ساركوزي عميل للصهيونية العالمية!! المايسترو الأمريكي والتوتر على الحدود العراقية- التركية

تزداد الأوضاع توتراً على الحدود العراقية – التركية، لكن الولايات المتحدة التي دخل مشروعها في العراق مرحلة التعثر والفشل الجدي تظهر أنها مع التهدئة على طرفي الحدود العراقية- التركية لكي لا تخسر أحداً من الأطراف المتصارعة الرئيسية بعد الإطاحة بنظام صدام حسين:

1 – ليس خافياً على أحد مدى قوة الوشائج العسكرية والاقتصادية بين واشنطن وأنقرة منذ رسوخ دور تركيا كدولة أطلسية ذات دور إقليمي مؤثر جداً في المنطقة، ولايقلل من هذه الحقيقة رفض دول الاتحاد الأوروبي دخول تركيا إلى صفوف الأسرة الأوربية، لا بل إن هذا الأمر يجعل من أي نظام حكم في تركيا غير قادر على الانفكاك من أعباء التحالف مع واشنطن، لأن المؤسسة العسكرية التركية تحت شعار« العلمنة» مازالت للآن قادرة على إجهاض أي مسعى مدني تركي لتحقيق هامش استقلالي حقيقي عن المخطط الأمريكي في المنطقة.

2 - وعلى الطرف الآخر من المتراس، أي على الحدود العراقية نجد أن السلطة الكردية الحالية برأسيها « الطالباني والبارزاني» هي أيضاً تحت السيطرة السياسية لواشنطن منذ حرب عاصفة الصحراء 1991، وقد ازدادت السيطرة الأمريكية على إقليم كردستان العراق بشكل غير مسبوق عشية، وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وكان الطعم الذي ابتعلته القيادة الكردية أن الارتباط بالأمريكي سيفضي إلى تحقيق مطامحهم المعلنة وغير المعلنة على أيدي واشنطن، وهنا تبرز لدى الأمريكيين عملية المفاصلة بين إغضاب تركيا إزاء المسألة الكردية أم تهديدها بهذه العصا لتطويعها دون الوصول إلى تحقيق أية وعود للأكراد في شمال العراق الذين قطعت قيادتهم شوطاً كبيراً في الانفصال الواهم والمدمر عن جسم الدولة العراقية، الشيء الذي يضمن بقاء تلك القيادات تحت السيطرة الأمريكية.

3 - إذا كانت حكومة المالكي في العراق، ومعها من أوجدها«الأمريكيون» لا تستطيع الشعور بالأمان إلا داخل المنطقة الخضراء، تقول: إن حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية، فإنها تعرف أن تركيا احتجت رسمياً إلى واشنطن لأن الجيش الأمريكي هو الذي يسلح هذا الحزب، وخلق له شبكة أمان ضد إزالة معسكراته على الحدود العراقية- التركية. وعندما طلبت حكومة المالكي من حكومة البارزاني جعل قوات البيشمركة في أمرة القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية من أجل مواجهة قوات حزب العمال الكردستاني، جاء الجواب بالرفض المطلق، وأن هذه القوات مستقلة استقلالاً كاملاً، وتخضع لحكومة كردستان، ومنها تتلقى الأوامر.

وهنا لابد من الاستنتاج، وبدون عناء، أن المايسترو الأمريكي يتحكم بعوامل الصراع وحدوده والقوى المشاركة فيه، كل حسب دوره المرسوم في إطار نظرية «حرب الكل على الكل» لصالح المخطط الأمريكي الرامي ليس فقط إلى تقسيم العراق، وتفتيته جغرافياً وديموغرافياً إلى كيانات عرقية، دينية، ومذهبية، بل الانطلاق من تجربة العراق- إن نجحت وهي لن تنجح- إلى باقي بلدان المنطقة من إيران حتى لبنان ومابينهما، بالتعاون مع الكيان الصهيوني، ومع دول المهزومين في المنطقة والذين يطلق عليهم جزافاً مصطلح «دول الاعتدال العربي»، تلك الدول التي وضعها التحالف الامبريالي- الصهيوني على«قرون المعضلة» . فهي من جهة في حالة عداء مع شعوبها، وخائفة على عروشها، ومن جهة أخرى ارتبطت بحبل السرة مع قوى العدوان الخارجي، ولذلك أصبحت جاهزة للدخول في حلف سياسي- عسكري أمريكي – إسرائيلي ضد القوى والدول المقاومة والممانعة للمشروع الامبريالي- الصهيوني في المنطقة، والدوائر المحيطة بها، أي من موريتانيا غرباً وحتى أندونيسيا شرقاً «مشروع الشرق الأوسط الكبير».

ومثلما اجتمعت رايس مرات عديدة مع قادة الأجهزة الأمنية في دول المهزومين، ووصلت لما أرادت، كذلك نجد أن رايس نفسها وعبر الاتصالات الهاتفية مع أطراف الصراع على الحدود التركية- العراقية، قد أجّلتْ عملية التفجير وإشعال الحريق، ولكنها لم ولن تكون راغبة بنزع الألغام التي يمكن تفجيرها عندما تحين الساعة، وبأيدي المايسترو الأمريكي – الصهيوني نفسه.