أبو علي مصطفى... شعبك على عهد المقاومة!
صادف يوم الأربعاء 27 آب من العام الجاري الذكرى السابعة لاستشهاد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الرفيق أبو علي مصطفى، الذي استُشهد يوم الاثنين 27 آب 2001 في عملية اغتيال نفذها الاحتلال، بقصف منزله في مدينة البيرة مباشرة من مروحية أباتشي أمريكية الصنع.
فكان رد الجبهة سريعاً، وردت الصاع صاعين من خلال عملية نوعية ضربت عمق أعماق الداخل الإسرائيلي الهش مع كل نظرياته وأسواره الأمنية عندما تم اغتيال وزير «السياحة» الإسرائيلي المجرم رحبعام زئيفي أحد أقرب المقربين لشارون وأحد أهم رموز الإرهاب الصهيوني العالمي، وذلك في فندق في القدس المحتلة حيث تتوجه الشخصيات الرسمية والوزراء وأعضاء الكنيست الإسرائيليون.
الرفيق أبو علي مصطفى الذي تيمنت باسمه كتائب الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من مواليد عرابة، قضاء جنين، فلسطين، عام 1938، واسمه الكامل مصطفى علي العلي الِزبري.
بعد النكبة كان من عداد النازحين باتجاه الأردن حيث أكمل دراسته هناك وانتسب إلى عضوية حركة القوميين العرب عام 1955، وخاض كل المعارك السياسية التي خاضتها القوى الوطنية الأردنية والفلسطينية، وتم اعتقاله مرات عديدة بسبب نشاطه بتهم مختلفة إلى أن اتصل مع عدد من رفاقه في أعقاب نكسة حزيران بالدكتور جورج حبش لاستعادة العمل والبدء بالتأسيس لمرحلة الكفاح الفلسطيني المسلح، وكان هو أحد المؤسسين لهذه المرحلة التي شهدت انطلاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
قاد الدوريات الأولى نحو فلسطين المحتلة عبر نهر الأردن، لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة والقطاع . وكان طوال الوقت ملاحقاً من قوات الاحتلال، واختفى لعدة شهور في الضفة في بدايات التأسيس.
انتخب عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1968، وتولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن حتى عام 1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الاحتلال، ثم غادر سراً إلى لبنان في أعقاب مجزرة أيلول الأسود 1970 وحرب جرش-عجلون في تموز 1971.
انتُخب في المؤتمر الوطني الثالث للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1972 نائباً للأمين العام د.جورج حبش، واستمر في هذا الموقع حتى عام 2000، حيث انتخبه المؤتمر الوطني السادس أميناً عاماً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلفاً لحبش، وذلك في 8 تموز من ذلك العام.
عاد أبو علي مصطفى إلى فلسطين المحتلة في أيلول 1999، وظل مناضلاً صلباً وموجهاً عاماً لعمليات المقاومة ومشرفاً عليها حتى تاريخ استشهاده..