الباكستانيون قبل اغتيال بوتو: «أمريكا الخطر الأكبر»!
حتى قبل أن يشكل اغتيال بنظير بوتو بنظر حتى بسطاء الفهم السياسي تصفية أمريكية لشخصية سياسية أخذت أوراق اعتمادها من واشنطن ذاتها، من أجل تأجيج الاقتتال العرقي المذهبي في باكستان ومحاولة فتح ثغرة في خاصرة إيرانية، كشف استطلاع شبه رسمي أمريكي أن غالبية الشعب الباكستاني تعتبر أن الوجود العسكري الأمريكي في آسيا والجارة أفغانستان يفوق في خطورته تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
وحسب نتائج الاستطلاع الذي موله المعهد الأمريكي للسلام وأعدته جامعة ميريلاند، فإن خمسة في المائة فقط من 900 مواطن باكستاني شملهم المسح في 19 مدينة، اعتبروا أنه ينبغي السماح لقوات أمريكية أو أجنبية بدخول بلادهم لمطاردة تنظيم القاعدة.
أجري الاستطلاع في منتصف أيلول وبالتالي لم يتضمن سلسلة أحداث لاحقة بما فيها إعلان حالة الطوارئ، وإقالة المحكمة العليا، وتنحي مشرف عن قيادة الجيش وتحوله رئيساً «مدنياً» وعودة رئيسي الوزراء السابقين بنظير بوتو ونواز شريف، واغتيال بوتو، وتأجيل الانتخابات، ثم إقرارها.
وقبل الإعلان عن الاستطلاع بيوم نشرت نيويورك تايمز في السادس من الجاري أن اجتماعاً عقد قبل يومين بمشاركة كبار المسؤولين وبينهم نائب الرئيس ووزيرة الخارجية، ناقش الضغط على الرئيس مشرف وقيادة الجيش الجديدة للسماح لوكالة المخابرات وقوات العمليات الخاصة الأمريكية بالمزيد من العمليات المقنعة والمكثفة ضد أهداف محددة.
ولكن في وقت يرى فيه بعض المسؤولين الأمريكيين أن الأحداث الأخيرة أقنعت مشرف والجيش بالحاجة إلى مثل هذه المساعدة لمواجهة خطر طالبان والقاعدة، يعتبر خبراء في حكومة إسلام آباد وخارجها أن مثل هذا التدخل يجازف بزيادة عدم الاستقرار في باكستان.
وأكد الاستطلاع أن 84 في المائة من الباكستانيين يعتبرون الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة خطراً داهماً على المصالح الحيوية لبلادهم.
وبسؤالهم عن أهداف الولايات المتحدة في المنطقة، أجاب 78 في المائة «مواصلة التحكم في نفط الشرق الأوسط» و86 في المائة «إضعاف العالم الإسلامي وتقسيمه»، و63 في المائة «منع هجمات كالمرتكبة ضد مركز التجارة العالمي في 2001».