اختفاء مريب لرؤوس نووية أمريكية.. برعاية بوش!!

وفق العديد من التقارير، «ضاعت» عدة قنابل نووية بعد 36 ساعة من إقلاعها في 29-30 آب 2007 في رحلة من أحد طرفي الولايات المتحدة إلى الطرف الآخر، من قاعدة مينوت العسكرية التابعة لسلاح الجو في داكوتا الشمالية إلى قاعدة باركسديل العسكرية التابعة لسلاح الجو أيضاً في لويزيانا. وفق بعض المعلومات، «ضاعت» ستة رؤوس نووية W80-1 مزودة بصواريخ بعيدة المدى AGM-129. وقد ذكرت القضية لأول مرة في صحيفة ميليتاري تايمز بعد أن سرّبها عسكريون.
كما من المفيد الإشارة إلى أنّ ثلاث قاذفات B-52 كانت تنفذ مهمات خاصة بإشراف مباشر من الجنرال موسلي، رئيس قيادة الأركان الجوية الأمريكية، وذلك في 27 آب 2007، أي قبل حادثة الصواريخ النووية «الضائعة» ببضعة أيام. وقد ذُكر أنّ التمرين تمثل في جمع صور ومعلومات جوية. كما أنّ قاعدة مينوت هي مقر الوحدة الصاروخية الاستراتيجية الحادية والتسعين، التي تخضع لقيادة القوى الجوية الأمريكية «وهي القوة الجوية الفضائية للولايات المتحدة، من ضمن مسؤولياتها التحكم بالصواريخ البعيدة المدى ذات الرؤوس النووية».

