تطبيع أمني في الخليج
يشير ما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع الانترنت عما كشفته صحيفة «هآرتس» «الإسرائيلية» مؤخراً بخصوص عمل جنرالات مخابرات إسرائيلية في عدد من دول الخليج العربي إلى انتقال سلسلة التطبيع والاختراق الصهيوني في العمق «العربي» إلى حيز نوعي جديد، ولاسيما في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية باستهداف سورية ولبنان وإيران عسكرياً.
وأكدت الصحيفة المذكورة أن العشرات من الجنرالات المتقاعدين من مواقع هامة في الأجهزة الاستخبارية (الموساد والشاباك) والجيش الإسرائيلي يديرون ويعملون في عدد من الشركات الإسرائيلية والأجنبية في دول الخليج بما فيها قطر والإمارات وحتى الأردن، فضلاً عن مساهمة شركات عسكرية حكومية إسرائيلية بدور واسع في دول الخليج من شاكلة «سلطة تطوير الصناعات العسكرية الإسرائيلية/ رفائيل»، وشركة الصناعات الجوية.
ومقابل ملايين الدولارات، يقوم هؤلاء «الجنرالات» الذين يلزمهم «القانون الإسرائيلي» بالتنسيق مع قيادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بتقديم إرشادات واستشارات أمنية للأجهزة الأمنية الخليجية حول سبل تشغيل أنظمة الأسلحة المتطورة التي تشتريها هذه الدول، وكيفية تشغيل العتاد الاستخباري، فضلاً عن التدريب على حماية الحدود وإحباط عمليات احتجاز رهائن أو الانقلابات أو محاولات احتلال أهداف إستراتيجية، مثل المنشآت النفطية.
ومن بين هؤلاء الجنرال دورون ألموغ قائد المنطقة الجنوبية السابق في جيش الاحتلال والذي أصدرت محكمة بريطانية في العام 2006 أمراً بإلقاء القبض عليه بسبب دوره في مجزرة «حي الدرج» بغزة في تموز 2002، وكذلك الجنرال جيورا ايلاند قائد شعبة العمليات في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الذي أصدرت محكمة اسبانية مؤخراً أمراً بإلقاء القبض عليه بسبب دوره في قتل المدنيين الفلسطينيين، تحت ذريعة استهداف قادة وكوادر المقاومة الفلسطينية.
ونوهت الصحيفة الى أن الشركة الدولية Asia Global Technologies السويسرية، التي أسسها ويديرها رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي، ماتي كوخافي، فازت مؤخراً بعقد تصل قيمته إلى مئات ملايين الدولارات لبناء مشروع تابع للأمن الداخلي في الإمارات، وأنها شركة تستوعب العشرات من الضباط المستقيلين من الجيش الإسرائيلي، وكبار المسؤولين السابقين في الصناعات الجوية وجهازي الشاباك والموساد، منوهة الى ان الشركة المذكورة تعمل بتنسيق وتوجيه كاملين من وزارة الحرب الاسرائيلية.