عاصفة أواخر الصيف.. أو أوائل الخريف!
على عكس الهجوم على العراق قبل خمسة أعوام، فإن التعامل مع إيران يحتاج إلى عدم حشد القوات.
ومع القيام بتعزيز الدعاية القائمة حالياً، هناك حاجة قليلة، وربما لا توجد أي حاجة، للتحذير قبل بدء الصدمة والرعب والمرض، على شكل هجمات صاروخية وجوية من سلاح الجو، ومن الأسطول.
لقد تم التوصل الآن إلى اتفاقية إسرائيلية- أمريكية على أعلى مستوى، ويقوم مخططو القوات المسلحة والاستراتيجيون وربابنة الطائرات بتحديد التفاصيل.
نتيجة لاجتماعه في البيت الأبيض الذي دام 90 دقيقة مع الرئيس جورج بوش في 4 حزيران، قال رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت: إن القائدين اتفقا في الرأي التالي: «توصلنا إلى اتفاقية بخصوص الحاجة إلى الاهتمام بالتهديد الإيراني. غادرت بالقليل من علامات الاستفهام (أكثر) مما دخلت فيما يتعلق بالطرائق، وقيود الجدول الزمني، والتصميم الأمريكي على التعامل مع المشكلة. ويفهم جورج بوش خطورة التهديد الإيراني والحاجة إلى التغلب عليه، وينوي التصرف بالمسألة قبل نهاية منصبه في البيت الأبيض».
هل يبدو هذا كرجل قلق من أن بوش فقط مجرد خدّاع ومتبجح؟
لاحظ عضو في وفد أولمرت أنه في اليوم نفسه، اتفق البلدان على التعاون في حال قيام إيران بهجوم، وأن «الاجتماع ركز على (القضايا الجاهزة للعمل) التي تتعلق بالتهديد الإيراني».
تعدّ مهاجمة إيران من بنات أفكار «تشيني»، إذا كان هذا هو المصطلح الصحيح. لقد اقترح تشيني شن هجمات جوية الصيف الماضي على قواعد الحرس الثوري الإيراني، ولكن ذلك واجه معارضة من رؤساء الأركان الذين أصروا على أن ذلك سيكون غير حكيم، وطائشاً، وفقاً للمسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية حالياً «سكوت كاربينتر». ووفقاً لكاربينتر، فمع الانهيار غير المنتهي في العراق، وفي هذا الوقت، يصر مسؤولو البنتاغون بشكل متكرر على «قرار سياسة» بخصوص «ما يمكن أن يحدث بعد أن يسعى الإيرانيون وراء شعبنا». فمن الأمور المقلقة الخطرة عدم تحصين خط الدعم الأمريكي الحرج من الكويت إلى بغداد، وعجزنا عن تغيير الإمكانية الحتمية في أن الولايات المتحدة يمكن أن تجبر على أحد خيارين: إما الانسحاب المشين، أو الاستخدام، أو التهديد باستخدام «أسلحة نووية صغيرة».
تم التأكيد على معارضة البنتاغون للحرب، في تعليق لمستشار سابق للرئيس بوش ميشيل غيرسون في حزيران 2007 الذي أشار إلى «خشية القيادة العسكرية» من أن إيران ربما يكون لها «سيطرة التصعيد» في أي صراع مع الولايات المتحدة.
وكتب ميشيل غيرسون في واشنطن بوست حزيران الماضي أن «سيطرة التصعيد» تعني «في الصراع الموسع أن الإيرانيين يمكن أن يعقدوا حياتنا في العراق والمنطقة أكثر مما نعقد حياتهم».
ووفقاً لمتخصص سابق بخصوص إيران في مجلس الأمن الوطني هيلاري مان، الذي يقيم علاقات قريبة مع مسؤولين رفيعي المستوى في البنتاغون، فإن رؤساء الأركان المشتركة عارضوا أيضاً خيار مهاجمة مواقع إيران النووية.
أكد «مان» أنّ «آدم وليام فالون» انضم إلى رؤساء الأركان المشتركة في معارضتهم الشديدة لهجوم كهذا، مضيفاً أنه جعل معارضته معروفة للبيت الأبيض. وأجبر المتحدث فالون على الاستقالة في آذار، وسيُستبدل كقائد عسكري، باللواء دافيد بيتروس بشكل واضح في أيلول.
أظهر بيتروس للتو ميله للانصياع لسلسلة (أوامر) القيادة، ولتلبية مزايدة أو دعوة تشيني (من خلال ادعاءات كاذبة حول أسلحة إيرانية في العراق على سبيل المثال).
وبشكل مختصر، ثمة عاصفة حقيقية ستهب في أواخر الصيف أو أوائل الخريف.