«أوبك» بين ضخ النفط وحماية الدولار
اختتم اجتماع قمة (أوبك) أعماله في العاصمة السعودية الرياض يوم الأحد 18/11/2007 بخلاف سياسي حاد بشأن ما إذا كان يتعين القيام بعمل بشأن الدولار الضعيف، في الوقت الذي تعهد فيه زعماء دول (أوبك) بمواصلة إمداد المستهلكين الغربيين بكميات نفطية «كافية».
ولم يتضمن البيان الختامي للقمة أية إشارة إلى مأزق الدولار في انتصار واضح للمعتدلين حلفاء الولايات المتحدة بقيادة السعودية، لكن إيران وفنزويلا واللتين يجمعهما عداؤهما لواشنطن وخلافات دبلوماسية حادة معها، أوضحتا قبل اجتماع القمة وبعده، أنهما سيحثان على القيام بعمل قد يتضمن تسعير النفط بسلة عملات، وستكون مثل هذه الخطوة صفعة سياسية للولايات المتحدة التي قال الرئيس الإيراني «محمود أحمدي نجاد»: «إن عملتها أصبحت قطعة ورق بلا قيمة».
من جهة أخرى أبدت السعودية (الحليف القديم للولايات المتحدة) عدم ترحيبها بإجراء محادثات حول الدولار، وشوهد الأمير «سعود الفيصل» وزير الخارجية السعودي في جلسة مغلقة بثت بطريق الخطأ إلى الصحفيين، وهو يجادل ضد وضع هذه المسألة في البيان الختامي للاجتماع، خشية أن يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية تُضعف الدولار بشكل أكبر.
أما الرئيس الفنزويلي «هوجو شافيز» فقد تباهى خلال الجلسة الافتتاحية للقمة بقدرة (أوبك) على ضمان أسعار نفط عالية للدول النامية المنتجة، بما يشكل إلى حد ما تعويضاً عن الظلم الغربي المستعر تجاه بقية دول العالم.
وفي كلمة له أمام الزعماء قال «شافيز»: «إن على أوبك أن تنهض وتعمل كطلائع جيش ضد الفقر في العالم»، مهدداً بأن أسعار النفط قد تتضاعف إلى 200 دولار للبرميل إذا نفذت واشنطن تهديداتها العسكرية ضد إيران. أما «أحمدي نجاد» فأكد أن إيران لن تستخدم النفط كسلاح، إذا ما هوجمت.
ويذكر أن الهبوط في قيمة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، يدفع بأسعار النفط إلى الارتفاع لمستويات قياسية، مما دفع الدول الغربية المستهلكة للنفط إلى دعوة (أوبك) لتوفير مزيد من الإمدادات بغية خفض الأسعار، ولكن ذلك من شأنه أن يقلص القوة الشرائية لأعضاء المنظمة.