عمال الأردن في مواجهة عصابات الليبراليين الجدد
هذه قصة الأردن الجديد كما تريده الليبرالية الجديدة، وهي قصة الخصخصة كما ترويها ألسنة العمال وأوضاعهم:
«ما قدرتو على (هوجن)، تقدرو علينا»! كلمات ملؤها السخط والغضب، صدرت عن أحد عمال البوتاس الذين عاشوا لحظات عصيبة وعصبية، إثر أنباء تواترت عن اتفاق يتنازل عن حقوقهم أبرمه وزير العمل الأردني بحضور رئيس اتحاد نقابات العمال، مع الخواجة (هوجن) مدير عام شركة البوتاس. عامل آخر صرخ بأعلى صوته: «أصحاب القرار هم اللي هون، اللي معتصمين هون!»، وأضاف آخر: «رح نجيب عيلاتنا».
وما إن تتحدث معهم حتى تجد تلك الوجوه الغاضبة قد فاضت ودّاً مشفوعاً بابتسامة خجولة تميز أبناء الأرياف. يحدثونك عن حبهم للأردن وعن وفائهم، ويتطرقون بعد ذلك إلى معاناتهم، ويكشفون الكثير من الأسرار التي لا تتناقلها الصحف. وانطلقوا في التفاصيل مع مجموعة من الشبان والشابات من حركة اليسار الاجتماعي الأردني الذين زاروهم في موقعهم. وتحدثوا عن الامتيازات الممنوحة للشركة بعد بيعها، وتحدثوا عن الأراضي الحكومية التي تستخدمها دون إيجار، وتحدثوا عن عشرات الآبار التي سمح للشركة باستخدامها واستثمارها دون ترخيص، وتحدثوا عن الكثير غير ذلك. كانوا في الوقت نفسه يجهزون أنفسهم لاستئناف الاعتصام والإضراب عن الطعام، وبدأوا بإجراء الاتصالات لاستقدام المزيد من المعتصمين، بل وحتى استقدام عائلاتهم للمضي في الاعتصام حتى تحصيل مطالبهم. أحد الأشخاص الموجودين كان معه ابنه أصلاً، ولم يزد الابن عن أبيه، فأكد إنه جاء مع والده «علشان يزيدوا معاشه لأنه ناقص علينا أشياء كثيرة وعلينا دين».
وتبقى عصابات البائعين الجدد دائماً نصيرة لهوجن وغيره من المستثمرين، وتبيع الأرض بما عليها، والشركات بمن فيها، لكنها لن تبقى إلى الأبد تقدر على المواطن.
■ عن اليسار الأردني.. بتصرف