«بي.بي.سي»: لندن أجازت دفع ملياري دولار لبندر في «اليمامة»
أكدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن وزارة الدفاع البريطانية وافقت على مدفوعات سرية للسفير السعودي السابق في الولايات المتحدة الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز في إطار صفقة اليمامة للأسلحة.
وقالت الهيئة إن وزارة الدفاع أجازت «دفع فواتير ربع سنوية» على مدى عقد للأمير بندر تحول لحسابه في الولايات المتحدة بلغت إجمالا أكثر من مليار جنيه إسترليني أي ما يعادل ملياري دولار، تقديرا «لخدمات الدعم» المتصلة بعقد اليمامة بين وزارة الدفاع السعودية وشركة الأسلحة البريطانية (بي.أي.إي سيستمز).
ويأتي الكشف عن هذه المعلومات وسط مطالبات متزايدة بإجراء تحقيق كامل في صفقة اليمامة في أعقاب قرار الحكومة أواخر العام الماضي إلغاء تحقيق يجريه مكتب جرائم الاحتيال الخطيرة بشأن الصفقة.
وفي معرض ردها على المزاعم التي وردت في برنامج بي بي سي قالت وزارة الدفاع إن «التعقيب على هذه المزاعم قد يتضمن الكشف عن معلومات سرية عن اليمامة، ما قد يؤدي إلى الضرر الذي يهدف إنهاء التحقيق إلى الحيلولة دون وقوعه»، مستدركة أن ذلك لا يعني الإقرار بما ورد في البرنامج.
وكان الأمير بندر وشركة «بي.أي.إي سيستمز» نفيا ارتكاب أية مخالفات في الصفقة المتعلقة بشراء وصيانة مقاتلات «تورنيدو» والتي أبرمت في عهد رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر منتصف الثمانينيات.
وقال المسؤول السعودي إن «كل المبالغ التي تم التطرق إليها كانت من حسابات حكومة المملكة العربية السعودية تم تحويلها إلى حسابات حكومية سعودية أخرى في الولايات المتحدة وليست إلى حساباتي الشخصية».
وكان مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة تخلى في كانون الأول الماضي عن مواصلة تحقيقات استمرت عامين في صفقة اليمامة، بعدما أبلغته الحكومة أن تلك التحقيقات تعرض للخطر «الأمن القومي والدولي».
أما السعودية فأشارت إلى أنها ستلغي العقد الدفاعي الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات إذا استمر التحقيق بشأنه، وهددت بإلغاء صفقة جديدة لشراء مقاتلات «يوروفايتر».
المفارقة أن هذا الكشف يتزامن مع تردد اسم بندر كعراب جديد يعمل لصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة، وفيما لا يستبعد قيام هذه التحويلات لصالحه، يبدو أن هناك من يريد من خلال فضحها غمسه أكثر فأكثر في العمالة كي لا يفكر بأي اتجاه آخر.