وفق التقارير الرسمية، لم يكن ربانو القوة الجوية الأمريكية يعرفون بأنهم يحملون أسلحة دمار شامل. وبعد وصولهم إلى لويزيانا، تركوا أيضاً الأسلحة النووية دون مراقبة على المهبط لعدة ساعات.
الميجر جنرال ريتشارد نيوتون الثالث، مساعد رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية لشؤون العمليات والخطط والاحتياجات، علّق على الحادث قائلاً: إنه قد حصلت سلسلة من الأخطاء الإجرائية «التي لا سابق لها»، كشفت «تفتت احترام معايير التعامل مع الأسلحة».
هذه التصريحات مخادعة. إذ لم ينتج تراخي الأمن عن إهمال في الإجراءات داخل القوات الجوية الأمريكية، بل عن تزوير متعمد لهذه الإجراءات.
حين يتلقى جندي من البحرية أو السلاح الجوي أو بحار بندقيةً وملقّماً، وهي أسلحةٌ قليلة الأهمية من حيث خطرها وكلفتها، تخضع هذه العملية لرقابة مجموعة من الإجراءات الإدارية الصارمة للغاية، وتخضع هذه الأخيرة نفسها إلى سلسلة القيادة. إنه جزءٌ من سلسلة عمليات المراقبة والإجراءات التي تستخدمها كافة القوات المسلحة الأمريكية.
يستطيع العسكريون المؤهلون للتحدث عن هذا الموضوع أن يؤكدوا وجود إجراء صارم في ما يتعلق بالتعامل مع الأسلحة النووية. فحين يتعلق الأمر بالتعامل مع مثل هذه الأسلحة، تكون سلسلة الأوامر صارمة وجامدة عملياً: ليس بمستطاع جنديّ أو بحار أو طيار بسيط التدخل فيها. وحدهم العسكريون المتخصصون في الإجراءات النوعية الخاصة بالنقل والتحميل يسمح لهم بالوصول إلى الرؤوس النووية والتعامل معها وتحميلها.
يتوجب على أي شخص ينقل هذه الأسلحة أو حتى يلمسها التوقيع على استمارة متابعة وتحكم تجعله مسؤولاً عن تحريكها مسؤوليةً تامة. لقد وضعت الإجراءات الإدارية الناظمة لهذه التعاملات لأسباب وجيهة. ويتوجب أيضاً على الضباط الذين يأمرون بنقل أسلحة نووية، ولاسيما قادة القواعد العسكرية، ملء الاستمارات المعنية.
بعبارات أخرى، سيكون نقل أسلحة نووية دون إذن مستحيل التحقق عملياً إلا إذا جرى الالتفاف على سلسلة الأوامر، مما يعني في هذه الحالة التزوير المقصود للاستمارات ولإجراءات المتابعة.
كما لا تستطيع القاذفات الاستراتيجية التي تنقل أسلحة نووية التحليق وهي محملة بأسلحتها النووية دون إذن كبار المسؤولين العسكريين وقيادة القاعدة. وينبغي أن يجري تبليغ الضوء الأخضر الصادر عن كبار المسؤولين العسكريين إلى العسكريين الذين يحمّلون الأسلحة النووية. دون هذا الإذن، لا يمكن القيام بأي تحليق.
في حالة الصواريخ النووية «الضائعة»، أعطيت الأوامر ومنح الإذن بالتحليق. مرةً أخرى، يمكن لأي عنصر فعال ومؤهل من سلاح الجو الأمريكي التأكيد بأنّ هذا هو الإجراء النظامي.
في ما يخص حادث الصواريخ النووية «الضائعة»، هنالك سؤالان يتطلبان إجابة:
من الذي أعطى الأمر بتسليح الرؤوس النووية الحرارية W80-1 على صواريخ AGM-129 البعيدة المدى؟ في أي مستوى من التراتبية العسكرية جرى اتخاذ هذا القرار؟ ما هو مسار الأمر في سلسلة القيادة؟
إن لم يكن ذلك خطأً إجرائياً، ما هو الهدف العسكري أو السياسي الكامن الذي أراده أولئك الذين أعطوا الأوامر؟
ضياع الأسلحة النووية مستحيل!
مثلما علّق روبرت ستورمر، وهو ربان طرّاد سابق في سلاح البحرية الأمريكي: «في البداية، أظهرت التحقيقات الصحفية الخطأ الذي ارتكبه سلاح الجو الأمريكي بنقل أسلحة نووية فوق الولايات المتحدة جواً انتهاكاً للأوامر الدائمة لسلاح الجو الأمريكي والمعاهدات الدولية، لكنها أغفلت تماماً أسئلةً أكثر أهمية، من قبيل: كيف أمكن إضاعة ستة صواريخ نووية بعيدة المدى»؟
كما أثار روبرت ستورمر نقطةً أساسية ليست سراً: «هنالك حماية شديدة الصرامة لكافة هذه الأسلحة. يجري التعامل مع الأسلحة النووية بكثير من التفاصيل في قواعد القوى الجوية الأمريكية، وهذا أمرٌ مشرّفٌ لها. يتوجب على أي شخص يأمر بنقل هذه الأسلحة أو التعامل بها أو يفك أختامها أو ينقلها أن يقدم تقريراً في إطار إجراءات المتابعة».
أدان روبرت ستورمر إخفاء البنتاغون الكامل هذا، مذكّراً ببعض الوقائع المنطقية وبعض الإجراءات العسكرية. فكشف أولاً أنّ «كل قوى الأمن المعنية مسموحٌ لها باستخدام القوة المميتة لحماية الأسلحة من أي تهديد، بما في ذلك السرقة».
ثم لاحظ أنّه لا يمكن تجاهل الواقع الفيزيائي: «لا أحد يستطيع نقل صاروخ عابر للقارات وزنه طن بسرعة، أو أن ينسى ستة صواريخ، مثلما تقول بعض وسائل الإعلام، ولاسيما إذا كانت صواريخ بعيدة المدى تحمل متفجرات عالية المستوى».
ثم كشف واقعاً فيزيائياً وإجرائياً آخر حول تجميع الأسلحة النووية:
«كما لا تنقل الولايات المتحدة أسلحة نووية سيجري تفكيكها ومرتبطة بتجهيزات الإطلاق تحت أجنحة طائرة قتالية. تنص الإجراءات على فصل الرأس النووي عن الصاروخ ووضعه داخل صندوق وحمله بطائرة شحن عسكرية إلى مخزن وليس إلى قاعدة قاذفات عملياتية، توجد بالضبط في منطقة عبور (باركسديل) لعمليات الشرق الأوسط.
تثير هذه النقطة الأخيرة مسألة وجهة الأسلحة النووية. في هذا السياق، وضع روبرت ستورمر قائمة من الأسئلة الهامة التي يطلب إجابةً عليها:
لماذا نقلت هذه الأسلحة النووية إلى باركسديل؟
كم من الوقت تطلب اكتشاف الخطأ؟
كم عدد الأخطاء والهفوات المرتكبة، وكم عدد ما كان ضرورياً منها ليحدث ذلك؟
كم بروتوكولاً أمنياً جرى تجاهله، وما هي تلك البروتوكولات؟
كم إجراءاً أمنياً جرى الالتفاف عليه أو تجاهله، وما هي تلك الإجراءات؟
كم عدد الإخلالات بإجراءات القيادة والتحكم؟
ما الذي ينوي الكونغرس فعله كي يشرف بصورة أفضل على القيادة النووية الأمريكية والتحكم بها؟
كيف يمكن تقييم هذا الحادث في مواجهة الانشغال بموثوقية التحكم بالأسلحة النووية والمعدات النووية في روسيا وباكستان وغيرها؟
هل تملك إدارة بوش خططاً للهجوم على إيران بأسلحة نووية، مثلما تفترض بعض النشرات الإخبارية؟
إنها مسألة تصور يمكن أن يكون «واضحاً» أو «غامضاً»: لماذا لم تنتزع الرؤوس النووية مسبقاً من الصواريخ؟
بالنسبة لأولئك الذين تصفحوا هذه السلسلة من الأحداث «الغامضة»، يصبح «واضحاً» أنّ حكومةً إجرامية تدير الولايات المتحدة. ما من سبيل كي يجري تحميل ستة صواريخ نووية «خطأً»، ولاسيما حين كان من المفترض أن يقوم عاملون متخصصون في هذه المهام الحرجة بتحميل الرؤوس النووية على الصواريخ.
 
