الشيوعي اليوناني يعزز من مواقعه البرلمانية..
تمكن الحزب الشيوعي اليوناني، والتحالف اليساري (غير الشيوعي) من الاستيلاء على المقاعد التي خسرتها الأحزاب اليونانية الكبرى نتيجة الانتخابات التشريعية التي شهدتها اليونان يوم الأحد الماضي، بمعنى أن ما خسرته تلك الأحزاب نتيجة الاستياء الشعبي من سياساتها ذهب لليسار اليوناني دون غيره بما يعكس اتجاهات ميل الرأي العام اليوناني، رغم امتلاك الأحزاب الكبرى لكل مصادر النفوذ والقوة والانتشار.
بعض التحليلات رأت أن اليونانيّين تخطوا «التأثير السياسي» للحرائق المدمّرة التي قتلت 65 شخصاً ودمّرت مساحات تقدر بآلاف الآكرات من أراضي الغابات والأراضي الزراعية الشهر الماضي، بالمشاركة تصويتاً في الانتخابات البرلمانيّة، وأنه رغم فوز المحافظين إلا أن هؤلاء فقدوا بعض الدعم بعدما آثر قسم من الناخبين أن يكونوا أقلّ صفحاً واختاروا الميل نحو عدد كبير من الأحزاب الصغيرة عقب سلسلة من الفضائح المالية بالإضافة إلى حرائق الغابات.
وفي نتائج الانتخابات، حاز «حزب الديمقراطية الجديدة» على 41.8 في المائة من الأصوات، ونال 152 مقعداً برلمانياً من أصل 300 مقعد (خسر 13 مقعداً)، فيما منح الناخبون 38.1 في المائة من أصواتهم للاشتراكيّين. ونال حزب «لاوس» اليميني المتطرّف 3.7 في المائة من الأصوات، متجاوزاً بذلك النسبة المطلوبة لدخول البرلمان وقدرها 3 في المائة، فيما فاز «الحزب الشيوعي اليوناني بـ 8.15 في المائة من الأصوات (22 مقعداً) بعدما كانت نسبته في الدورة الماضية 5%، والتحالف اليساري «سيريزا» بـ 5 في المائة من الأصوات (14 مقعداً).
يشار إلى أن الحزب الشيوعي اليوناني هو تنظيم وطني وأممي عريق في اليونان، وهو رغم التضييق الواسع عليه بحكم سطوة الأحزاب الكبيرة يتمتع بنفوذ واسع في صفوف النقابات، والحركات الشعبية المناهضة للحروب الأمريكية التي انضوت بدعوات منه في تظاهرات حاشدة مناهضة للسياسات الأمريكية في أكثر من مناسبة، وهي النقابات والحركات التي تجري محاولات حثيثة لتغييبها من جانب الأحزاب الكبيرة من تيارات اليمين ويسار الوسط، ولديه محطتا إذاعة وتلفزة محلية، ولكن القاعدة تقول «لا يهم من يصوت وإنما المهم من يقوم بعدّها»!!