كاسترو يرد: سيدرك الأوروبيون قريباً إلى أين قادتهم الإمبريالية!

ردت كوبا بلسان قائدها التاريخي فيديل كاسترو رداً حازماً، على الاستنتاجات المتعجرفة لمجلس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي المتعلقة بشروط العلاقة مع كوبا، حيث كان هذا المجلس قد أصر على إبقاء العقوبات على هذا البلد الاشتراكي الصغير، بسبب «عدم تبدل وضع حقوق الإنسان فيها»، ولأن «النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في كوبا لم تطرأ عليه أي تغيرات».

وجاء الرد الكوبي مؤلفاً من عشرة بنود أكد أهمها أنه «لا يمكن قيام حوار كوبي مع أوربا إلا إذا كان حواراً بين أصحاب سيادة ومتكافئين». و«إذا ما كان الاتحاد الأوروبي يرغب بإجراء أي حوار مع كوبا، فمن واجبه أن يلغي العقوبات نهائياً»، كما رأى أن استنتاجات المجلس، جاءت على نحوٍ «افترائي» في قضايا ذات طابع داخلي كوبي بحت، فتصدر أحكاماً تعتبرها كوبا مهينة وغير مقبولة وترفضها بشدة.

وركّز الرد على تبعية الاتحاد الأوروبي المذلّة للولايات المتحدة، والتي تجعله عاجزاً عن اتخاذ مواقف تقوم على أساس المصالح الأوروبية، وأشار إلى نفاق الاتحاد المخجل وهو يسكت عن أعمال التعذيب الأمريكية في قاعدة غوانتانامو البحرية، التي تغتصب جزءاً من الأراضي الكوبية، وفي أبو غريب، ويخضع لها حتى مواطنون أوروبيون.

إن الاتحاد الأوروبي، كما وصفه رد كوبا، «يطبق الصمت بوقاحة عن خطف الأشخاص على يد الخدمات الخاصة الأمريكية في بلدان عدة، وقد قدّم أراضيه للتعاون مع الرحلات الجوية السرية التي قامت بها السي آي إيه، ولفتح سجون غير مشروعة في بعض دوله. ولم يقل كلمة واحدة أيضاً عن عشرات الأشخاص الذين ضاع أثرهم في تلك الظروف ولا عن مئات الآلاف من المدنيين الذين اغتيلوا في العراق».

ويضيف الرد أنه قد «تم اقتياد الاتحاد الأوروبي من قبل الولايات المتحدة إلى طريق مسدود لا مخرج مشرِّف منه. لقد انتهت الحرب الباردة بانتصار النزعة الاستهلاكية الفعلية للرأسمالية المتقدّمة في وجه الرغبة بالاستهلاك التي أيقظتها هذه النزعة عند جماهير واسعة من المعسكر الاشتراكي ومن الاتحاد السوفييتي نفسه»..

ورأى أن الأوروبيين سيدركون بأنفسهم ذات يوم «إلى أي وضع أخرق قادتهم الإمبريالية، وسيتفهمون إقدام بلد من الكاريبي على قول الحقائق اللازمة لهم. وإن

الاجتماع الأخير للاتحاد الأوروبي حول مستقبل معاهدة الاتحاد كان دليلاً آخر على الانهيار الأخلاقي السائد».

وبيّن الرد في موضوع الطاقة، أنه «يُلاحَظ استجداء الحكومات الأوروبية للوقود في المناطق القليلة التي لم تستولِ الإمبراطورية الأمريكية عليها، وأوضح من ناحية أخرى، أن من شأن أوروبا أن تهتم بكونها المنطقة الأكثر تضرراً من الاحتباس الحراري المناخي، وأن مرافئها الشهيرة والحديثة هي المرشح الأكبر للغرق في المياه.

وبين أخيراً أن «الأموال الأوروبية ليست أموال المجموعة، وإنما هي أموال الشركات عابرة الأوطان، ويمكنها في أية لحظة أن ترحل إلى البلدان ذات اليد العاملة الرخيصة بحثاً عن الربح».