ماذا وراء الأكمة يا سليمان؟
أجرى اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية سلسة من الاجتماعات خلال زيارة له إلى الولايات المتحدة مع عدد من كبار مسئولي البيت الأبيض بالإضافة إلى رئيس المخابرات المركزية الأمريكية لبحث عدد من «الملفات الأمنية الهامة بين البلدين».
وسادت توقعات قبيل تلك الاجتماعات بأن «مباحثات» اللواء سليمان في واشنطن ستتركز على «العلاقات الثنائية»، أي في كلمات أخرى، جملة التدخلات والإملاءات الأمريكية الخاصة بتطور المسارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والديمقراطية في مصر، إلى جانب جملة قضايا من بينها:
● عدم تصدي مصر لعملية تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر الحدود المصرية.
● وجهة النظر المصرية بشأن التعامل مع حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة، مع التحذير من مغبة قيام إسرائيل باجتياح القطاع لما سيحمله ذلك من انعكاسات على الأمن القومي المصري.
التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.
● التلميحات الإسرائيلية المتكررة بشن حرب على سورية
● الوضع في العراق، بعدما تردد عن نية واشنطن سحب جزء كبير من قواتها مع إحلالها بقوات عربية على رأسها مصر.
● البرنامج النووي الإيراني، واحتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران.
● دارفور بعد موافقة حكومة الخرطوم على نشر قوات مختلطة على أن تكون غالبيتها من الدول الأفريقية
● إمكانية أن تتسلم مصر رعاياها المعتقلين في معتقل غوانتنامو.
وفي ضوء ضخامة كل هذه الملفات، ووضوح دور النظام المصري المتآمر على الشعوب العربية وقضاياها بمن فيهم الشعبين المصري والفلسطيني، يبرز السؤال عما سيحمله اللواء سليمان في جعبته من تعليمات أمريكية جديدة لقيادته، التي ستتابع لعب دور الانقياد وراء واشنطن على الرغم من كل تصريحاتها الكلامية الرافضة لشن الحرب على سورية أو إيران أو الحرص على فلسطين ولبنان والعراق، وهي التي تفتح عملياً قناتها لمرور القطع الحربية الأمريكية للاحتشاد في الخليج، تماماً كما فعلت في التحضير لضرب العراق على دفعات متتالية وصولاً إلى احتلاله حتى الآن.