أحداث لندن: تحذير أمريكي مبكر
تتواصل التحقيقات في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينتا لندن وغلاسكو البريطانيتان مؤخراً، وسط تلويحات بتوجيه أصابع الاتهام فيها مسبقاً إلى مسلمي بريطانيا الذين سارعوا إلى إدانة ما اعتبروه «محاولة لضرب وحدة البريطانيين».
أنشطة وطرود مشبوهة، سيارات مفخخة لم تنفجر، ومحاولة اقتحام مطار غلاسكو في اسكتلندا، وإغلاق احترازي لمطار هيثرو في لندن، وإغلاق شوارع في اسكتلندا وبريطانيا، هي جملة تطورات مفاجئة أعقبت وصول غوردون براون لسدة رئاسة الحكومة البريطانية خلفاً لطوني بلير سيء السمعة، واعداً، أي الأول بالقطيعة مع سياسات الثاني، ولاسيما لجهة تبعيته المطلقة لواشنطن وتلويحه بسحب القوات البريطانية من العراق.
وتحمل هذه التطورات أحد احتمالين متكاملين، وهما إما أن واشنطن توجه عبر عملائها، سواء كانوا من الجماعات الإسلاموية، أو غيرها، رسالة تحذير مشددة لبراون من مغبة التفكير بالانفكاك من فلكها، أو أن الأخير يريد مسبقاً التنصل من وعوده الانتخابية أمام قواعده الحزبية والشعب البريطاني المستاء من تركة بلير، وإيجاد مبررات ذاك التنصل، لكي يبقي على تلك التركة بشكل آخر تحت الذريعة ذاتها، وهي «الحفاظ على الأمن الوطني الذي يستدعي استمرار الارتباط مع واشنطن ضمن التحالف معها في الحرب الكونية على الإرهاب»، ويبد أن ذلك آتي أُكله حيث سارع براون إلى طمانة واشنطن بخصوص «ثبات السياسة البريطانية بخصوص العراق وأفغانستان»!!