حالات وفاة غامضة في القوات الجوية الأمريكية

مات عدة عسكريين في ظروف غامضة قبيل الحادث وبعيده. تثير وفاة هؤلاء الأعضاء في القوات الجوية الأمريكية استفهامات حول تورطهم المباشر أو غير المباشر في هذا الحدث. كما من الضروري الإشارة إلى عدم وجود أي دليل يربط هذه الوفيات بالرحلة الجوية من مينوت إلى باركسديل في شهر آب.
وفق منظمة «مواطنون من أجل حكومة شرعية» (Citizens for Legitimate Government) التي ربطت بين الحادث وبين عدة وفيات لجنود أمريكيين، فقد حاولت القوات الجوية الأمريكية خنق القضية.
بعد بضعة أيام من ضياع الأسلحة النووية، بدأ العريف تود بلو إجازةً مدتها بضعة أيام. مات بلو في العشرين من عمره يوم العاشر من أيلول 2007، في وقت مريب أثناء إجازته، في حين كان يزور أسرته في وايتفيل في فرجينيا. كان عضواً في قوات رد الفعل المرتبطة بالسريّة الخامسة لقوات الأمن. ماذا يعني ذلك؟
كان العريف تود بلو يحتل منصباً هاماً في أنظمة أمن الأسلحة في مينوت. في قاعدة القوات الجوية في مينوت، في السريّة الخامسة لقوات الأمن التي كان ينتمي إليها، كان مسؤولاً عن توصيف إجراءات الدخول المطلوبة للوصول إلى القاعدة ولقسم بعينه، هو قسم أنظمة أمن الأسلحة. وكان مسؤولاً عن منع نقل المعدات العسكرية غير المصرح بها، ومراقبة الأسلحة النووية.
النقيب جون فرويه من سلاح الجو الأمريكي هو عسكري آخر يمكن أن يكون مرتبطاً بـ«ضياع» الأسلحة النووية ارتباطاً غير مباشر. وقد ذُكر أنه شوهد لآخر مرة وبحوزته جهاز هاتف نقال وجهاز تصوير وكاميرا فيديو، كان يحملها في حقيبته. يبدو أنّ الشرطة المحلية في أوريغون ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بحثا عنه لعدة أيام. كما شعرت أسرته أنّ شيئاً خطيراً حدث له.
في الثامن من أيلول 2007، عُثر على النقيب فرويه ميتاً في ولاية واشنطن، قرب سيارته المستأجرة المهجورة، بعد أن اتصلت شرطة بورتلاند بنائب رئيس شرطة سكامانيا. كان آخر تواصل له مع أسرته يعود إلى الثلاثين من آب 2007، وأتى من فلوريدا لحضور عرس لم يظهر فيه أبداً.
كان النقيب فرويه ينتمي إلى قيادة العمليات الخاصة في سلاح الجو الأمريكي. يقع مقر هيئة الأركان هذه في هارلبورت فيلد في فلوريدا وهي أحد المراكز التسعة الكبيرة لقيادة سلاح الجو الأمريكي.
مات خبير أرصاد جوية عسكري آخر وزوجته بعد الثلاثين من آب 2007. فقد توفي الرقيب كلينت هاف، الذي كان ضمن سرية الأرصاد العملياتية السادسة والعشرين، وزوجته ليندا هاف في حادث دراجة نارية يوم الخامس عشر من أيلول 2007. وقع الحادث على الطريق السريع قرب قاعدة باركسديل الجوية حين مالت مركبة خدمة من نوع بونتياك آزتيك إلى اليسار في لحظة محاولة الزوجين عبور منطقة يمنع فيها التجاوز، فاصطدما. هذا ما ذكره مساعد قائد الشرطة كادو باريش.
الملازم ويستون كيسل، ربان قاذفة مدرعة من طراز B-52H قتل هو أيضاً في حادث دراجة نارية في تينيسي. جرى الحادث أثناء إجازته، قبل شهرين من رحلة B-52 المزودة بأسلحة نووية، يوم 17 تموز 2007. وقد حدث موته بعد حادث سيارة آخر تعرض له عسكري في قاعدة مينوت هو الرقيب آدم بارز.
توفي الرقيب بارز في سيارة كان يقودها العريف ستيفن غاريت، وهذا الأخير هو أيضاً من قاعدة مينوت، ويبلغ من العمر عشرين عاماً، كان راكباً في سيارة لم تتمكن من الانعطاف كما ينبغي، فصعدت على رديم تراب ثم اصطدمت بشجرة واشتعلت مساء يوم الخميس الثالث من تموز 2007.
 
