ضروب الضعف العسكري الأمريكي: البنتاغون «تتردد» في شن الحرب على إيران
بالتزامن مع وصول التحضير للخطط الأمريكية للهجوم على إيران مرحلةً متقدمة، تزداد الانقسامات بصدد هذه الهجمات بين العسكريين والبيت الأبيض.
في 12 تشرين الأول، أثار بوش ضجةً كبيرة حين أعلن أنّ المواجهة مع إيران ربما تؤدي إلى «حرب عالمية ثالثة». وفي مقابلةٍ تلفزيونية أجريت مؤخراً معه أوضح أسبابه «لأنّ هنالك بلد (إيران) تحدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية...» وهذا كذب سافر من رئيس دولة الولايات المتحدة، حيث أكدت الوكالة في تقريرها في آب الماضي الطبيعة المدنية للبرنامج النووي الإيراني.
وفي 21 تشرين الأول، أعلن نائب الرئيس ديك تشيني أنّ إيران ستخضع لـ«عواقب خطيرة» إن لم تمتثل للمطالب الأمريكية فيما يخص برنامجها النووي. ويواصل تشيني البحث عن ذريعة تبرر اندلاع حربٍ على إيران، بما في ذلك «11 أيلول جديد» أو «خطر كارثة» في الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، تبنى المرشحان للانتخابات الرئاسية الجمهوري رودي جيولياني والديمقراطية هيلاري كلينتون موقف الإدارة القائمة بصدد إيران.
تتناقض هذه التصريحات العدوانية الصادرة عن البيت الأبيض مع تصريحات العسكريين الأمريكيين البارزين.
فرئيس هيئة الأركان المشتركة الجديد، الأدميرال مايكل مولن، دعم البيت الأبيض دعماً كبيراً، لكنه اعترف في الآن ذاته بضروب الضعف العسكري الأمريكي، قائلاً إنّ الحرب في العراق وأفغانستان «ربما تكون قد أضعفت قدرة الجيش على القتال في حروبٍ ضد خصومٍ أهم ـ ومن بينهم إيران».
كما قلّل الأدميرال وليام فالون، قائد القيادة المركزية الأمريكية والمساند المتحمس لخطط بوش وتشيني الحربية، من إمكانيات نشوب حرب على إيران: «إيران ليست في خططي».
في هذه الأثناء، يمارس البيت الأبيض ضغوطاً على ألمانيا وفرنسا ليفرض عليهما إقرار عقوباتٍ اقتصادية قاسية على إيران.
وبينما قدّم بوش وساركوزي، أثناء المؤتمر الصحفي بتاريخ 7 تشرين الثاني، ما دعاه المحللون السياسيون بـ«جبهة مشتركة»، تدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، أعلنت المستشارة الألمانية من مزرعة بوش لاحقاً: «إذا لم تخضع إيران، فإنّ (ألمانيا) جاهزة لفرض عقوباتٍ أقسى».
غير أن المصالح التجارية الأوروبية، ولاسيما مصالح الشركات النفطية الأوروبية، ستكون عرضةً للخطر في إيران. وقد هدد نائب الرئيس تشيني الشركات الأوروبية متعددة القومية في تصريحٍ له بتاريخ 8 تشرين الثاني بقوله: إذا بقيت في إيران، فسوف تتعرض لمشكلات في ممارسة أعمالها في الولايات المتحدة.
ميشيل شوسودوفسكي