السفير الكوبي في دمشق: «نضالنا من أجل التحرر مستمر ودائم»..
خاص قاسيون- تحت شعار «حتى النصر دوماً» نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والسفارة الكوبية في سورية احتفالاً بمناسبة الذكرى الخمسين لانتصار الثورة الكوبية، تضمن معرضاً للصور والأفلام عن الثورة الكوبية ومحاضرة للسفير الكوبي، لويس ماريزي فيغيريدو، تناول فيها تاريخ الثورة الكوبية بالقول «من الصعب التحدث باختصار عن نصف قرن من الزمن ببضع دقائق، ولكن بإمكاني أن أشير إلى بعض المواضيع الأساسية التي قمنا بتطويرها».
ثم تحدث السفير عن كوبا منذ تشرين عام 1868 والثورات التي خاضتها إلى أن تكللت أواخرها في عام 1959 باستعادة الشعب الكوبي استقلاله وسيادة أرضه وضع النهج السياسي الذي يريده بقيادة القائد الأول فيدل كاسترو بعد حرب عصابات استطاعوا أن يهزموا فيها جيشاً «مؤلفاً» من 70 ألف رجل.
وأكد السفير أن كوبا منذ استقلالها وحتى اللحظة حققت منجزات كبيرة في المجال الاجتماعي والتعليم والصحة وفي مجال الثقافة والإعلام والاقتصاد. وحول التحولات المنتظرة من الإدارة الأمريكية الحالية أكد السفير أن الولايات المتحدة الأمريكية مجبرة على تغيير صورتها في مقابل التحولات الكبيرة في أمريكا اللاتينية والجبهات المستمرة لليسار في العالم أجمع، مؤكداً أن الحلم الأمريكي لن يتحقق كما في السابق، فأمريكا اللاتينية وحتى الوسطى لم تعد ما كانت عليه سابقاً، حديقة خلفية لأمريكا، وهذا تحول كبير في تغير موازين القوى وقراءتها.
وأضاف السفير أن أوباما الآن يرى ضرورة تغيير وجه أمريكا القبيح بكل شيء سواء بالأرقام الفلكية التي تعلنها أو بالنكوص عما فعلته الإدارة السابقة من حروب ودمار في العراق وأفغانستان وحماية إسرائيل، وإطلاق سمة الإرهاب على الإسلام والمسلمين. واستنكر السفير الطريقة الأمريكية الفجة في التعامل مع الدول وخاصة الجنوب الفقير، ومنبهاً في الوقت ذاته من خطورة المفاهيم التي تصدرها الإمبريالية العالمية إلى هذه الدول.
وأشار السفير إلى أن اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية لأية سياسة مخالفة لسياسة بوش «الابن والأب معاً» هي بسبب المشاكل التي تعيشها من جراء الأزمة المالية العالمية، ولكسب ود الناخبين لديها.
وفي معرض حديثة عن التطورات في دول أمريكا الجنوبية، أكد السفير أن الكتاب الذي أهداه الرئيس نشافير لأوباما هو من أجل مساعدته على فهم وضع أمريكا الجنوبية وما يجري فيها. وأبدى السفير امتعاضه من المواقف الكاذبة للإدارة الأمريكية في موضوع الحصار التي تؤكد سوء النوايا وزيف الديمقراطية التي تتبجح بها في مسألة الانفتاح على كوبا حيث استشهد السفير بما قاله راؤول كاسترو رئيس مجلسي الدولة والحكومة حين قال «إننا نقبل بلغة الحوار معهم في أي مكان يرغبونه ولكن شريطة أن يكون الحوار قائماً على الاحترام المتبادل وعدم المساس بسيادة كوبا واستقلالها».
وفي حديثة عن الشأن العربي، وبالأخص القضية الفلسطينية، أكد السفير أن حق العودة حق مشروع للشعب الفلسطيني ولكن ما يجري الآن من مفاوضات وتحركات لليبرمان تؤكد أن الأمريكيين والإسرائيليين لم يحددوا حدود الدولة الفلسطينية وأن إطلاق حل الدوليتين لن يحل المشكلة كما يناورون بها، محذراً الفلسطينيين من مغبة الانجرار خلف الحملات الإعلامية وتصديقها.
وفي الختام قال السيد فيغيريدو إن الحقائق والوقائع تؤكد أن الذي تغير هو الرجل فقط، ولكن الإمبريالية ظلت كما هي وما علينا إلا الاستمرار في النضال ضد الغزاة والمحتلين بقيادة العمال والفلاحين لأن نضالنا من أجل التحرر مستمر ودائم.