لوم واستبدال وتحولات في سلسلة قيادة القوى الجوية

من بين سبعين شخصاً تعرضوا لعقوبات تأديبية بسبب الإهمال والسماح لقاذفة B-52H بالتحليق فوق الولايات المتحدة وهي تحمل ستة صواريخ نووية مسلحة بعيدة المدى، لم يكن يتوجب تثبيتها تحت أجنحتها، هنالك ضباط رفيعون، من بينهم ثلاثة رواد وعقيد.
وفق صحيفة ميليتاري تايمز، جرى إخبار جورج دبليو بوش الابن بسرعة. إنه إجراء قاس، يظهر أهمية التراخيص اللازمة للتعامل مع الأسلحة النووية. وهو جزء من عملية ثنائية الاتجاه في ما يخص إذن البيت الأبيض.
وهكذا، جرى استبدال الرائد بروس إميغ، قائد سرية الذخائر الخامسة وسرية القذف الخامسة، وكذلك جرى استبدال عدة ضباط آخرين من ذوي الرتب العالية. هذا يعني ضمناً أنّ سلسلة قيادة القوات الجوية كانت متورطة في هذا الحدث تورطاً مباشراً. وفق مصادر عسكرية أمريكية، لم يسمح لأيّ من هؤلاء الضباط التحدث أو الإدلاء بتصريحات. هل سيتلقى هؤلاء الضباط مكافآت كبيرة لدى تسريحهم؟ هل جرى إخراسهم؟
بصورة أعم، لم تنشر بالكامل طبيعة اللوم الموجه لكبار الضباط المتورطين.
يجري حالياً محو «ذكرى» الحادث بفضل إعادة تنظيم الصفوف والتطهير في قاعدة مينوت. وتثير إعادة تنظيم سلسلة القيادة، وكذلك الوفيات الغامضة لأعضاء العاملين الذين ربما تورطوا في الحادث، تثير سلسلةً طويلة من الأسئلة.
 
وفيات أخرى غامضة..

