورية منذ سنوات إن السلام خيار استراتيجي، إلا أن هناك خيارات أخرى لم تلغها القيادة السورية».
وشدّد الشرع على أن بلاده «تريد علاقات قوية واستراتيجية مع السعودية، لكنها لا تستطيع أن تفرض ذلك، فالعلاقات بين الدول تحتاج إلى جانبين»، مضيفاً أنه «خلال 36 سنة من العلاقات مع السعودية، لم يكن هناك أي سوء فهم، مع أن وسائل إعلام سعودية تتحدث مراراً وتكراراً بسلبية مؤسفة عن سورية خلافاً لوسائل الإعلام السورية»، آملاً «ألا يتكرّر ذلك».
وأضاف الشرع أن «الرئيس بشار الأسد في الرياض حاول عقد قمة ثلاثية مع مصر والسعودية، لكنهم لم يقبلوا. لم يجرؤوا على ذلك»، معرباً عن أمله «أن تأتي قمّة دمشق وهم أكثر قدرة واطمئناناً».
وفي سياق المحاولات التطبيعية الإسرائيلية، رأى الشرع أن «إسرائيل لن تستفيد، وهزيمتها قبل عام في لبنان أكبر مؤشر على ذلك. إن التطبيع بينها وبين العرب سيفشل كما فشلت في عدوانها الأخير على لبنان». ونوه بأهمية الانتصار الذى حققته المقاومة اللبنانية خلال تصديها للعدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن «هذا الإنجاز التاريخي سيفشّل أي محاولات إسرائيلية للسيطرة على المنطقة».
ورأى الشرع أن «عمر الإمبراطورية الأميركية قصير إذا ما قيس بإمبراطوريات أخرى لأن حساباتهم خاطئة. هذا لا يعني أنهم سينتهون كدولة عظمى، لكن لن يتمكنوا من تنفيذ أحلامهم في السيطرة على الشرق الأوسط والعالم».
واتهم الشرع الولايات المتحدة بإطلاق سياسة المحاور، نافياً وجود محور سوري ـــــ إيراني. وشدّد على أن «سوريا وإيران لا تتنافسان، وإن اختلفت رؤاهما قليلاً، إلا أن علاقاتهما استراتيجية، لكنها ليست عمياء، بل ترى كل التفاصيل بحكم التطورات».