جمّول تعود حمراء إلى ساحتها لتجدّد الأمل بالمقاومة والعدالة
تحت هذا العنوان كتب نادر فوز في صحيفة الأخبار اللبنانية مادة حول إحياء الحزب الشيوعي اللبناني للذكرى الخامسة والعشرين لانطلاق أولى عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية «جمول» يوم 18 أيلول 1982، ضد مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من منطقة الظريف في العاصمة بيروت، وتحديداً أمام صيدلية «بسترس»، ما مهد مع عمليات أخرى استهدفت القوات الغازية لخروجها «ليل 27-28 أيلول من بيروت لتتحرر العاصمة العربية الوحيدة التي اجتاحها الجيش الإسرائيلي»..
وفي التفاصيل يوثق الكاتب أن «مازن ورفيقيه حصلوا على قنبلتين يدوّيتين مخبأتين في منزل أحد الأقارب. جابوا طريق «مستشفى الأطباء ــ الصنائع»، حيث افترق عن المجموعة أحد العناصر لينفّذ عملية استطلاعية أخيرة. أكمل الآخران طريقهما وانتظرا عند مدخل الزاروب المؤدي إلى منطقة الظريف، والذي لا يبعد إلا أمتاراً قليلة عن صيدلية بسترس، مكان تنفيذ العملية. عاد الرفيق من مهمته مبتسماً، وأخبر الآخرَين تفاصيل تمركز الجنود الإسرائيليين الثمانية. بهدوء، انتزعا حلقتي أمان القنبلتين، خرجا وسارا أمتاراً قليلة، ثم وقفا في وجه الإسرائيليين، ورميا قنبلتيهما وعادا أدراجهما من حيث أتيا» ليدشنوا العملية الأولى لـ«جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية».
وذكرت الصحيفة أن الحزب الشيوعي اللبناني احتفل بمرور خمسة وعشرين عاماً على إطلاق «جمّول»، في المكان الذي انبثق منه «فجر الأمل، فجر جبهة المقاومة المعلن بدايات العدّ العكسي لعصر الهزيمة»، كما تشير اللوحة التذكارية، مكان انطلاق العملية الأولى للجبهة.
وتابعت أن «بسترس» ارتدت، كما كل عام، حلّتها الحمراء التي نبذها أهل بيروت المحرّرة. سيطرت الأناشيد الثورية على أجواء المنطقة، فكانت أغاني خالد الهبر ومارسيل خليفة وأحمد قعبور وغيرهم، رغم تخلّي بعضهم عن قضيّته، وسيره وراء الطبقة الحاكمة.
احتّل الشيوعيون الطريق، نشروا أعلامهم، وهتفوا باسم المقاومة والعدالة الاجتماعية والعلمانية. «على خط النار»، «ما بيدوم»، هتف بها الشيوعيون، غير آبهين بانحسار حجم شعبيّتهم، أو متناسين الأوضاع التي يعيشونها اليوم بين أنياب المعسكرات والتحالفات الطائفية الأخرى التي «تتناتش» قادتهم التاريخيين.
الكلمات في الاحتفال أكدت أن «جمّول» لم تستأذن من أحد ولم تكن بحاجة لأكثرية الثلثين أو الأكثرية المطلقة لتنطلق، وأنّ «قرار إطلاق جبهة المقاومة اكتسب شرعيته الشعبية قبل السياسية»، وأن رأس المقاومة اللبنانية اليوم بات مطلوباً رغم أن المشروع الأميركي ــ الإسرائيلي سينحدر اليوم كما انحدر عام 1982..
القائمة بأعمال سفارة كوبا في لبنان ماريا إيزابيل فيلاسكيز، حيّت من جانبها جبهة المقاومة وشهداءها وشهداء مجازر صبرا وشاتيلا. وأطلقت سبع حمامات لكل من عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، والأسير المحرر أنور ياسين، والمعتقلين الكوبيين الخمسة في سجون أميركا، في حين أكد سمير القنطار في ختام رسالته الموجهة للمحتفلين «أن شعار المرحلة يجب أن يكون: المقاومة باقية».
أما نائب الأمين العام للحزب الشيوعي، سعد الله مزرعاني، ففقد أشار في كلمة المكتب السياسي إلى «أنّ التعاون مع إسرائيل بالأمس، والتعاون مع واشنطن اليوم، ليس هو السبيل الصحيح المفضي إلى السيادة والحرية والاستقلال». ورأى أنّ الفراغ والانقسام السياسي وتفاقم الاستقطابات المذهبية، تكوّن إشارات خطيرة لتفاعل الأزمة الداخلية، ولـ«إغراق المقاومة وتحويل الانتصار على العدو الصهيوني وشريكه الأميركي» في الأزمة السياسية والأمنية، ما قد يتحول إلى حرب أهلية لبنانية. وشدد على أنّ الأولوية هي لمنع الانفجار الأهلي، وأنّ «تأجيل الحل الإنقاذي الديمقراطي الحقيقي يساوي ضياع لبنان».