في الرابع عشر من تشرين الأول 2007، عثر على ضابط في سلاح الجو الأمريكي، هو تشارلز ريتشرز، ميتاً. يبدو أنه انتحر بترك محرك سيارته يدور داخل مرآبه في إحدى ضواحي فرجينيا.
يؤكد محللو الاستخبارات في روسيا أنّ انتحار تشارلز ريتشرز هو تغطية، وأنه اغتيل بسبب تورطه في قضية نقل الأسلحة النووية جواً في القارة الأمريكية.
وفق البرافدا، يذكر محللو الاستخبارات الروسية أنّ «قادة الحرب» في الولايات المتحدة قد «نحروا» أحد كبار ضباط سلاح الجو الأمريكي، هو تشارلز ريتشرز. هنالك هوة تتسع بين «قادة الحرب» الأمريكيين وبين كبار مسؤوليهم العسكريين بصدد هجوم نووي على إيران، والوضع يقترب من الحرب المفتوحة.
وفق ريبورتاج البرافدا، كان الحادث مرتبطاً بعملية تهريب تهدف إلى اختلاس أسلحة نووية من الجيش الأمريكي في إطار اندلاع حرب على إيران.
 
بوش والحرب ضد إيران

إنّ الأحداث الدولية والمناورات الحربية التي حدثت مباشرةً بعد حادث الأسلحة النووية «الضائعة» تفاقم غموض هذه القضية. أضف إلى ذلك تهديدات الرئيس المتواصلة بمهاجمة إيران بأسلحة نووية وتحذيرات نائب الرئيس تشيني المتكررة حول هجوم إرهابي واسع كبير ثان ضد الولايات المتحدة، يجري تحضيره بدعم إيران.
في الولايات المتحدة، تضمنت التمارين العسكرية فيجيلانت شيلد 2008 (الدرع اليقظ 2008، التي جرت في أيلول 2007) وتمرين مكافحة الإرهاب توبوف TOPOFF هجوماً إرهابياً نووياً على أراضي الولايات المتحدة. كما أخذ بعين الاعتبار دور روسيا والصين. وكان هذا الدور «سيناريو محتملاً» حيث تقرر روسيا والصين التدخل بعد هجوم أمريكي على إيران. في تمرين فيجيلانت شيلد 2007، الذي أجري في العام 2006، أخذ بعين الاعتبار احتمال حرب نووية مع حليفي إيران، روسيا والصين، في السيناريو.
ردّ الكريملين بتنظيم تدريباته العسكرية الخاصة.
ردّ جورج بوش الابن على تصريحات روسيا المحذرة من أنّ حرباً على إيران ترعاها الولايات المتحدة يمكن أن تؤدي إلى تصعيد نحو حرب عالمية ثالثة، بتهديد صريح بإطلاق هذه الحرب!!
لم تكن الرؤوس النووية الستة ستستخدم ضد إيران. هذا واضح لأنها لو كانت كذلك، لنشرت عن طريق الإجراءات الاعتيادية، دون أن يكون إخفاء أي شيء ضرورياً. فضلاً عن ذلك، هنالك أسلحة نووية جاهزة أصلاً ومحملة على الأرض، في أوروبا والشرق الأوسط، لإنجاز أية مهمة محتملة في الشرق الأوسط. كان هذا الحادث يخفي أمراً آخر.
كما من المفيد ملاحظة أنّ الإسرائيليين أطلقوا هجوماً ضد منشأة نووية سورية مزعومة. تؤكد تل أبيب والبيت الأبيض أنّ تلك المنشأة قد بنيت بمساعدة كوريا الشمالية. لقد استخدم هذا الحدث، عبر تصريحات رسمية وحملة تضليلية في وسائل الإعلام، لرسم محور للانتشار النووي يتضمن سورية وإيران وكوريا الشمالية.
إنّ الحرب النووية وعسكرة الفضاء و«الدرع المضاد للصواريخ» هي مسارات عسكرية مرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً. تفوح في الهواء رائحة أولوية نووية. يتمثل أحد أهداف الجيش الأمريكي في حماية نفسه من ردّ محتمل صادر عن روسيا أو الصين أو الاثنتين معاً، تنتج عنه ضربةٌ وقائية أمريكية. كما أنّ عسكرة الفضاء مرتبطةٌ أيضاً ارتباطاً وثيقاً بهذا المشروع العسكري. وعلى غرار معارف الروس والصينيين المتقدمة حول مشروع الدرع الأمريكي المضاد للصواريخ، علموا بتلك الطموحات وهم مدركون تماماً ما تنوي الولايات المتحدة فعله.

16 تشرين الثاني 2007