الباكستانيون من تحت الدلف لتحت المزراب، والاثنان أمريكيان..!
ضمن محاولاتها المستميتة للعودة إلى سدة الحكم في بلادها في ظل الحواجز التي يضعها بوجهها الحاكم العسكري لباكستان، ومنافس حزبها على سدة الرئاسة هناك الجنرال برويز مشرف، كثفت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو جهودها لإقناع الإدارة الأميركية بأنها «ستكون حليفة أفضل لها» فيما يسمى بحربها على الإرهاب.
بوتو التي حاولت استرضاء واشنطن خاطبت جلسة استماع أمام الكونغرس الأميركي لتأخذ أوراق اعتمادها منه لا من الشعب الباكستاني قائلة «إن الشراكة بين إدارة بوش، ونظام مشرف في الحرب على الإرهاب تعد خطأ وسوء تقدير إستراتيجي»، مضيفة أن «الدكتاتورية العسكرية مليئة بالمتشددين».
وكررت بوتو في خطابها الهجوم على مشرف، الذي «توصل إلى تسوية في الحرب ضد الإرهابيين في المناطق الحدودية» متعهدة «بجعل مناطق القبائل أكثر أمناً».
وبينما قالت إن المتشددين فشلوا في أن يجدوا موقع قدم في باكستان خلال فترة حكمها، حاولت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة أن تنأى عن الدكتور عبد القدير خان «أبو القنبلة النووية الباكستانية»، مستعطفة المشرعين الأمريكيين بالقول إنها قد تواجه السجن أو الاعتقال في حال عودتها إلى بلادها، رغم أنها ستكون محل ترحيب من الشعب في باكستان، حسب تعبيرها.
وأعقب خطاب بوتو في الكونغرس الأمريكي إعلانها أن حزبها سيرشح أحد قيادييه لمواجهة مشرف في حال خوض الأخير انتخابات الرئاسة في البلاد، في حين أعلن الأخير أنه سيحتفظ بموقعه قائداً للجيش في حال لم تجر إعادة انتخابه، ليبقى الشعب الباكستاني، في ظل قوانين الطوارئ المفروضة وامتداد تأثير المتشددين وغياب قوى اليسار الفاعلة حقيقة، أسير خيارين (أمريكيي الأبوة) في ظل استبعاد الاحتمال الثالث المتمثل في نواز شريف، رئيس الوزراء الأسبق، الذي تم إبعاده للسعودية في خطوة لا تغيب عنها إرادة واشنطن أيضاً في طبخة دخل فيها العاهل السعودي والحريري الابن.